النساء يهيمن على الدورة الـ75 من مهرجان أفينيون للمسرح

بعد إلغائه العام الماضي بسبب تفشي جائحة كوفيد – 19 انطلق مساء مهرجان “أفينيون” الفرنسي للمسرح والعروض الحية في دورته الـ75 التي ستستمر إلى 25 يوليو الجاري.
ويحاول المهرجان العريق، الذي أسّسه المخرج جان فيلار سنة 1947 ويديره منذ سنوات الكاتب والمخرج المسرحي أوليفييه بي، تحدي الجائحة من خلال إجراءات استثنائية في تقديم لعدد من العروض لمحبي الفن الرابع، من بين ذلك أنه فُرِض على الجمهور ارتداء الكمامات، ولكن دون تشدد في فرض قيود على عدد الحضور. وقال بي إن المهرجان هذه السنة سيكون “مميزا فعلا” ويتضمن 30 عرضا أكثر من المعتاد.

تحدي الجائحة

افتتحت النسخة الجديدة من مهرجان أفينيون مسرحية أخرجها البرتغالي تياغو رودريغيز الذي سيخلف بي في إدارة المهرجان العام القادم، والعرض مستوحى من نص “بستان الكرز” للكاتب الروسي الراحل أنطوان تشيخوف الذي كتبها سنة 1904، وتتناول موضوعا أساسيا هو فقدان الثقة في المستقبل وهو ما يعيشه العالم اليوم في ظل هذه الجائحة.
وشاركت في هذه المسرحية الممثلة الفرنسية التي كتبت رسالة اليوم العالمي للمسرح لسنة 2017 إيزابيل هوبرت، في عرض تابعه جمهور المسرح بتعطش في “قصر الباباوات” الفضاء الأساسي للمهرجان الذي يتّسِع لأكثر من 2000 مقعد، فيما بيعت تذاكر كل العروض الـ11 التي سيشهدها هذا الفضاء.
ولا تزال جائحة فايروس كورونا المستجد تلقي بظلالها على المهرجان، حيث أُلغيَ العرض الذي كان مقرراً لمصممة الرقصات من جنوب أفريقيا دادا ماسيلو ضمن فعاليات هذه النسخة من الحدث المسرحي البارز، وذلك بسبب حالات إصابة بالفايروس بين أعضاء الفرقة، وفق ما أعلنه منظمو التظاهرة.
وسجلت جنوب أفريقيا، التي تعتبر الدولة الأكثر تضرراً من جائحة كوفيد – 19 في القارة الأفريقية، رقماً قياسياً في نهاية الأسبوع الماضي بلغ 24 ألف إصابة جديدة في يومٍ واحد.
وأصدر المهرجان بياناً جاء فيه “يؤسفنا إعلامكم بأن الفريق الفني لعرض لو ساكريفيس لمصممة الرقصات دادا ماسيلو لن يستطيع مغادرة جنوب أفريقيا وتقديم العرض المقرر في إطار الدورة الخامسة والسبعين”.
وأوضح المهرجان أن “عدداً من أعضاء الفريق مصابون بفايروس كورونا أو خالطوا أشخاصا مصابين”. وترك للمشاهدين “الاختيار بين إبدال تذاكرهم ببطاقات لعروضٍ أخرى أو استرداد ما دفعوه”.
وتُعرَف دادا ماسيلو بتطعيمها الباليه الكلاسيكي بالرقص الأفريقي، وكان يُفترَض أن تقدم بهذا النمط باليه “طقوس الربيع” الشهيرة لسترافينسكي التي صممها في الأصل فاسلاف نيجينسكي. وكان من المقرر أن يقدم هذا العرض سبع مرات بين 17 و24 يوليو الجاري.
ورغم ذلك يأمل المهرجان في أن يتمكن خلال يوليو الجاري من أن يواصل بطريقة مميزة إقامة دورته الخامسة والسبعين بعدما اضطر إلى إلغاء دورة العام الفائت بسبب الجائحة، وهو ما خلف خيبة أمل كبيرة لدى محبي الفن الرابع الذين يرون في الدورة الجديدة فرصة للتعويض.
ويتضمّن البرنامج 46 عملا مسرحيا إضافة إلى عروض في الرقص والأداء، وتشكل النساء للمرة الأولى نسبة 46.5 في المئة من أصحاب المشاريع.

Related posts

Top