أكد الناخب الوطني الفرنسي هيرفي رونار أنه يفضل عدم التحمس لصالح المنتخب المغربي كمرشح للظفر بلقب كأس أمم إفريقيا 2019 المقررة بمصر، وتناسي وجود منتخبات قوية ومرشحة لانتزاع اللقب.
وشدد رونار في حوار أجراه معه موقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، على صعوبة إحراز اللقب القاري في ظل المؤهلات التي تملكها مصر والسنغال، ثم الكوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا بدرجة أقل.
وعبر الناخب الوطني عن سعادته باختياره أفضل مدرب في القارة الإفريقية للمرة الثالثة في مساره المهني، مبرزا أن إنجازه مع زامبيا والكوت ديفوار بطلتي 2012 و2015 سيظل محفورا في قلبه إلى الأبد.
وبعدما قلل من موضوع اختيار مكان تربص “أسود الأطلس” تحضيرا للبطولة، أوضح رونار أن مواجهة مالاوي في 22 مارس الجاري ستسمح له بتجريب لاعبين آخرين وجمع نقاط إضافية في التصنيف العالمي.
وتطرق المدرب الفرنسي إلى إمكانية الاستغناء عن بعض لاعبيه لصالح المنتخب الأولمبي، وتألق يونس عبد الحميد بفرنسا، واختيار أسامة الإدريسي تمثيل المغرب، والمنافسة بين أيوب الكعبي ويوسف النصيري.
ونوه رونار في ختام الحوار، باختياره مواجهة المنتخب الأرجنتيني في 26 مارس بمدينة طنجة بدل منتخب إفريقي، مؤكدا أن المباراة ستحفز لاعبيه الذين سيواجهون فضائيا اسمه ليونيل مسي، حسب تعبيره.
> شهر فبراير لديه نهكة خاصة بالنسبة لك، لأنه فزت خلاله بكأس أمم إفريقيا سنتي 2012 و2015 مع منتخبي زامبيا والكوت ديفوار، ما هي أبرز ذكرياتك؟
< إنها ذكريات محفورة في قلبي إلى الأبد. إنها أشياء لا توصف. لم أكن أفكر إطلاقا في العمل بالقارة الإفريقية، والفضل في قدومي إليها يعود إلى كلود لوروا. كما أن قليلا من الحظ وقف إلى جانبي.
> ما هو شعورك بعد حصولك على جائزة أفضل مدرب في إفريقيا للمرة الثالثة في مشوارك؟
< إنه شرف لي، بما أنها المرة الثالثة التي أنال فيها الجائزة منذ سنة 2008 حينما أصبحت مدربا رئيسيا. خلال 10 سنوات، إنه أمر استثنائي. هو أيضا اعتراف بالعمل الجماعي لأنني أعمل مع مساعدين من مستوى عال واتحادات توفر لي كافة شروط العمل. في المغرب، لدي الكثير من الأشخاص الذين يعملون تحت إمرتي. يتوجب فقط أن تعرف كيفية تفويض المهام لهم. عليك أيضا أن تسأل نفسك سؤالا مهما هو: ما يحفز مدربا ما هو البحث عن الألقاب.
> حضرت مؤخرا كأس أمم آسيا التي فازت بها قطر، ما هو انطباعك عنها؟
< لقد فوجئت كثيرا بفريقهم رغم أن لديهم عددا من اللاعبين المجنسين. هناك عمل كبير من المدرب الإسباني (فليكس سانشيز) في السنوات الأخيرة. قطر تستعد لتنظيم كأس العالم 2022 منذ مدة طويلة، وهذا اللقب مهم بما أنه تحقق أمام اليابان.
> هل ما تزال تعتقد أن مصر والسنغال هما المنتخبان المرشحان للفوز بـ “الكان 2019″؟
< بكل تواضع، أؤكد لكم أنه من الصعب جدا الفوز بـ “الكان”، وأعرف جيدا ما أقوله. بالإحصائيات، عشاق كرة القدم يعلمون أن مصر بلد كبير، وخاصة عندما تعتمد على لاعب كمحمد صلاح. وأكثر من ذلك، عندما تلعب على أرضك وأمام دعم جماهيري غفير. كل هذا سيصعب المأمورية على كافة الخصوم. السنغال فريق يمتلك في الوقت الراهن لاعبين بمؤهلات فردية مميزة كساديو ماني وكوليبالي؟ لا ننسى أيضا الكوت ديفوار رفقة نيكولاس بيبي وسيرج أوريي، وحاملة اللقب الكاميرون وأيضا نيجيريا. أفضل أن لا أتحمس للمغرب وأتناسى أن هناك منافسين أقوياء على أرضية الملعب.
> هل اخترت مكان إقامة المعسكر الإعدادي لـ”الكان 2019″؟
< الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بصدد بناء مركز تقني وطني رائع. سيكون استثنائيا من حيث الجودة. هل ستنتهي أشغاله في يونيو؟ أتمنى ذلك، لكن في الوقت الراهن نخطط للتحضير بالرباط، وإلا سنبحث عن خطة بديلة. عموما هذا الأمر ليس حديث الساعة.
> المغرب متأهل سلفا للبطولة، لكنه سيواجه منتخب مالاوي في الجولة الأخيرة من تصفيات “الكان 2019″، ماذا تنتظر من هذه المباراة؟
< هذا سيسمح لنا برؤية بعض اللاعبين الذين لم يلعبوا كثيرا مع المنتخب المغربي. دون احتساب مواجهة الأرجنتين، ستكون هذه المواجهة، آخر مباراة رسمية لنا قبل الاستعداد لـ “الكان 2019” شهر يونيو القادم. هي أيضا مهمة لجمع نقاط إضافية في تصنيف (الفيفا). وأعتقد أنه سيكون صعبا اللعب في مالاوي.
> الصحافة المغربية أعلنت عدم وجود نصير مزراوي وأشرف حكيمي ويوسف النصيري، والذين سيتواجدون رفقة المنتخب الأولمبي خلال المواجهة الحاسمة ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، هل هذا صحيح؟
< سأضع نقطة أخيرة حول هذا الموضوع مع مدرب المنتخب الأولمبي والإدارة التقنية. لكن لن أترك الجميع تحت تصرفي كما حدث في السابق. سأتخذ قرارات رياضية وإذا لم أتكلم، فيجب اعتبار ذلك غير رسمي.
> هل من الممكن أن تستدعي يونس عبد الحميد الذي يقدم موسما مميزا مع ريمس؟
< لقد تواصلت معه مؤخرا بالهاتف. وهنأته على الأداء الذي يقدمه خلال هذا الموسم. إنه لاعب شاب استطاع أن ينجح رغم انتقال ناديه من دوري الدرجة الثانية إلى القسم الأول. هو ليس فقط لاعبا أساسيا، بل أصبح قطعة محورية داخل ريمس. أهنئه على ذلك، وسيكون إضافة قيمة للمغرب في المستقبل.
> أسامة الإدريسي اسم آخر مميز للكرة المغربية، هل سيلعب رفقة “أسود الأطلس”؟
< لقد كنت راضيا للغاية عندما التقيت بواحد من اللاعبين الأكثر احترافية في التربص الأخير للمنتخب المغربي. لقد تأثرت بإصراره وإحساسه الجماعي. لديه الكثير من المؤهلات، وعليه أن يحاول تطويرها رفقة ناد أكبر. حاليا وضعيته جيدة. والفرصة متاحة أمامه ليفرض ذاته داخل المجموعة.
> ما رأيك في التجربة الاحترافية لأيوب الكعبي بالصين؟
< هناك لاعبون جيدون بالصين. خلال الفترة التي قضيتها سنة 2002 كمساعد، كان هناك مستوى لا بأس به. ليس سهلا تحقيق الفوز بالنظر لقاعدة 3 لاعبين أجانب لكل فريق. انظروا إلى جرفينيو الذي يقدم موسما رائعا مع بارما. هو لم يكن نائما في الصين. أعتقد على اللاعب أن يكون تنافسيا، والكعبي سيتقدم هو الآخر. هذه التجربة ستساعده كثيرا على التطور. مشكلة الكعبي أنه يواجه منافسة شرسة من يوسف النصيري الذي يقدم موسما رائعا ويعتبر قاطرة المهاجمين في المغرب.
> ما هي انتظاراتك من المواجهة الودية أمام الأرجنتين؟
< علينا أن نقدم نفس الأداء الذي قدمناه أمام البرتغال وإسبانيا في كأس العالم 2018. إذا كنا في الموعد، فسنستطيع منافستهم. الكل يعلم أن لديهم فضائيا اسمه ليونيل ميسي يستطيع تغيير كل شيء. إنها مباراة استثنائية لي مهنيا وبالنسبة للمغرب. وأنا متأكد من أنها ستحفز اللاعبين.
> ترجمة: صلاح الدين برباش – تصوير: عقيل مكاو