الاتحاد الأوربي يعلق: زيارة المسؤول الأمريكي ما هي إلا ذريعة للصين
أطلقت القوات الصينية صواريخ “بالستية” في المياه المحيطة بتايوان خلال تدريبات عسكرية، أمس الخميس، على ما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية التي نددت بما وصفته بأنه “تصرف طائش يهدد السلم الإقليمي”.
وبدأت بكين أكبر مناوراتها العسكرية حول تايوان ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي “نانسي بيلوسي” إلى جزيرة تايوان، حيث أطلق الحزب الشيوعي الصيني دفعات عدة من صواريخ البالستية في المياه المحيطة بشمال شرق تايوان وشمال غربها اعتبارا من حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال.
وفي حين لم يؤكد الجيش التايواني الموقع الدقيق لمكان سقوط الصواريخ أو ما إذا كانت قد حلقت فوق الجزيرة، لم ينكر جيش التحرير الشعبي الصيني ذلك، بل نشر تلفزيون الصين المركزي لقطات لإطلاق الصواريخ أثناء التدريبات واسعة النطاق، التي أظهرت لقطات اتجاه تحليق الصواريخ الصينية في مضيق تايوان.
وقال الكولونيل “شي يي” المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي الصيني إن القوات الصينية شنت “هجوما بقوة الصواريخ التقليدية متعددة النماذج على مناطق بحرية محددة سلفا قبالة الجزء الشرقي من جزيرة تايوان” .وأضاف الكولونيل “شي أن”، “جميع الصواريخ أصابت الهدف بدقة وجرى اختبار دقة الضربة وموانع دخول المنطقة”.
وندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” أيضا بالمناورات العسكرية الصينية، ورأى في الوقت نفسه أن “لا مبرر” لاستخدام زيارة “بيلوسي” للجزيرة كذريعة”. وقال “بوريل” في تغريدة “لا مبرر لاستخدام زيارة ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان. انه أمر طبيعي وروتيني للمشرعين من بلادنا أن يقوموا بزيارات دولية”.
وحض وزراء خارجية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على ضبط النفس بينما تجري الصين مناورات عسكرية ضخمة قبالة تايوان، محذرين من أن الوضع قد يؤدي إلى “نزاعات مفتوحة”. وحذر الوزراء خلال اجتماعهم من أي “عمل استفزازي”، مؤكدين في بيان مشترك أن الوضع “يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وبالتالي إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطرة ونزاعات مفتوحة وعواقب لا يمكن توقعها بين القوى الكبرى”.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعد باستعادتها يوما ما، بالقوة إذا لزم الأمر. وقد أثارت غضبها زيارة “بيلوسي” وهو أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ 25 عاما، فتعهدت الصين برد “عقابي. وفي حين يحضر وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” المنتدى الإقليمي للرابطة مع نظيره الأميركي “أنتوني بلينكن” بحضور 27 بلدا فمن غير المتوقع أن يعقدا اجتماعا على انفراد، ويذكر أن القمة أنشئت لمناقشة القضايا الأمنية للمنطقة وتشمل أيضا روسيا والاتحاد الأوروبي.
ودعا “كونغ فواك” نائب وزير الخارجية “الكمبودي” والمتحدث باسم آسيان الطرفين إلى المحافظة على استقرار الوضع. وقال للصحافيين “نأمل أن يبدأ وقف التصعيد، وأن تعود الأمور إلى طبيعتها في مضيق تايوان”.
وأكدت وزيرة الخارجية الأسترالية “بيني وونغ” التي ستحضر اجتماع المنتدى ضرورة الحفاظ على الوضع القائم الهش في مضيق تايوان، مصرحة “يجب على جميع الأطراف التفكير في كيفية المساهمة في تهدئة التوترات الحالية”.
كوثر الصابري (ص.م)