مثل اللاعب محمود بنحليب، صباح أول أمس الإثنين، أمام مسؤولي نادي الرجاء ليترافع ويبرر أسباب عدم مرافقة الفريق في رحلته إلى تانزانيا، وكذا تخلفه عن الحصص التدريبية المبرمجة لفائدة اللاعبين الذين لم يشاركوا في الرحلة.
وبلغنا أن محمود طرح جانبا من مشاكله الاجتماعية وختم بتقديم الاعتذار للمسيرين وكافة فعاليات النادي، قبل أن يقرر المكتب المسير معاقبة اللاعب بأداء غرامة مالية قيمتها 150 ألف درهم مع تفادي تكرار الخطأ.
نتساءل لأن ما أفرزه هذا اللاعب من سلوكات تترجم كونه مزاجي، وسريع الغضب ولا يكبح التمرد، حيث يعتبر اللاعب من مواليد 23 مارس 1996 من أسرة متواضعة ومحافظة عدد أولادها 13، إلتحق بنادي الرجاء سنة 2011.
وكانت بداية بروز بنحليب سنة 2015، تحت إشراف المدرب رشيد الطاوسي حيث سجل أول هدف له مع الرجاء في 31 أكتوبر في لقاء فريقي الرجاء والمغرب الفاسي، كما ساهم في فوز الرجاء بلقب كأس العرش في النهائي الذي جمعه بالدفاع الحسني الجديدي بضربات الترجيح، كما توج ضمن الفريق بلقب كأس الكاف 2018، إضافة إلى إحرازه لقب هداف دورة (كأس الكاف) بتوقيع 12 هدفا.
وواجه محمود بنحليب مشاكل كثيرة تترجم تأثير محيطه على نفسيته، وبدعم من فعاليات النادي تم تجديد مدة تعاقده إلى سنة 2022، وكان ذلك في 7 يناير 2020.
وبعد أسبوع سجل هدفين في لقاء إتحاد طنجة، لكن للأسف بعد أربعة أيام (19 يناير 2020) تعرض لإصابة إثر الاصطدام باللاعب العربي الناجي في لقاء النهضة البركانية ببركان وأنهت الإصابة موسمه..
ونقلته إدارة الرجاء إلى مؤسسة أسباير القطرية لتلقي العلاج، وكان ذلك في الفترة بين 5 فبراير و6 يوليوز من ذات السنة، وفي أكتوبر 2020 توج بنحليب بأول لقب له في البطولة مع الرجاء ينضاف إلى ألقاب كأس العرش 2017، وكأس السوبر الإفريقي 2019، وكأس الكاف 2018، وبإمكانه التألق أكثر في القادم من المسابقات، لكن يبدو أن مزاجه المتقلب بسبب مشاكله الإجتماعية قد تحول دون ذلك، وتابعنا ما عاشه محمود بنحليب من خلافات مع العديد من مدربي الرجاء مما يجعل تصرفاته محط المساءلة، فالأكيد أن هذا الولد عاش اليتم في سن صغير، ويعيل بعض إخوته في ظروف صعبة، والنادي بدوره يواجه ضائقة مالية مما يؤخر توفير مستحقات المشتغلين في المؤسسة.
هكذا هو محمود، ولد موهوب متميز بأدواته التقنية والتكتيكية وفريد في إبداعه لكنه عصبي، بمزاجيته أخطأ في التعامل مع البعض من مدربيه وحتى الجمهور الذي يحبه تقلقه سلوكاته المقرونة بالعبث، ومرة أخرى إدارة الرجاء والمدرب الجديد لسعد جردة شابي، يمنحان الفرصة للاعب محمود بهدف استمراره ضمن المجموعة والأمل أن يدرك الخطأ وينطلق بمستوى أرقى كرة وسلوكا، والكرة في مرماه.
< محمد أبو سهل