سيكون فريق الوداد البيضاوي أمام فرصة العمر للتربع على عرش الكرة الإفريقية وضمان مشاركته بكأس العالم للأندية، عندما يستضيف اليوم السبت بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، نادي الأهلي المصري في قمة عربية إفريقية لحساب إياب نهائي عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم.
ويحتاج بطل المغرب في 19 مناسبة، إلى التعادل السلبي أو الانتصار بأي نتيجة كانت، لمعانقة اللقب القاري للمرة الأولى منذ ربع قرن، إذ فاز الفريق الأحمر بالعصبة الإفريقية بمسماها القديم آنذاك (كأس الأندية البطلة)، مرة واحدة سنة 1992 على حساب نادي الهلال السوداني، عندما فاز الوداد بهدفين لصفر بالدار البيضاء وتعادل سلبيا بالخرطوم.
وسيكون تتويج الوداد باللقب القاري بوابة لإضافة كأس غابت عن خزينة الكرة المغربية منذ نسخة 1999 عندما توج فريق الرجاء البيضاوي، ثم الحصول على جائزة مغرية تقدر 2,5 مليون دولار للبطل و1,5 مليون دولار للوصيف، ناهيك عن حجز تأشيرة المشاركة بدورة 2017 لمونديال الأندية المقرر شهر دجنبر القدم بدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ سيواجه بطل إفريقيا نادي باتشوكا المكسيكي بطل منطقة (الكونكاكاف) برسم دور ربع النهاية.
وعلى مدار سنوات طويلة، لم يتمكن الوداد من التربع على عرش الكأس التي يطلق عليها أيضا “الأميرة السمراء”، واكتفى بالمركز الثاني سنة 2011 حينما آل اللقب إلى نادي الترجي التونسي بتعادل سلبي بالدار البيضاء وانتصار بهدف لصفر برادس، علما أن الفريق الأحمر أهدر فرصة بلوغ نهائي النسخة السابقة بخروجه من دور النصف على يد نادي الزمالك المصري عقب الخسارة بالإسكندرية (4-0) والانتصار في مباراة مجنونة بنتيجة (5-1) بالرباط.
وتعي مكونات الفريق الأحمر بقيادة الإطار الوطني الحسين عموتة، أن مواجهة نادي القرن الإفريقي الذي فاز بلقب المسابقة 8 مرات من أصل 10 نهائيات (1982 و1987 و2001 و2005 و2006 و2008 و2012 و2013)، لن تكون سهلة على الإطلاق رغم عاملي الأرض والجمهور، وتحتاج إلى بذل مجهود كبير على مستوى كافة الخطوط بغض النظر عن نتيجة (1-1) التي تعتبر نتيجة ملغومة.
بيد أن صعوبة المباراة، لا تغلي جاهزية وأحقية الوداد في انتزاع أغلى وأقوى لقب مسابقة قارية خاصة بالأندية، إذ قدم رفاق العميد إبراهيم النقاش طيلة 8 شهور (11 مارس إلى 4 نونبر) مسارا محترما يستحق أن يتوج مجهوداتهم الكبيرة بهاته الكأس الغالية، خاصة في اللقاءات التي جرت بالمغرب، إذ لم ينهزم الوداد إطلقا وتلقت مرماه هدفا واحدا.
فبعدما تجاوز الوداد بصعوبة نادي مونانا الغابوني بضربات الترجيح (5-4) عقب تبادل الفريقين الفوز بذات النتيجة (1-0)، ليبلغ دور المجموعات الذي استهله الفريق بفوز على نادي القطن الكاميروني (2-0)، ليسقط في الجولة الثانية أمام نادي زاناكو الزامبي (0-1)، تلتها هزيمة أخرى ضد نادي الأهلي المصري (0-2)، ما وضع الوداد في وضع حرج، لكنه تدارك الموقف بثلاثة انتصارات متتالية على الأهلي (2-0) والقطن (2-0) وزاناكو (1-0)، وضمن تأهله إلى ربع النهاية في صدارة المجموعة الرابعة برصيد 12 نقطة.
وبخصوص الغيابات، يتوقع أن يبرز تأثير عدم مشاركة الجناح محمد أوناجم الذي تعرض إلى كسر في القدم في لقاء الذهاب، إلا أن عموتة سيعمل على إيجاد بديل أفضل من عبد العظيم خضروف الذي يميل أكثر إلى الوسط الدفاعي، علما أنه سيكون مطالبا أيضا بحسم هوية المدافع الثاني الذي سيجاور يوسف رابح، بين أمين عطوشي الغائب عن مواجهة “برج العرب” بسبب الإيقاف، أو البوركينابي محمد واتارا الذي كان بديلا ناجحا وقدم مستوى جيدا.
وسيعول مدرب بطل المغرب كثيرا على النجم الحالي للفريق أشرف بنشرقي الذي تمكن مؤخرا من سحب البساط من بقية نجوم الوداد، وسجل هدفا بطريقة المهاجمين الكبار أسكت به حناجر الآلاف من الأهلاويين بملعب “برج العرب”، ليرفع رصيده إلى 5 أهداف في البطولة، بفارق هدفين عن مهاجمي ناديي الترجي التونسي وسانت جورج الإثيوبي طه ياسين الخنيسي وصلاح الدين سعيد.
ويرتقب أن يظل عموتة الذي سبق له أن خاض نهائي كأس التحاد الإفريقي رفقة فريق الفتح الرباطي وتوج باللقب على حساب نادي الصفاقس التونسي (تعادل سلبا بالرباط وفاز بثلاثة لهدفين في صفاقس)، وفيا لنهجه الدفاعي الذي أظهر نجاعته في الذهاب، عندما شيد جدارا دفاعيا صلبا ومتراصا، لم ينجح لاعبو الأهلي في اختراقه منذ هدف السبق لمؤمن زكرياء في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء.
وبعيدا عن المستطيل الأخضر، ستمتلئ مدرجات مركب محمد الخامس عن آخرها بعشاق الوداد سواء القاطنين بالعاصمة الاقتصادية أو القادمين من مدن مغربية أو أخرى أو ببلدان المهجر، بعدما تم بيع 45800 تذكرة كاملة وفي ظرف قياسي، علما أن عملية البيع اتسمت بفوضى تنظيمية كبيرة بنقطتي البيع، تسببت في إصابات واعتقالات في صفوف الأنصار ومروجي التذاكر في السوق السوداء.
صلاح الدين برباش