المغرب لن يركع لأحد

اختار البرلمان الأوروبي معانقة اليمين، وخصوصا الرجعية الإسبانية ممثلة في حزبها الشعبي المعارض، والرضوخ لهستيريته المعادية للمغرب، وذلك بإصدار قرار حول أحداث العيون جاء غارقا في رؤية أحادية، تقوم على مواقف اللوبي المعادي للمغرب، من دون أن تلتفت لا إلى المعطيات التي عرضتها المملكة، ولا إلى ما سجلته منظمات حقوقية وطنية ودولية. وبالرغم من كون القرار غير ملزم، فإن إشارته السياسية السلبية في حق المملكة، تكشف عن وجود أوساط رجعية عمياء تعادي المغرب، وتفضل مجاراة اليمين الإسباني الذي يحن إلى ماضيه الاستعماري، بدل التفكير في مصلحة أوروبا، وفي ما يجمعها من قيم وشراكات وتطلعات مع المغرب.
ولهذا فعندما يغضب المغرب كله، وينتفض ضد العمى الأوروبي، فإن ذلك يجسد صرخة شعبية وطنية ضد المؤامرة…
المغرب  لن يركع لأحد، ولن يستسلم ليمين رجعي تحركه عقلية هيمنية ماضوية، لم يعد لها مكان في عالم اليوم…
الغضب المغربي يتوجه لممثلي الشعوب الأوروبية  في برلمان ستراسبورغ، ويستغرب لتمكن اليمين الرجعي الاستعماري من جرهم إلى منزلق المعاداة المجانية للمغرب، والتضحية بصداقة بلد يقاسمهم قيم الديمقراطية والحداثة وحقوق الإنسان، ويعمل معهم من أجل فضاء أورو متوسطي مستقر وآمن.
لقد فضل البرلمان الأوروبي تضمين قراره فقرات تمس السيادة المغربية والمعطيات الموضوعية التي قدمتها المملكة بشأن أحداث العيون، واختار إغفال أي حديث عن اختطاف مصطفى سلمى ولد مولود، أو عن معاناة محتجزي مخيمات تيندوف، أو عن رفض السماح لمفوضية اللاجئين بإحصاء ساكنة المخيمات، والتحقيق في مصير المساعدات الدولية…
لم يرد البرلمان الأوروبي أيضا أن يستحضر ما خلص إليه مجلس الأمن الدولي بشأن أحداث العيون، ولا ما حملته تصريحات ومواقف مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وفي إسبانيا وفي فرنسا، ولا ما عاينه رئيس بعثة المينورسو في عين المكان، ولا ما أوردته منظمات دولية زارت المدينة…
لم يرد ممثلو الشعوب الأوروبية النظر بعينيهما معا، واختاروا  النظر بعين واحدة، وهي عين اليمين الرجعي الاستعماري الإسباني، وبذلك جروا أنفسهم وهيئاتهم السياسية إلى … المنزلق.
المغرب غاضب اليوم جراء القرار المتحيز والعدائي للبرلمان الأوروبي، ويسجل المسؤولية الخاصة للحزب الشعبي الإسباني انتخابيا وإعلاميا داخل بلده، وعلى صعيد البرلمان الأوروبي، كما يستنكر  رضوخ البرلمانيين الأوروبيين لهستيرية حزب معروف بمرجعيته الهيمنية المتجاوزة…
إن المغرب القوي بإجماعه الوطني وبعدالة قضيته الوطنية، لن يركع لأحد، ولن يستسلم للرجعية الاستعمارية الإسبانية الجديدة، وسيواصل الدفاع عن وحدته الترابية، كما سيستمر في تمتين بنائه الديمقراطي والتنموي بمختلف جهات المملكة.

*

*

Top