المغرب يسجل أول إصابة بفيروس كورونا والسلطات تطمئن المغاربة

بعد ساعات قليلة عن الندوة الصحفية المشتركة عشية الاثنين بين رئيس الحكومة ووزير الصحة التي أكدا خلالها أن المغرب خال من كورونا، عاد وزير الصحة خالد آيت الطالب صباح أمس ليعلن عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا بالمغرب.
وقال وزير الصحة في ندوة صحفية خاصة عقدها أمس الثلاثاء بمقر وزارة الصحة بالرباط أن الحالة المسجلة تتعلق بمغربي عاد يوم السبت الماضي من مدينة بيرغامو شمال إيطاليا.
وأوضح وزير الصحة أن المصاب دخل المغرب عبر مطار الدارالبيضاء، حيث لم تسجل عملية المراقبة عن إصابة المعني بالأمر الذي بدأت أعراض جانبية تظهر عليه بعد 24 ساعة من وصوله إلى المغرب، إذ لجأ إلى مستشفى مولاي يوسف بعدما أصيب بحالة إسهال عادية وأوجاع في البطن.
وأضاف آيت الطالب أن الطاقم الطبي بمولاي يوسف قام بمراقبة المريض لمدة 24 ساعة قبل أن يتم إجراء التحاليل المخبرية لداء كورونا، خصوصا بعد ارتفاع حرارة المعني بالأمر، ليتم التأكد ليلة الاثنين – الثلاثاء من إصابته بالفيروس.
وعن عدم رصد الحال بالمطار، أوضح وزير الصحة أن المطارات تضع أجهزة لقياس الحرارة، لرصد الحالات المصابة والتي تجاوز فيها الفيروس مرحلة الحضانة، حيث كشف أن الأجهزة الحرارية بالمطار لا ترصد حاملي الفيروس خلال الأيام الأولى له، والتي في الغالب لا تظهر إلا بعد 14 يوما (مرحلة حضانة الفيروس).
إلى ذلك، كشف آيت الطالب أن مصالح وزارة الصحة وبتعاون مع السلطات قامت بمجموعة من الإجراءات لمحاصرة الداء، إذ تم الاتصال بجميع الأشخاص الذين التقاهم الحالة المصابة، من ضمنهم أفراد أسرته وعائلته ومعارفه، وأيضا المسافرين الذين قدموا في نفس الطائرة مع المعني بالأمر والذين يبلغ عددهم 104.
وأبرز آيت الطالب أن الأشخاص الذين اتصل بهم المصاب، يتم وضعهم تحت المراقبة من لدن المصالح الطبية المعنية وذلك عبر مراقبة درجة حرارتهم مرتين في اليوم، ووضع خريطة للأشخاص الآخرين الذين تم التواصل معهم، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين التقوا وتواصلوا مع المصاب توزعوا على أربع جهات، أولها الدارالبيضاء، ثم الجديدة، ثم مدينة ورزازات والنواحي.
وأكد المسؤول الحكومي أنه تم وضع درجات لنقل العدوى بالنسبة للأشخاص الذين تجري مراقبتهم، وذلك بالنظر لمدى قربهم من الحالة المسجلة، وذلك من خلال تحديد اللائحة للأشخاص وفق احتمالية الإصابة الخطيرة، المتوسطة، ثم المحتملة، والتي وفقها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
آيت الطالب وفي توضيحه، شدد على أن وزارة الصحة خصصت 670 سريرا بمختلف المدن لاستقبال الحالات المحتمل إصابتها بالفيروس، وذلك بشكل احترازي، كما وضعت المصالح المختصة رقم اقتصادي خاص رهن إشارة المغاربة للاستفسار والتواصل مع المصالح الصحية وذلك على مدى 24 ساعة و7 أيام.
من جهة أخرى، كان رئيس الحكومة قد أفاد في ندوة صحفية عشية الاثنين أن الوضع لا يبعث على القلق رغم احتمالية تحديد حالات مصابة، مبرزا أن السلطات وضعت إجراءات لمحاصرة الفيروس ومنعه من الانتشار، كما وضعت فريقا علميا مختصا من الدكاترة والأساتذة العسكريين والمدنيين لمواكبة التطورات المرتبطة بالفيروس، بالإضافة إلى إحداث لجنة وطنية للقيادة مكونة من مصالح وزارة الصحة ومصالح الدرك الملكي ومصالح لأخرى لمواكبة التدخلات المحتملة والتعامل مع الحالات المشتبه إصابتها أو المصابة في حالة تأكيدها.
وطمأن رئيس الحكومة المغاربة بكون الوضع متحكم فيه وأن جميع التطورات يتم دراستها، مشيرا إلى أن المغرب يساير التطور الوبائي وسيتخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن التنسيق جاري بين السلطات المغربية والمصالح المختصة ومنظمة الصحة العالمية.
وعن إشكالية الكمامات الطبية، أكد كل من رئيس الحكومة ووزير الصحة أن المغرب يصنع هذه الكمامات من خلال شركتين عموميتين تابعتين للدرك الملكي والوقاية المدنية، وكذا شركات أخرى خاصة، إذ يبلغ إنتاجها في المغرب حوالي 12 مليون كمامة.
وأوضح، وزير الصحة في هذا السياق، أن الكمامات تصلح للمريض وتمنع نقل العدوى، التي تنتقل عبر رداد اللعاب، بحيث أن قد تنتقل باللمس وحك العينين وسلوكات أخرى، مشيرا إلى أنها لا تنفع ولا تصلح للأشخاص غير المصابين.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، ليلة أول أمس الاثنين، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد طالت مواطنا مغربيا قادما من إيطاليا، مشيرة إلى أن حالته لا تدعو للقلق.
وأفاد بيان للوزارة توصلت بيان اليوم بنسخة منه، بتأكيد الحالة مخبريا وأن الحالة الصحية للمصاب مستقرة، وأنه يوجد حاليا تحت الرعاية الصحية بوحدة العزل بمستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء حيث سيتم التكفل به وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة.
وأضاف البيان أن فريقا من الخبراء سارع للقيام بالتحريات المعتمدة وذلك من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصاب، بغية مراقبتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس وفقا لمعايير السلامة الصحية.
وسجلت الإصابة الأولى بالفيروس في المغرب بعدما أظهرت التحاليل المخبرية سلامة 27 شخصا آخر كان مشتبها بإصابتهم، بحسب ما أكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في وقت سابق من مساء أول الاثنين.
وأكد العثماني الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة خالد آيت الطالب حول الموضوع، أن الحكومة تراقب الوضع عن كثب واتخذت جميع التدابير للتصدي لانتشار الفيروس، مشددا في هذا الصدد على أن المعرفة الصحيحة بالمرض وطرق انتشاره، وبطرق التعامل مع الأشخاص المصابين به أو المشتبه في إصابتهم به، من أهم شروط الوقاية منه، داعيا المواطنات والمواطنين ووسائل الإعلام إلى الاطلاع على ما تنشره وزارة الصحة على موقعها الرسمي من معلومات وتوجيهات بهذا الخصوص.
كما دعا العثماني إلى الاطلاع الملصقات والمطويات والوصلات السمعية البصرية التي تم إعدادها حول الموضوع، والتي تهدف إلى شرح كيفية انتقال الفيروس والاحتياطات الشخصية الواجب اتباعها من أجل الحد من انتشاره، مذكرا بأن السلطات المختصة وضعت رقما هاتفيا اقتصاديا رهن إشارة المواطنين من أجل الاتصال عند الحاجة “0801004747”.
واعتبر العثماني أنه، في غياب دواء لهذا المرض، وفي انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية في بعض الدول لإيجاد لقاح مضاد له، فإنه من الضروري الالتزام الصارم بما تمليه السلطات الصحية من إجراءات احترازية ووقائية من المرض بشكل فردي أو جماعي، مشددا على ضرورة تحمل كل مواطن مسؤوليته في اتخاذ الاحتياطات الضرورية.
من جهة أخرى، حذر رئيس الحكومة من ترويج إشاعات أو معلومات مغلوطة أو أخبار غير مؤكدة حول فيروس كورونا المستجد، عبر أي وسيلة كانت، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن الأخبار حول الحالة الوبائية الوطنية يتم الإعلان عنها حصريا من طرف الجهات الصحية المختصة.
من جهته، قال آيت الطالب إن وزارة الصحة واللجنة الوطنية للقيادة التي تم إحداثها بخصوص فيروس كورونا، تتابعان عن كثب تطورات الفيروس على الصعيد العالمي، مؤكدا أن جميع المعابر والمداخل مزودة بأدوات ووسائل التدخل والرصد والتأهب لمواجهة الحالات المشتبه فيها، وأنه تم تعيين مستشفيات لاستقبال أي حالات إصابة محتملة.
وبعدما أكد حرص الوزارة على إخبار المواطنين بانتظام بأي معلومات بشأن الفيروس، شدد الوزير على ضرورة انخراط الجميع، حكومة ومواطنين ووسائل إعلام، في جهود محاصرته، داعيا إلى اتباع احتياطات بسيطة مثل غسل اليدين بالماء والصابون، وتفادي التردد على الأماكن المزدحمة والفضاءات التي لا تتوفر على تهوية كافية.
واعتبر آيت الطالب أنه بالرغم من خطورة فيروس كورونا، فهو أقل خطورة من أمراض أخرى مثل الزكام الموسمي الذي يتسبب سنويا في وفاة ما بين 280 ألف و650 ألف شخص، مذكرا بأن 45 ألف مصابا بالفيروس تماثلوا للشفاء، بما يمثل 50 في المائة من عدد المصابين به، فيما لم تسجل سوى 3 آلاف حالة وفاة جراءه حتى الآن.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في بلاغ مشترك، مع جمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب عن إلغاء الدورة الـ15 للمعرض للدولي للفلاحة بالمغرب التي كان من المرتقب تنظيمها من 14 إلى 19 أبريل المقبل بمكناس، وذلك في إطار تدابير السلامة المتعلقة بوباء (كوفيد-19) التي توصي بإلغاء التظاهرات الكبرى والتجمعات الحاشدة. ويعد هذا المعرض الأكبر من نوعه في إفريقيا.
من جانبها، أعلنت الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار المغربية، أن الشركات الناقلة قد وافقت على اتخاذ كل التدابير لتأجيل سفريات المعتمرين أو إلغائها مع إرجاع المبالغ المدفوعة في هذا الإطار بالكامل ودون نقص.
وأوضحت الجامعة في بلاغ لها أن هذا القرار يأتي إثر صدور بلاغ عن السلطات السعودية المختصة يقضي بتعليق سفريات العمرة خلال الفترة الراهنة، وذلك في إطار العمليات الاحترازية المؤقتة التي تروم الحد من انتشار وتفشي وباء كورونا، مضيفة أنها عقدت في هذا الإطار اجتماعا لتدارس تداعيات الأمر.
وأضافت أنه تبعا للاتصالات والإجراءات المكثفة التي اتخذت لحماية وصيانة حقوق ومصالح المعتمرين فقد تقرر أيضا إرجاع مصاريف خدمات التأشيرة و السكن والنقل وغيرها من الخدمات إلى أصحابها فور انتهاء الإجراءات الإدارية التي قد تتطلب بعض الوقت. وخلصت الجامعة إلى أنها ستوافي المعتمرين المعنيين بكل ما قد يستجد في هذا الشأن.
من جهة أخرى نفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أمس الثلاثاء، نفيا قاطعا، ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إغلاق المدارس ابتداء من يومه الأربعاء بسبب تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب.
وذكر بلاغ للوزارة، أنه على إثر تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي لصورة مفبركة، كتب عليها “غلق جميع المدارس ابتداء من يوم الأربعاء بسبب تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب”، فإنها تنفي نفيا قاطعا هذا الخبر وتدعو الجميع إلى عدم الانصياع وراء مثل هذه الأخبار المزيفة.
وجددت الوزارة الدعوة إلى ضرورة التأكد من صحة المعلومات من خلال بوابتها أو صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ربط الاتصال بمصالحها المختصة قبل نشر أي خبر أو معلومة تهم القطاع.
وتجاوزت الوفيات جراء الفيروس الاثنين 3 آلاف شخص عبر العالم. وتضاف المملكة إلى لائحة البلدان الإفريقية التي سجلت فيها إصابات بالفيروس وتشمل مصر والجزائر ونيجيريا وتونس والسنغال.
وكان المغرب أعاد مطلع فبراير 167 من رعاياه من مدينة ووهان الصينية مركز انتشار الفيروس، وأخلي سبيلهم بعد وضعهم 20 يوما رهن المراقبة الطبية إذ تبينت سلامتهم جميعا من الإصابة بالفيروس.

> سعيد آيت اومزيد – > محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top