“الكاف” يواجه أخطاء الجزائر الجسيمة بعقوبات صغيرة

أخيرا أصدرت لجنة الأخلاقيات والانضباط بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم قرارها في ملف المشكل الذي واجهه فريق النهضة البركانية في مباراتيه مع نادي اتحاد العاصمة الجزائري برسم نصف نهائي كأس (الكاف).

وللأسف، وبعد 164 يوما يتمخض كيان الاتحاد القاري ويلد عقوبة صغيرة دون مستوى حجم الجرم الذي تعرض له النادي البركاني والسبب كونه اعتمد قميصا رسميا يحمل خارطة الوطن، والقميص مصادق عليه من لدن الجهاز القاري.

وقد تفرج العالم على ما عاشه الفريق المغربي في لقاء الذهاب  بمطار هواري بومدين بالجزائر، حيث تم احتجاز عناصر وفده لمدة أكثر من عشر ساعات وصادرت سلطات المطار أمتعتهم ومارست عليهم مختلف أنواع المضايقات والاستفزاز دون احترام لقوانين (الكاف). 

ولجأ المسؤولون هناك في الجزائر بعربدتهم إلى تحضير أقمصة الفريق المغربي بلونه وبدون خارطة المغرب، بطريقة بئيسة تترجم ما يحملون من حقد دفين لبلدنا، ورفض فريقنا إجراء اللقاء متشبثا بموقفه الوطني.

وبعد أسبوع حل فريق اتحاد العاصمة ببركان مصرا على رفض مواجهة النهضة البركانية بقميصه الرسمي الحامل لخريطة الوطن ولم تجر المباراة، واعتبر (الكاف) الفريق الجزائري خاسرا مباراتيه ذهابا و إيابا بنتيجة (3-0) في كل لقاء.

الاتحاد الجزائري لكرة القدم آزر اتحاد العاصمة ظلما وسار في تجاه التصعيد ولجأ إلى محكمة التحكيم الرياضية (الطاس) بسويسرا يقاضي (الكاف)، في انتظار أن تصدر هذه المحكمة قرارها في الأيام القليلة القادمة.

ولم يهدأ الإتحاد الجزائري واختار رئيسه الجديد طريقة أخرى، وأخرج إبليس من جيبه وسافر إلى بانكوك ليشارك في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا).

وهناك  لجأ إلى الأمين العام في ماي الأخير فيرون موسينغو أومبا لشغله وسيطا يلاقيه برئيس الاتحاد الإفريقي باتريس موتسيبي وذلك بهدف طلب تأخير صدور قرار (الكاف) في المشكل الذي اقترفه اتحاد العاصمة، والذي يستحق عقوبة التوقيف لمدة سنتين متتاليتين مع غرامة مالية وعقوبة أخرى للاتحاد الجزائري لخرقه قوانين (الكاف).

وليد صادي لجأ إلى الأمين العام فيرون موسينغو الكونغولي رجل متسخ ومتهم  بمزاعم  فساد متعلقة بسوء الإدارة والاحتيال و التزوير.

و النتيجة اليوم قرار لـ (الكاف) يقضي معاقبة اتحاد العاصمة بغرامة مالية فقط  قيمتها 40 ألف دولار.

وينضاف هذا القرار إلى التفاعل المحتشم لـ (الكاف) مع ملف الهجوم الذي تعرض له المغرب في تظاهرة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) بالجزائر حيث أصرت السلطات هذا البلد على إغلاق الأجواء مانعة طائرة مغربية من نقل المنتخب الوطني.

وفي يوم الافتتاح سمح المنظمون لمرتزق يدعي انتماءه لعائلة مانديلا بإلقاء خطاب محمل بالحقد والكراهية هيج به جماهير الملعب ضد المغرب والغريب أن (الكاف) اكتفى بتوجيه تنبيه لمنظمي الحدث في الجزائر.

مما يبين بالواضح تساهل جهاز (الكاف) مع التصرفات المشينة والسلوكات الدنيئة لمسؤولي الكرة بالجزائر مدعومين بأجهزة فاسدة تخلط الرياضة بالسياسة بهدف الإساءة إلى المغرب بدافع الحقد.

الحقائق واضحة تترجم جهود المغرب في البناء والتطوير رياضيا وخاصة في كرة القدم حيث توجد منتخباته في المدار العالمي إناثا وذكورا، ويتهيأ لاحتضان كأسي إفريقيا والعالم، مغرب اختار مسار التنمية والتميز غير مبال بالتصرفات الرعناء  لجار  يتملكه الشر والعداء.

والأمل أن يتحمل (الكاف) مسؤوليته أمام التاريخ لأن “الساكت على الظلم شيطان أخرس”…

محمد أبوسهل

Top