المغرب يتوج بجائزة الابتكار في تكنولوجيات الصيد البحري المستدام ضمن مؤتمر رفيع المستوى بمالطا

جرى، مؤخرا بمالطا، تتويج المغرب بجائزة الفئة الأولى “الابتكار في تكنولوجيات الصيد، بما في ذلك انتقائية المعدات والتكيف مع تغير المناخ وإزالة الكربون من أسطول الصيد”، وذلك خلال المؤتمر رفيع المستوى حول مبادرات (Merfish4ever)، الذي نظمته الهيئة العامة لمصايد الأسماك في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية، يومي 3 و4 أكتوبر الجاري. الجائزة التي تسلمتها، كما ذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري، الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري، زكية الدريوش، جاءت تتويجا للجهود التي يبذلها المغرب في مجال تطوير واعتماد أفضل ممارسات الصيد المبتكرة.

وتم تتويج المغرب بهذه الجائزة متقدما على مجموعة من الترشيحات التي نالت رضا لجنة التحكيم أيضا من دول إسبانيا وكرواتيا وتونس وقبرص، فضلا عن المنظمة غير الحكومية (Global Fishing Watch) التي فازت بجائزة (MedFish4Ever) للممارسات المبتكرة في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.

وجاء فوز المعهد الوطني للصيد البحري بهذه الجائزة بفضل مشروع لتطوير شباك صيد معززة تمكن من تقليل تفاعل الدلافين قارورية الأنف (Tursiops trunactus) بشكل متكرر مع الشباك الجرافة الكبيرة والمنزلقة التي تستخدم لتطويق أفواج الأسماك  السطحية الصغيرة في مياه البحر الأبيض المتوسط. هذا التفاعل يسبب خسائر اقتصادية للصيادين ويعرض الثروات السمكية للخطر. ومن تم فإن تطوير(INRH) لشباك صيد جديدة معززة يهدف أساسا  إلى منع الخسائر الاقتصادية الناجمة عن نهب الدلافين والحد من التفاعلات بين مصايد الأسماك وهذه الأنواع المحمية. وقد تعاون الصيادون والعلماء وخبراء علوم البحار لتطوير المعدات الجديدة، التي تم تقييم فعاليتها – في ثلاثة نماذج أولية مختلفة – مقابل الشباك الجرافة الكبيرة التقليدية، مع نتائج واعدة للغاية. ويمكن تكرار نتائج المشروع وتطبيقها في مناطق مماثلة تواجه تحديات مشابهة عبر البحر الأبيض المتوسط وما أبعد من ذلك، وبالتالي فإن قابلية التوسع في هذا الابتكار أساسا غير محدودة، حسب ما أفاد أشار بلاغ للهيئة المنظمة للمؤتمر. 

وأضاف نفس المصدر أن الفائزين سيواصلون تقديم مشاريعهم في حدثين علميين: الندوة الدولية حول مصايد الأسماك والعلوم المائية(SOFAS 2023) ، ومنتدى الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط حول علوم مصايد الأسماك في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود (FishForum 2024). 

“وفي كلمته خلال افتتاح حفل الجوائز، أكد الأمين التنفيذي للهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط، ميغيل برنال، على أن الصيادين ومزارعي الأسماك والعلماء والشركات الفاعلة في القطاع، “هم عناصر أساسية لتوفير الحلول التي نحتاجها للقطاع، وروح الابتكار التعاوني التي يتم  الاحتفاء بها هنا هي ما نحتاجه لتأمين مستقبل مستدام للجميع”. 

مواجهة التحديات الجديدة

وشهد المؤتمر رفيع المستوى للهيئة العامة لمصايد الأسماك في منطقة البحر الأبيض المتوسط، الذي تم تنظيمه في مالطا حول موضوع “مبادرات (Merfish4ever): إجراءات تحويلية لمواجهة التحديات الجديدة”، مشاركة وفد مغربي من قطاع الصيد البحري.

وضمت الأشغال ممثلين رفيعي المستوى من 17 دولة صيد متوسطية بالإضافة إلى الصيادين ومزارعي الأسماك والعلماء والمديرين والمنظمات وغيرهم من الخبراء، للتخطيط لدورة جماعية نحو بناء مستقبل مستدام. وتم تنظيم العديد من الجلسات الموضوعاتية حول الاستدامة طويلة المدى ومرونة الصيد وتربية الأحياء المائية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والانتقال نحو التحول الأزرق للنظم الغذائية المائية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وركزت النقاشات على الدور الحاسم الذي يلعبه الابتكار والتكنولوجيا في زيادة الكفاءة، والحد من التأثيرات البيئية، وتعزيز إنتاجية الاستزراع المائي وتمكين المراقبة والتنفيذ، وتم عرض الحلول الفائزة في جميع هذه المجالات. وأكد المسؤولون الحاضرون التزامهم بتحقيق الأهداف الاستراتيجية المنصوص عليها في إعلان (Merfish4ever)، مع النظر في كيفية الجمع بين الإدارة الفعالة والتعاون والاستدامة لدعم الصيادين ومنتجي تربية الأحياء المائية في المستقبل. كما تم خلال المؤتمر استعراض التقدم المحرز على المستويين الإقليمي وشبه الإقليمي في تنفيذ هذا الإعلان، وأتاح المؤتمر فرصة مناسبة للإشادة بالعمل الجديد المتميز في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مجالات تكنولوجيا الصيد وبحوث تربية الأحياء المائية وفي مكافحة الصيد غير القانوني الغير مبلغ عنه وغير المنظم.  يذكر أنه تم التوقيع على إعلان مالطا (MedFish4Ever) في مارس 2017 من قبل 16 دولة مطلة على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية، لمعالجة التهديدات التي تواجه مخزونات الأسماك. ويهدف الإعلان إلى إلزام مختلف البلدان بإنقاذ موارد الصيد في البحر الأبيض المتوسط وحماية الثروة البيئية والاقتصادية للمنطقة.

وتجدر الإشارة أن الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط هي منظمة إقليمية لإدارة مصايد الأسماك تعمل ضمن إطار منظمة الأغذية والزراعة وتشمل ولايتها جميع المياه البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وهي تسعى بشكل رئيسي إلى ضمان صون الموارد البحرية الحيّة واستخدامها على نحو مستدام، إضافة إلى التنمية المستدامة لتربية الأحياء المائية.

وتضم الهيئة 23 طرفا متعاقدا من بينهم المغرب، وستة أطراف غير متعاقدة متعاونة هي الأردن، أوكرانيا، البوسنة والهرسك، جورجيا ومولدوفا.

Top