صدر للكاتب المغربي بوجمعة أشفري كتاب جديد بعنوان «العين والنسيان» وهو عبارة عن جزء أول من تأملات جمالية في تجارب فنية.
في الكلمة الاستهلالية التي خص بها هذا الإصدار تحت عنوان «عين لا ترى»، يقول المؤلف:
«ثمة جسد يسير في اتجاه ما يبدو أنه لمع نور ينبعث من شق في العتمة، ثمة يد تمسح سطح العتمة لينتشر اللمع.. ثمة سؤال يتثاءب، هل السير في اتجاه شيء ما ولوج إلى العالم، أم انسحاب منه؟ ثمة تواطؤ بين العين واليد، تواطؤ سيكون مآله العمى والمحو، نسيان ما لم يحدث بعد».
من خلال هذا الاستهلال يتضح الأسلوب الذي اختاره المؤلف لمقاربة مجموaعة من التجارب الفنية، وهو أسلوب يغلب عليه الطابع التأملي أكثر من النقد الأكاديمي الخالص.
أما التجارب التي تمت مقاربتها في هذا المؤلف، فجاءت بهذه العناوين:
«مارينا أبراموفيتش.. وجها لوجه أمام اللحم»، الفنانة التي تخرج المشهد من كونه الكلامي لتدخله إلى كون فعلي تفاعلي، الجسد في هو صرخة العمل.
***
«جوزي ماري غوا.. كائنات لا تحتمل خفتها»، عن الفنانة التي تكشف أعمالها عن واقعية جمالية وشكلانية يبدو أنها لا تزال طي الكتمان، إذ من أهم مميزاتها المتفردة، أنها لا تتسلى بمنطق الثنائية، بل العكل تماما/ مما يعني أنها ترقص من شدة الطرب.
***
«كيين سوهلال.. ماذا لو كان القمر جبنا أخضر»، عن فنانة حذرة تجاه الخصائص الفيزيقية للمواد، لمحمولاتها الرمزية، لكنها أيضا حذرة من تاريخها، إنها تضخ هذه المعرفة في تفكير يتعايش فيه الماضي والحاضر، ينجذبان لبعضهما البعض ويتجانسان.
***
«إكرام قباج.. حجر وجهي ولن أعشق غير الحجر»،
عن نحاتة يبدو أن علاقتها بالمواد التي تشتغل عليها، خاصة الحجر، تعود إلى زمن الطقولة، زمن الفضاءات المشرعة على الخارج.
***
«نينار إسبر.. جسد يتحدى تاريخ الفضاء العمومي»، عن فنانة تضع عبر البيرفورمانس والفيديو جسدها الشخصي في الفضاء العمومي، متحدية بذلك كل تاريخ الفضاء المحظور والجسد المخبأ».
***
«كوليت دوبلي.. رعشات ما يشبه اليوميات»، عن فنانة تتهاوى في غوص عميق متناه في الزمان والمكان، وذلك بممارستهالأركيولوجيا مخالفة للمألوف»
***
«آني كوركيدجيان.. كأني أولد من جديد»، عن فنانة أعمالها مستفزة، يتمحور موضوعها الأساسي على الشكل البشري الذي يتم التلاعب بأجزاء جسمه، بتقطيعها أو تحجيمها، ومن ثم طلائها باللون.
***
«كنزة بنجلون.. المونوكروم، من الوجود إلى العدم»، عن فنانة يعتبر اللون بالنسبة إليها هو النور الذي تحاول عبره النفاذ إلى مكامن النفس لمساءلتها عن الأحاسيس والانفعالات التي تؤسس وجودها.
***
«ليلى الشرقاوي.. غيابات الخطوط والظلال»، عن فنانة نجد النور في أعمالها تغشاه الظلال، وتتدرج داخله الألوان، هو شفاف حد التلاشي، تماما كالجسد الذي انبعث منه.
الكتاب صمم غلافه المؤلف نفسه وقد صدر عن مطبعة رالي إيفينت بالدار البيضاء.