القمة العالمية للسياحة الحضرية بمراكش دفعة قوية للنشاط السياحي والنمو الاقتصادي

أكد المشاركون في أشغال أحد محاور الدورة الرابعة  للقمة العالمية للسياحة الحضرية المقامة على مدى يومين بمراكش حول موضوع “ابتكار  سياحة المدن”، أن تطوير المدن السياحية رهين بتضافر الجهود بين مختلف الفاعلين في  القطاع والمنتخبين والسلطات المحلية مع التركيز على جانب الاستدامة بخصوص السياحة  الحضرية وتقديم توازنات بين الساكنة المحلية وزوار المدن، لخلق سياحة مندمجة  ومتكاملة داخل المجال الحضري.
وشدد المتدخلون خلال المحور الذي تناول “تموضع السياحة الحضرية في السوق  العالمي”، والذي أطره فاعلون وباحثون في مجال تسويق سياحة المدن بكل من أوروبا  والصين والإمارات العربية المتحدة والمنظمة العالمية للسياحة، بالإضافة إلى ممثل  عن المكتب الوطني المغربي للسياحة، على أن إرساء شراكة فعلية وبناءة بين القطاعين  العام والخاص أصبح مسألة ضرورية لإدارة الصناعة السياحية، مؤكدين على أهمية تقديم  الدعم الضروري للمقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في المجال السياحي لتمكينها من  الولوج إلى العصرنة والتجديد في هذا المجال.
واعتبروا أن تنويع المنتوج السياحي وتجديده مع الحرص على جودته، إلى جانب  الحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي للمدن، يعد بمثابة آلية أساسية لتسويق المدن  السياحية، فضلا عن إجراء تشخيص مستمر لمتطلبات السياح والعمل على وضع بيانات  تنافسية ومنهجية للعمل محددة ومقارنة النتائج مع المدن السياحية الأخرى التي تعرف  تطورا في المجال.
كما أكدوا أيضا على ضرورة عصرنة المرافق السياحية للمدن وتحديث البنيات التحتية  (المطارات والطرق، والموانئ…)  وإحداث أنشطة سياحية تستهوي السياح، والعمل على  تطوير العرض السياحي وخلق تناغم تام بين الأصالة والمعاصرة، موضحين أن المدن  السياحية تساهم في التنمية الاقتصادية وخلق فرص الشغل، وتساهم بشكل كبير في جلب  المزيد من السياح على المستوى الداخلي والخارجي.
 وكان وزير السياحة، لحسن حداد، قد أعلن أن سياحة المدن تعتبر محورا هاما بالنسبة للنشاط السياحي العالمي بالنظر  لكون هذا النوع من السياحة يشكل حافزا حقيقيا للنمو الاقتصادي ولتنمية  المدن.
 وأضاف حداد، في كلمة خلال افتتاح أشغال القمة، أن سياحة  المدن تعد أيضا، رافعة حقيقية للتثمين والتنشيط وتحسين إشعاع الفضاءات الحضرية  وتقوية تموقعها وجاذبيتها.
ومن هذا المنطلق، يقول الوزير، فإن تطوير سياحة المدن يستلزم رفع العديد من  الرهانات والتحديات التي تواجه المدن والتي من بينها على الخصوص، التحكم في  التعمير وضمان الإستدامة، والنظافة والرفع من الجاذبية والولوج والتنشيط والنقل  والربط بمختلف المرافق والشبكات، مؤكدا على أن كل مكونات المحيط السياحي المرتبطة  بفضاءات المدن ومرافقها هي التي تجعل التجربة السياحية ناجحة أو دون ذلك.
وشدد في ذات السياق، على أن التدبير الأفضل للنظافة، وتسهيل الولوج والتعبئة  لخلق فضاءات متكاملة للعيش تعد أولويات لا محيد عنها لجعل المدن قابلة للحياة، كما  أن المدن المغربية مطالبة بأن تصبح حيوية وذكية ومرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة  الضرورية للحياة العصرية دون اغفال ضرورة الاستثمار في مجال التنشيط والترفيه حتى  تكون جذابة ومتنافسة قادرة على استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والمسافرين.
وأبرز في سياق آخر، أن إحداث مدن مستدامة ومزدهرة توفر فرص الشغل وتخلق الثروات  يعد مبتغى في المتناول إذا ما تم الحفاظ على الثروات الطبيعية والموروث الثقافي  ووضع الإنسان في قلب المعادلة التنموية.

Related posts

Top