تستقبل مدينة الصويرة في الفترة ما بين 21 إلى 23 يونيو المقبل الدورة ل21 من مهرجان كناوة و موسيقى العالم و كما جرت العادة سيسلط الضوء على جميع المواهب وعلى تراث كناوة لفائدة العالم بأكمله. وبفضل فن المزج، وهو علامة المهرجان المميزة، يلتقي “المْعلْمين” بأعظم موسيقيي العالم، الذين يسحرهم دائماً ثراء هذه الموسيقى الفاتنة. ويجمع مهرجان هذا العام حفلات موسيقية، موزعة على منصتين رئيسيتين هما منصة مولاي الحسن ومنصة الشاطئ.
وستتميز منصة الشاطئ في ثاني أيام المهرجان بمزيج بين الجذور الكناوية والأندلسية حيث سيحظر لمعلم والمدير الفني للمهرجان عبد السلام عليكان مع الموسيقار الأسباني وعازف الباص “بيبي باو”، الذي شارك في إدارة مجموعة “أوفونكيو” (O’Funk’illo) مع “أندرياس لوتز”، وتعاون لسنوات عديدة مع “رايموندو أمادور”، “أوبوس”، “بارون”، “روخو” و”مدينة الزهراء”.
وستشهد منصة مولاي الحسن بالصويرة حفلا فنيا يلتقي فيه الجاز بإيقاعات كناوة حيث سيلتقي لمعلم سعيد أوغاسل، مع الثلاثي المكون من “ديف هولاند” (باس)، “زاكر حسين” (تابلا) و”كريس بوتر” (ساكسفون). يعد “ديف هولاند” عنصرا أساسيا في تطور موسيقى الجاز المعاصرة. شارك في مغامرات موسيقية مع أسماء كبيرة مثل “مايلز ديفيس”، و”تشيك كوريا”، و”هربي هانكوك” و”بات ميثني”، وغيرهم. وتعتبر نغمات كمبري سعيد أو غسال وإيقاعات الجاز للثلاثي هولاند-حسين-بوتير، مزجا ملونا، غاية في النعومة.
هكذا و سيستمتع جمهور مدينة الصويرة على منصة مولاي الحسن بلقاء غير مسبوق لاسمين كبيرين في سماء الموسيقى العالمية. إنه لقاء الفنانتين، اللتان بالإضافة إلى الإبداع والأصالة المشتركة، يقودان نفس المعركة. فعندما تعزف أسماء حمزاوي على الكمبري متحدية التقاليد والعقليات، تغني “فاتوماتا دياوارا” رغم الحظر المفروض على ممارسة الموسيقى من قبل الإسلاميين في شمال مالي. وفيما تعمل أسماء حمزاوي على استدامة الثقافة الكناوية العريقة بلمسة شخصية، تحافظ “فاتوماتا دياوارا” على تراثها الإفريقي بالاستلهام من غناء واسولو العريق. وتتوفران على الشجاعة وروح التحدي، ولديهما حب التراث الفني المشترك. وإن لقاءهما سيكون واحدا من أبرز لحظات هذه الدورة.
وسيجمع ثالت أيام المهرجان على منصة مولاي الحسن، بين لمعلم حسن باسو ومجموعة ” بنين إنترناشيونل ميوزيك”، وهي مجموعة تمثل الفورة الإبداعية الرائعة للموسيقى البنينية، وريثة إيقاعات الفودو. إن لقاءها مع لمعلم حسن بوسو سيقدم بلا شك حفلا من أروع أعمال المزج. ستقدم خلاله إيقاعات كناوة ورقصات الفودو.
يقدم مهرجان كناوة وموسيقى العالم أحد أبرز أعمال المزج الفني مع لمعلم حسام غنيا، الذي ورث كمبري أبيه المرحوم محمود غنيا، حيث سيقدم عرضا إلى جانب أحد اكتشافات موسيقى الجاز الإنجليزية، عازف الساكسوفون “شَبَكا هاتشنجز”، وعازف القيثارة والباس الفرنسي من أصل فيتنامي “نغيين لي”، وعازف البيانو والمزمار، المنجذب إلى الموسيقى المغاربية، “ديفيد اوبايل”، والفنان المغربي الواعد عمر البركاوي، أحد أكثر عازفي الطبول الموهوبين ضمن جيله. إنه إبداع مغربي- فرنسي- إنجليزي من قبل مهرجان كناوة لتشجيع الشاب حسام غنيا في نهجه الفني. وإضافة إلى ذلك، ينتج له المهرجان ألبومًا مؤلفًا من قطع المدرسة الكناوية الصويرية، وسيشرف على إخراجه المدير الفني للمهرجان، كريم زياد. كما سيتضمن هذا الألبوم قطع المزج التي ستعرض خلال هذه الدورة الـ 21.
سعيد الحبشي