المطبخ المغربي يتألق بجزر الكناري

 يشكل فن الذواقة وغنى الطبخ المغربي، كما في جميع أنحاء العالم، رافدا من روافد التبادل الثقافي وتعزيز صورة المملكة عبر العالم، وهو الدور الذي تأكد خلال التظاهرة الثقافية التي نظمت مؤخرا بجزر الكناري.  وجرى الاحتفاء بهذا التراث، الذي يعكس مهارات فن الطهي المغربي الضارب في القدم، والذي تعكس تنوع الروافد الثقافية التي شكلت الموروث المغربي، في الدورة الأولى لمهرجان الطهي الدبلوماسي “ماروك غاسترونمي”، الذي أقيم ما بين 11 و14 فبراير الجاري بماسبالوماس، ببلدية سان بارتولوميو دي تراخانا في جزيرة غران كناريا.  ونظمت هذا الحدث فعاليات جمعوية مغربية مستقرة بهذا الأرخبيل وحريصة على تعزيز الروابط مع الوطن الأم، والتعريف بغنى الثقافة والحضارة المغربيتين، ومنها جمعية أطلس السوسيوثقافية وجمعية الكناريين من أصل مغربي، اللتان أبرزتا، بتعاون مع شركاء إسبان ومغاربة، جوانب من المطبخ المغربي، ودور فن الطهي في تعزيز التقارب والتفاهم بين البلدين.  وافتتح المهرجان بحفل ساهر استضاف كبار الطهاة عند الممون رحال الشهير، وحضره، على الخصوص القنصل العام للمغرب بجزر الكناري، أحمد موسى، ورئيس بلدية سان بارتولومي دي تيراجانا، ماركو أوريليو بيريز سانشي. وتميز اليوم ما قبل الأخير من هذه التظاهرة بتنظيم حفل للذواقة ب”باركي ديل سور” قدمت خلاله أطباق وحلويات من المطبخ المغربي.  ورام هذا اللقاء تعزيز العلاقات القوية بين الشعبين، كما شكل مناسبة للتعريف ببعض المطاعم المغربية الموجودة في هذه الجهة، والتي انتهزت الفرصة لإبراز الجوانب المتعددة للمطبخ المغربي.  وأبرز رئيس جمعية الكناريين من أصل مغربي، محمد بنيشو، بهذه المناسبة، أهمية هذا اللقاء الذي يعكس قيم الأخوة والاحترام والتسامح والصداقة التي تميز سان بارتولومي تيراجانا، مشيرا إلى أن المهرجان سيساعد في تطوير معرفة أفضل بالمطبخ المغربي، وسيساهم في تنمية السياحة والذواقة بين البلدين.
من جهتها، أشادت النائبة الأولى لرئيس بلدية سان بارتولومي دي تيراجانا، ايلينا فيغا ألامو، بجهود الجمعيات المنظمة لهذا المهرجان والتي مكنت من تعزيز التبادل الثقافي مع المغرب من خلال فن الطهي.  وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز القنصل العام للمغرب بجزر الكناري، أحمد موسى، أهمية هذا الحدث في التعريف بالثقافة المغربية من خلال فن الطهي، لاسيما وأن هذا الجزء من جزيرة غران الكناري يستقبل سنويا نحو 4,5 مليون سائح.
وتابع أن “المطبخ المغربي يمثل سفيرا عظيما للثقافة المغربية”، مشيدا، في هذا الصدد، بالتنظيم الناجح للدورة الأولى من هذا المهرجان، داعيا لاستمرارية هذا الحدث من أجل تقريب الإسبان، لاسيما بجزر الكناري، من الفن والثقافة المغربيين، والترويج بالتالي للسياحة المغربية.  من جهته قال بشير عياد، رئيس جمعية الأطلس السوسيوثقافية، أن هذا المهرجان، الذي نظم بتعاون مع المركز الثقافي الإسباني المغربي بفويرتيفنتورا، شكل الحدث الأبرز ضمن أنشطة النسيج الجمعوي المغربي لتعزيز الروابط مع المغرب وتثمين ثقافته وحضارته بهذه الجهة الإسبانية القريبة جغرافيا لكن ساكنتها لا تعرف الكثير عن الطبخ المغربي.
وأردف أن المهرجان استهدف، أيضا، السياح والأجانب المقيمين بهذه الجهة، التي أضحت، بفضل نشاطها السياحي المكثف، وجهة عالمية تأوي رعايا أزيد من 120 جنسية، مشددا على أن نجاح هذه الدورة فاق التوقعات، وأن فقراتها شهدت أقبالا كبيرا وحضورا لممثلي سلطات الأرخبيل، وهذا بفضل مساهمة الفاعلين والمؤسسات المغربية كالخطوط الجوية الملكية والبنك الشعبي.
وبحسب هذا الفاعل الجمعوي فإن المهرجان أكد المكانة الهامة للجالية المغربية بهذه الجهة، المندمجة والنشطة كثيرا، وفي الكثير من الأحيان بوسائلها الخاصة، وذك للإسهام في إشعاع المغرب على الساحة الدولية والحفاظ على فن العيش المغربي، المكون الرئيسي للهوية المغربية، ورافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

Related posts

Top