رمضان هو شهر جوع وعطش ولكنه يعتبر في نفس الوقت بلسما وشفاء للأجساد والأرواح. وللصيام فوائد عديدة، تتوزع على العديد من الجوانب، منها الجانب الروحي والديني، الأخلاقي الاجتماعي، وكذا بالنسبة إلى الصحة البدنية للصائمين. ويوجد اليوم إجماع من قبل العلماء والأطباء على فوائد الجوع لفترات قصيرة للجسم، فأثناء الجوع يبدأ الجسم في تنظيف الأمعاء والكبد والدم من السموم، وتتقلص أمراض الأوعية الدموية، كما أن الجوع لفترات قصيرة ينشط المناعة. في هذه الزاوية، نسلط الضوء على بعض الجوانب الصحية التي يجب استحضارها من أجل صيام يجسد القول المأثور “صوموا تصحوا”.
العصائر الطبيعية.. استفد من ميزاتها وتجنب أضرارها في رمضان
تعد العصائر بمختلف نكهاتها من أساسيات مائدة الإفطار في رمضان، ويقبل الأغلب على العصائر بمجرد سماع آذان المغرب خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وحرمان الجسم للسوائل. والملاحظ أن هناك نوعا من الجدل بين خبراء التغذية حول مدى ما يكتنف تناول العصائر الطبيعية من إيجابيات وسلبيات، بحيث ينصح العديد من الخبراء بتجنبها بسبب ارتفاع نسبة سكر الفركتوز فيها وبالاستعاضة عنها بالفاكهة الكاملة للاستفادة من جميع مزاياها، بينما يعتبر آخرون أن العصائر الطبيعية تعد مفيدة لعملية الهضم ولمد الجسم بنسبة من الفيتامينات، وبالتالي فهي تعد أفضل وسيلة لمقاومة العطش والجفاف وأفضل بديل للمشروبات المحلاة الغنية بالمواد الكيماوية والسكر الأبيض المضرين بالصحة.
وعلى الرغم من أن العصائر الطبيعية تعتبر غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، حيث تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية، كما تعتبر مصدرا طبيعيا للطاقة، إلا أن تناولها في وقت خاطئ يؤثر بالسلب على الصحة العامة، ومن الضروري توخي الحذر. فتناول العصائر على معدة فارغة، في لحظة الإفطار بعد يوم من الصيام مثلا، يمكن أن يتسبب في الإصابة بالمشكلات الصحية مثل الإمساك، والحموضة، وآلام المعدة، بسبب بقائها خالية من الطعام طوال ساعات الصيام.
على سبيل المثال، تحتوي العصائر الحمضية مثل عصير البرتقال على نسبة عالية من الأحماض التي تحفز المعدة على إفراز العصارة الهضمية بكميات كبيرة والسماح لها بالارتداد في اتجاه الحلق والمريء، مما يؤدي إلى الشعور بالحموضة.
وحسب خبراء الصحة الغذائية، يعد شرب العصائر على الريق على قبل الإفطار، واحدا من أكثر الأمور غير الصحية التي يفعلها الكثيرون، وذلك لأن العصائر تحتوي على كميات عالية من السكر ويمتصها الجسم في هذه الحالة بسهولة، لذا فإنها تتسبب في ارتفاع مستوى ضغط الدم لتشعرك بحالة من الانتعاش لا تدوم إلا لعدة دقائق، ثم يهبط هذا المؤشر مرة أخرى لتشعر بالهبوط والخمول بعد الإفطار.
كما يعتبر شرب العصائر أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن في رمضان، وذلك لأنه يحدث خللا في عملية تنظيم إفراز الأنسولين في جسم الإنسان، فيجعل الجسم دائما في حاجة لتناول السكريات بشراهة.
وبالمقابل، وحسب العديد من الخبراء، فإن أفضل مشروب يمكن تناوله على الريق مباشرة هو “الشوربة الدافئة، أو الماء، مع قليل من التمر.
وللاستفادة من العصائر الطبيعية ومحاولة تجنب أضرارها، ينصح الخبراء بتأخير تناولها إلى ما بعد الإفطار بساعة أو ساعتين على الأقل، وأن تكون غير محلاة وطازجة بحيث يتم تناولها مباشرة بعد تحضيرها.
أضرار شرب العصائر على معدة فارغة
+ زيادة نسبة السكر في الدم: إن تناول العصائر في شهر رمضان على معدة فارغة، يتسبب في زيادة مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، والرغبة المتكررة في التبول، بالإضافة إلى أن تناول الطعام بعد شرب العصائر على معدة فارغة قبل مرور ساعة كحد أقصى، يصيبك بالقيء والغثيان والإسهال.
+ ضعف الجهاز الهضمي: تتراجع كفاءة الجهاز الهضمي عند شرب العصير على معدة فارغة، حيث تقل حركة الأمعاء، مما يزيد من فرص الإصابة بعسر الهضم والشعور بالانتفاخ والإمساك، والغازات.
فوائد تناول العصائر الطبيعية
بعد صيام يوم طويل في رمضان، يحتاج الجسم إلى عصائر ومشروبات طبيعية تعوض السوائل التي فقدها الجسم أثناء الصيام، وفضلا عن فوائد العصائر الطبيعية في الوقاية من الأمراض المختلفة، وكونها مصدر الفيتامينات والمعادن الغذائية المفيدة للحفاظ على الصحة والسكريات التي يحتاج إليها جسم الإنسان للقدرة علي استكمال الصيام؛ فإنها تسهم أيضا في:
+ تعويض الجسم عن السوائل التي فقدها أثناء الصيام.
+ تعمل على ترطيب الأمعاء، وتحميها من الإصابة بالالتهابات وتحسن أداء الجهاز الهضمي وتحافظ على صحة المعدة.
+ تزويد الجسم بالمواد المضادة للأكسدة المفيدة في تحييد الجذور الحرة، والوقاية من السرطان.
+ تناول العصائر الطبيعية يمد الجسم بفيتامين C، الذي يعمل على الحفاظ على الجهاز العصبي.
+ تنظيف الجسم من السموم المتراكمة، وإنقاص الوزن إذا كانت غير محلاة.
عصائر تحمي من الجفاف في رمضان
قد يعانى الجسم من الجفاف الشديد بسبب الرطوبة والصيام. وهناك بعض العصائر الطبيعية التي تعمل على ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف والأمراض في شهر الصيام، خاصة في حال تزامن هذا الأخير من الفصل الحار من السنة.
+ عصير البطيخ: يحتوي البطيخ على عناصر غذائية وفيتامينات تعمل على ترطيب الجسم والحفاظ على صحة الجسم والأوعية الدموية، كما تساعد على ترطيب الجسم وتحميه من الجفاف.
+ عصير المانجو: تعتبر المانجو من أفضل أنواع الفواكه التي يفضلها الكثيرون نظرا لمذاقها الطيب وفوائدها المذهلة، كما يفضلها الأطفال وهى مشروبهم المفضل، فضلا عن ذلك يحتوى عصير المانجو على فوائد مذهلة نظرا لاحتوائه على فيتامينات وعناصر غذائية تمد الجسم بالنشاط والطاقة.
+ عصير الكيوي: الكيوي من الفواكه التي تحتوى على نسبة عالية من الألياف الغذائية ، مما يساعد على الهضم وإدارة الكوليسترول، تحتوي البذور السوداء الموجودة داخل لب الكيوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية. سيساعدك مشروب الكيوي الغني بالمغذيات على مواجهة الطقس الحار والتغلب عليه.
+ عصير الأناناس: يحتوى عصير الأناناس على نسبة عالية من الفيتامينات والعناصر الغذائية التي تعمل على تعزيز صحة الجسم وحمايته من الأمراض والفيروسات.
+ عصير البرتقال: يحتوى عصير البرتقال على نسبة عالية من الفيتامينات والعناصر الغذائية التي تعمل على تعزيز صحة الجسم وحمايته من الفيروسات والعدوى كما انه منشط قوى للمناعة ويساعد على ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف.
نصائح لتجنب الشعور بالجوع والعطش خلال الصيام
باتباع عدد من الإرشادات والنصائح المتعلقة باختيار الوجبات الخاصة بالسحور، يمكن مساعدة الجسم على تحمل الجوع والعطش في نهار رمضان.
+ الإكثار من تناول جميع أنواع الخضروات مثل الخس، الجرجير، البقدونس، إذ أنها مليئة بالألياف وتزيد من الإحساس بالشبع.
+ تناول الفاكهة مثل البطيخ، البرتقال، الكرز، إذ تساعد على مقاومة العطش، وذلك بسبب احتوائها على كمية كبيرة من المياه.
+ مشتقات القمح بكل أنواعه مثل الشوفان ودقيق الذرة، إذ أن القمح يمد الجسم بالطاقة بسبب احتوائه على فيتامين ب، مما يساعد الجسم على تحمل الصيام.
+ تناول العصائر الطبيعية بكافة أنواعها بين وجبتي الإفطار والسحور، وذلك لاحتوائها على الكثير من الفيتامينات التى تمد الجسم بالنشاط والحيوية.
+ الابتعاد تماما عن تناول المشروبات الغازية والعصائر المعلبة، نظرا لأنهما يسببان الشعور بالإرهاق والعطش، بحسب حديث رئيس قسم التغذية الإكلينيكية.
+ تناول الأجبان غير المملحة، بالإضافة إلى الزبادي والألبان، إذ تزيد من القدرة على تحمل العطش وترطب الجسم.
+ تناول التمور نظرا لأنها تعمل على رفع كفاءة الجهاز المناعي وتقويته إلى جانب مكافحة فقر الدم خاصة مع فترات الصيام الطويلة.
أطعمة تجنب الإكثار منها في رمضان
وينصح بضرورة تجنب تناول الحلويات خاصة في فترة السحور، إذ تزيد من الإحساس بالعطش نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من العسل والسكريات، بالإضافة إلى الابتعاد عن تناول الموالح خاصة المخللات، إذ تتسبب في زيادة الشعور بالعطش وارتفاع ضغط الدم.
> إعداد: سميرة الشناوي
