الكاتب المغربي أحمد مسعاية لـبيان اليوم

> ما هي ظروف تأليفك للمقالات المشكلة لإصدارك الأخير “إنسانية للمشاطرة”؟
< هناك ظروف متعددة، هذا الكتاب يتشكل من نصوص ذات مواضيع مختلفة: الهجرة، بالنظر إلى اهتمامي بوضعية الشباب في فرنسا وفي أوروبا عموما، مشاكل الإرهاب والاضطهاد.. كتبت هذه المقالات في مناسبات متعددة. فخلال سفري إلى فرنسا، كنت قد سجلت عدة ملاحظات حول السلوكات والوضع المعيشي للمهاجر المغربي، كما هو الحال بالنسبة لذلك المواطن الذي صادفته في المترو، الذي يمثل شريحة من المغاربة الذين يعيشون في وضعية تيه، وأيضا ذلك المواطن الذي كان في المطار والذي كان يطرح بالنسبة إلي علامة استفهام، هل هو ذاهب إلى تركيا أم سوريا؟ إلى غير ذلك من المواضيع التي أختزل فيها بعض المشاكل العالمية، فالإرهاب والتطرف الديني، هو في حقيقة الأمر نتيجة طبيعية لحالة التهميش التي تعانيها الجالية العربية المسلمة عبر العالم وفي أوروبا على وجه الخصوص.
 كما تناولت انعكاس العولمة على الدول السائرة في طريق النمو، حيث أن المستفيد هي الشركات متعددة الجنسيات التي اغتنت بشكل فاحش عوض مشاطرة الروح الإنسانية.
وتطرقت إلى القضية الفلسطينية، وكيف أن مشهد الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد هذه الدولة، صار مألوفا، وكيف أن الجرائم ضد الإنسانية صارت اعتيادية.. وهذا أخطر ما في الأمر. لم تعد هذه الأفعال الشنيعة تمس الوجدان الإنساني، وأعتقد أن ذلك عامل من بين عوامل الإرهاب.  واستحضرت في مقال آخر من مقالات هذا الكتاب، تجربة تهم العلاقات الإنسانية بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط. هذا الكتاب الذي تأخر طبعه، كنت أتمنى أن يقرأ على نطاق واسع، والمساهمة في التفكير في المشاكل التي يتخبط فيها العالم.

> هل للكتابة في نظرك قدرة على التغيير؟
< أعتقد أن الكتابة لو لم تكن لها القدرة على التغيير، لكف الإنسان عن ممارستها، من الضروري الإيمان بذلك. لكن الإشكال المطروح، هو هل الناس يقرؤون؟ مع الأسف المسؤولون وأصحاب القرار بأنفسهم لا يقرؤون، الكتاب لا يحظى بالترويج المطلوب، من الصعب أن تؤثر الكتابة وتغير، خصوصا في ظل قوة المال والسلاح. ليست هناك ديمقراطية حقة حتى في المجتمعات التي تدعي ذلك. بالرغم من كل شيء، فالكاتب يواصل الكتابة، ويحمل أملا في المساهمة في تغيير الواقع.

> هل المقال السياسي أكثر تبليغا وتأثيرا من النص الإبداعي؟
< هناك علاقة جدلية، المقال السياسي يمس بشكل مباشر أصحاب القرار ومسيري الشأن العام، هناك صحافيون تعرضوا للاضطهاد لكونهم كتبوا مقالات سياسية تمس الحكام والأنظمة، في حين أن الشعر أو الأدب عموما لا يثير الانتباه إلا لماما، مع ذلك له وجوده الذي يكتسي أهمية.

> ما هي مشاريعك القادمة في مجال الكتابة والنشر؟
< أهيئ حاليا كتابا بعنوان “مدح المواطنة” يتناول قضايا تتعلق بالتعليم والصحة وكرة القدم وبعض الإشكاليات الثقافية، وهناك كذلك فصل طويل حول السياسة العامة في بلادنا، ومن المرتقب أن يعرض في الدورة القادمة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كما أشتغل على نصوص حول المسرح، بالإضافة إلى رواية ومشاريع أخرى.

Related posts

*

*

Top