المخرج ياسين أيت فقير المتوج: “أسيف” فيلم ينقل هموم الهامش

توج فيلم “أسيف” لمخرجه ياسين أيت فقير بالجائزة الكبرى لمهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية الذي نظمته جمعية أناروز للتنمية والتواصل الثقافي  بمدينة تافراوت في الفترة ما بين 7 و11 غشت الجاري.. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تتويج هذا الفيلم القصير، حيث سبق له أن نال عدة جوائز آخرها الجائزة الكبرى لمهرجان الإسكندرية للسينما الخضراء صنف الأفلام البيئية القصيرة المستقلة في شهر يوليوز الماضي. كما حاز على جائزة أحسن إحراج في مهرجان أسا الزاك الدولي للسينما والصحراء، ونال أيضا الجائزة الكبرى لسينما الموبايل في المهرجان المصري الأمريكي للسينما والفنون بنيويورك خلال السنة الماضية.. بيان اليوم التقت بالمخرج ياسين أيت فقير وأجرت معه هذا الحوار بمناسبة تتويجه بتافراوت:

* في البداية ماذا تشكل الجائزة الكبرى بالنسبة لك؟

** مما لا شك فيه أن الجائزة الكبرى لمهرجان تافوست للفيلم الأمازيغي إلى جانب جائزة أحسن دور نسائي سيكون لها وقع خاص في مشواري الفني خاصة مع شهادة رئيس لجنة الفليم المخرج المغربي المقتدر حكيم بالعباس الغني عن التعريف الذي نوه بالعمل إلى جانب عضوي لجنة التحكيم الفنانين المقتدرين ميلود الحبشي وعبد الله شاكيري.  الفن الذي يبدع من القلب يصل إلى القلب، وهذا ما بدا لي من أصداء طيبة من قبل الجمهور الذي تابع الفيلم سواء من فنانين مهنيين أو متابعين عاديين، حيث يبدو تفاعلهم جليا مع وقائع الفيلم المسترسلة بأسلوب شاعري ساهمت بطلة الفيلم في إنضاجه بصدق وعفوية.

* هلا قربت قراءنا من أجواء فيلمك وماعلاقة أسيف بموضوع وقصة الشريط؟

** جاء اختيار عنوان “أسيف” (أي الوادي بالعربية)، لينقل هموم الهامش بصفة عامة وما يعانيه مواطنو الهامش من أزمات اقتصادية تفصلهم عن المركز، وبالتالي فأسيف يحمل هم المفارقات الاجتماعية التي نعيشها في مغرب اليوم والموسومة بالمغرب النافع والمغرب غير النافع، في انتظار ربط الجسور لفك العزلة وتأهيل القرى المغربية صونا لكرامة المواطنين القرويين الذين أعتبرهم المركز الحقيقي للتنمية..

* سبق لك عرض هذا الفيلم في مهرجانات عدة، هل نال فيلمك حظه من الاهتمام الإعلامي والاستقبال النقدي؟

** صحيح أنه تم عرض الفيلم في مهرجانات وطنية ودولية عديدة:… لكن المواكبة الإعلامية نسبيا محتشمة خاصة في شقها النقدي، التي من شأنها تشريح الخطاب السيميائي للفيلم على المستويين التقريري والإيحائي خاصة وأن اللغة الرمزية التي اعتمدتها في الفيلم غنية بالمعاني والدلالات..

* خلال مهرجان تافسوت لاحظ الجميع تراجع السينما الأمازيغية على مستوى الحضور والإنتاج.. ما هي في نظركم أسباب ذلك؟

** في نظري، أن السبب المباشر الذي يعوز فتور السينما الأمازيغية كصناعة ثقافية قائمة الذات يرجع إلى غياب تحفيز ودعم حقيقي من قبل المؤسسات الثقافية الوطنية، ولتجاوز هذه الأزمة لا بد من تخصيص صندوق دعم خاص بدعم الأفلام حول الثقافة الأمازيغية على غرار صندوق الدعم الذي أحدث لدعم الأفلام حول الثقافة والتراث والمجال الصحراوي الحساني.. لكننا لا ننكر في نفس الآن،  المجهودات الجبارة التي بذلت كترسيم الثقافة الأمازيغية في الدستور كلغة وطنية للبلاد إلى جانب اللغة العربية، وإدراج الثقافة الأمازيغية في المنظومة التعليمية وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وغير ذلك من المكتسبات… إلا أن الفن السينمائي كإبداع وكصناعة، ولاسيما السينما الأمازيغية، يحتاج إلى مزيد من الدعم على مستوى الإنتاج والتمويل والتكوين..

  *  كيف تقيمون الدورة السادسة لتافسوت على مستوى البرمجة والتنظيم؟

** لا يخلو أي مهرجان كيف ما كان من هفوات، لكن الأهم هو تدارك هذه الهفوات مع توالي الدورات والرغبة في تجويد البرمجة إلى الأفضل. بالنسبة لمهرجان تافوست فقد ناقشنا مع اللجنة المنظمة بطريقة مباشرة بعض الأمور التي ينبغي تجاوزها، ولعل أبرزها تجنب تنظيم التظاهرة في فصل الصيف نظرا لشدة الحرارة بالمنطقة، وإدراج بعض الأفلام الطويلة في الأنشطة الموازية للمهرجان رغم قلتها، حيث كان من الأجدر عرض فيلم الصديق طارق الإدريسي الجميل “صوت البربرية” وفيلم سناء عكرود الرائع  “ميوبيا”، وأخيرا لابد من وضع أرضية للنقاش حول ماهية الفيلم الأمازيغي الذي نريد، أ هو الناطق بالأمازيغية؟ أم الحامل للهوية الأمازيغية؟ أم الفيلم الذي أنجزه طاقم فني أمازيغي في فضاء أمازيغي؟

حاوره: الحسين الشعبي

Top