الوداد وحيدا…

حكم دور ما قبل مرحلة المجموعات ضمن منافسات عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، باقصاء بطل المغرب  فريق الفتح الرباطي بعد عجزه عن تجاوز بطل ليبيا نادي الأهلي اثر هزيمة في الذهاب بتونس بهدفين، وانتصار غير كاف في الإياب بالعاصمة الرباط بثلاث إصابات لواحد، نتيجة حكمت على أشبال وليد الركراكي بالمغادرة المبكرة من “الأميرة السمراء”.
وتعد هذه ثاني مشاركة للفتح في عصبة الأبطال، وكان مسؤولو الفريق الرباطي يطمحون إلى تسجيل حضور لافت في هذه الكأس، إلا أن افتقاد المجموعة التوازن المطلوب حال دون مواصلة المشوار.
المؤكد أن الفتح عانى منذ بداية الموسم من ضعف واضح بمختلف الخطوط، وهذا ما يفسر الرتبة المتأخرة التي يحتلها في سبورة الترتيب، وعدم الحفاظ على نسق واحد فيما يخص النتائج الإيجابية.
هناك عوامل عديدة أولها الفراغ المهول الذي تركه كل من مراد باطنا في الخط الأمامي ومروان سعدان في منطقة الوسط، بعد انتقالهما للعب بالخارج، ما حرم بطل المغرب من دعم مهم لم يستطع المدرب تعويضه، رغم كثرة الانتدابات التي لم تستطع أن تصل إلى مستوى يضمن للتوازن المطلوب، خاصة وأن أغلب اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار يفتقدون لإيقاع المنافسة الرسمية.
وبإقصاء الفتح يستمر الوداد البيضاوي الوصيف وحيدا، بعدما تمكن من تحقيق تأهيل صعب جدا على حساب مونانا الغابوني عن طريق ضربات الجزاء الترجيحية،  عقب الفوز صغير بهدف لصفر في الذهاب بالمغرب، والانهزام بنفس الحصة خلال الإياب بالعاصمة ليبروفيل.
إقصاء الفتح ومعاناة الوداد يطرح مرة أخرى مدى قدرة كرة القدم المغربية على التألق مرة أخرى بأغلى الكؤوس على المستوى القاري بعد سنوات طويلة من الإخفاق.
فالوداد الذي وصل السنة الماضية لدور النصف، يطمح هذه السنة لمواصلة مطاردة الحلم ومعانقة التتويج الذي غاب عن خزائنه منذ سنة 1992، وهى مدة طويلة جدا مقارنة مع إمكانيات وتاريخ القلعة الحمراء.
هذه السنة، كل الإمكانيات متوفرة للوداد لتحقيق التألق من جديد، سواء من حيث الإمكانيات المادية، وتوفر عدد كاف من حيث اللاعبين، أضف إلى ذلك وجود مدرب يجمع على كفاءته، وما وصوله حاليا لدور المجموعات إلا مؤشر ذاك على إمكانية مواصلة المشوار، والتطلع لتحقيق حلم التوييج.
إذن حظ سعيد للفتح الرباطي في كأس الاتحاد الأفريقي، وحظ سعيد أيضا للوداد البيضاوي في عصبة الأبطال، مع الإشادة إلى الحضور اللافت لكل من اتحاد طنجة والمغرب الفاسي، وحظا موفقا لهما أيضا.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top