الشعبوية تقتل الرجاء 

رغم اللغط الذي ملأ كل الأرجاء مباشرة بعد إعلان جواد الزيات استقالته من رئاسة فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم،  وما رافق ذلك من الترويج لبعض الأسماء لخلافة الرئيس المستقيل، والحديث عن اعتزام هذا الشخص أو ذاك التقدم لتحمل المسؤولية خلال الجمع العام القادم،  إلا أن المدة القانونية الفاصلة بين موعد الجمع، والفترة  القانونية التي تسمح بتقدم الترشيح عن طريق اللائحة، لم تعرف تجرأ هذا “الملياردير” المنتظر القادر  على ضخ ميزانية مهمة لإنقاذ الفريق من مستنقع الديون، ترهق كاهل ميزانيته الضعيفة أصلا. 
لم يتقدم أحد لتحمل مسؤولية فريقه المحبوب، ليتأكد أن المجاهرة بالحب، ليست سوى مزايدة على المسؤولين الحاليين وذغذغة عواطف الجمهور، أما القصد هو كسب التأكيد والمشروعية، لشن حرب تستهدف، مع سبق الإصرار والترصد، الاستقرار التي تسعى الرجاء جاهدة إلى إرسائه خلال السنوات الأخيرة. 
المؤكد أن الرجاء النادي المرجعي، والذي عاني من أعمال تخريب غير مسبوقة في التاريخ، نسفت بناء إداري ومؤسساتي ساهمت في تحقيقه اطر عليا بكثير من الطواعية ونكران الذات بعيدا عن أية حسابات خاصة، وفي وقت ساد الاعتقاد على دخوله أخيرا مرحلة إعادة البناء،  رغم صعوبة المهمة بالنظر  إلى الاكراهات المتعددة، والمحبطة بدرجة جد مقلق.
ويتبين من خلال المشاهد الطاغية على الساحة، أن الرجاء ضحية الأساليب الشعبوبة القاتلة، الممارسة من طرف أكثر من جهة، وأكثر من طرف، وأكثر من شخص، ليصبح خيار الاستقرار والهدوء والحكمة، أساسا، صعبة التحقيق. 
محمد بودريقة الرئيس السابق، والشخص المثير للجدل، والذي يروق له إثارة اللغط، وعدم التردد في الدخول وسط صراعات وحرب تصريحات، يمارس الشعبوية في كل تعليقاته وخرجاته والدليل عدم التقدم لتحمل مسؤولية، وإنقاذ ناديه من الأزمة، 
سعيد حسبان الرئيس السابق أيضا، والذي ظلم خلال الفترة التي قضاها بمنصب المسؤولية، نجده يفضل الصمت، اللهم من توزيع صور  معززة ب”سيكار” من النوع الرفيع،  وابتسامات عريضة، تدخل في سعي للإنصاف، أكثر من “التشفي”، لكنه لم يتجرأ على تقديم ترشيحه، لكونه غير مستعد حاليا للدخول في صراعات جديدة 
في نفس السياق،  يمارس بعض المنخرطين هواية الشعبوية دون تقديم أي بديل، تساهم في تقديمه لخدمة مصالح الفريق، اللهم من الإصرار على حب الظهور، أيضا هناك مجموعة من المحبين المعروفين، الذين لا يترددون في استغلال التقرب من الفريق، بهدف تحقيق بعض المأرب الأخرى. 
المدرب جمال السلامي لا يدع هو الأخر الفرصة تمر، دون ممارسة نصيبه من الشعبوية، وإلا كيف يطالب القيام بانتدابات كشرط لاستمراره، وهو يعرف جيدا أن هناك أزمة مالية خانقة، لا تسمح بصفقات أخرى، تنضاف إلى صفقتي المدافع  الهدهودي و المهاجم نوح السعداوي، مع العلم أن راتبه من بين الأعلى على صعيد الأندية الوطنية. 
أسلوب الشعبوية الممارس في حق الرجاء، يلاحظ أيضا من طرف بعض اللاعبين “النجوم” بهدف الضغط، قصد الحصول على مكاسب مالية تفوق إمكانيات النادي، مما يطرح حفيظة لاعبين آخرين.
أسماء تنتمي لعالم الصحافة الرياضية سواء بالانتماء أو الأنساب، يصرون هم كذلك على كسب نصيب من الشعبوبة الطاغية، بعيدا للأسف أية موضوعية تفرضها أخلاقيات المهنة، مما يساهم في التغليط وتحويل الأنظار على المشاكل الحقيقة التي يعاني منها النادي.
هل بقى احد لم يمارس الشعبوية القاتلة في تعامله أو تقربه من الرجاء ؟ 
الجواب صراحة: “والله معرفت …”

>محمد الروحلي

Related posts

Top