مواجهة قوية بين البقالي وجريما من أجل الذهب الأولمبي
“أشبال الأطلس” يعجزون عن تجاوز إسبانيا ويضربون موعدا مع فراعنة مصر
لن يكون بإمكان الرياضة الوطنية ترقب الحلم الحصول على ميداليتين ذهبيتين، وسيقتصر الأمر على العداء العالمي سفيان البقالي، المتأهل بتفوق لنهاية مسافة 3000 متر موانع، حيث موعد المواجهة يومه الأربعاء، ضد كوكبة من الخصوم الطامحين، لهزم عداء سيطر على المسافة، بكثير من الاستحقاق والإبهار…
وبالرغم من الخسارة القاسية التي حصدها المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم أول أمس الاثنين، أمام إسبانيا في نصف النهاية، فإن أمل الحصول على إحدى ميداليات المسابقة ما يزال قائما…
فأصدقاء العميد أشرف حكيمي واجهوا مساء أول أمس الاثنين على أرضية ملعب”فيلودروم” بمرسيليا، منتخبا إسبانيا عرف كيف يكسب نتيجة الفوز، بكثير من الذكاء والتركيز، وأيضا الوفاء للطريقة لعبه التقليدية، معتمدا على قراءة موفقة لمفتاح اللعب، داخل النخبة المغربية…
تم إدخال تغيير واحد على التشكيلة التي لعبت مباراتي العراق وأمريكا، التغيير الذي كان اضطراريا، بعد حصول بلال الخنوس على إنذار ثان، ليتحتم على الطاقم التقني، تعويضه بإلياس بن الصغير.
ويمكن القول إن هذا التغيير أثر نوعا ما على تماسك الأداء الهجومي لـ “أشبال الأطلس”، خاصة في الجولة الأولى، فبن الصغير الذي كان مقنعا في أدائه مع المنتخب الأول، لم يكن كذلك مع زملائه الأشبال، ويمكن القول إن أداءه كان مخيبا للآمال، بالنظر إلى الإمكانيات الفردية الهائلة الني يتوفر عليها، إلا أنه لم يوفق في تأكيد ذلك، رغم أنه حاول جاهدا تقديم الأفضل، إلا أنه تبين أن الضغط الداخلي الذي يعيشه أثر على فعاليته.
وبالرغم من كون العناصر الوطنية كانت سباقة للتسجيل بواسطة سفيان رحيمي عن طريق ضربة جزاء، وهي النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول، فإن الإسبان حافظوا على تماسكهم، بكثير من الهدوء والتركيز على تطبيق الضغط العالي، وربح النزالات وسط الميدان…
في الشوط الثاني؛ لوحظ تركيز المدرب الإسباني على الجانب الأيسر بخط الدفاع المغربي، فإذا كان حكيمي قد تمكن من سد الممر الأيمن، فإن الواحدي لم يقو على القيام بنفس الدور، رغم انه قدم أداء مقنعا خلال باقي المباريات، إلا أن تكتيك الإسبان كان ذكيا، مستغلا قلة خبرة اللاعب المغربي بهذه الجهة…
كما أن المدرب سانتي دينيا قام بتغييرات موفقة في أكثر من مركز، ومن خطا قاتل للواحدي، جاء التعادل للإسبانيين، وفي الوقت الذي كان الفريق المغربي يبحث فيه عن توقيع الهدف الثاني، تلقى هدفا محبطا، جعل اللاعبين المغاربة يمارسون ضغطا قويا، أملا في استعادة التكافؤ، إلا أن هذه الرغبة وضغط المرور السريع للدقائق، جعلهم يسقطون في التسرع، وعدم التركيز أمام المرمى.
فالفرص العديدة والسانحة، أتيحت كان من الممكن أن تعيد التوازن في النتيجة، لكنها ضاعت بطريقة غريبة، ولم يسمح بالاحتكام للشوطين الإضافيين، ولم لا حتى اللجوء للضربات الترجيحية الفاصلة، في تكرار لسيناريو “أسود الأطلس” بمونديال قطر، والتفوق الباهر أمام كتيبة لويس إنريكي، المدرب الذي كان آنذاك قائدا لـ “لاروخا” لم يستسغ إلى الآن، ذاك الإقصاء القاسي في ثمن النهاية…
بعد هذه النتيجة المحبطة نوعا ما، بعد أن كانت هناك آمالا عريضة في تجاوز عقبة الإسبان، والبحث عن الذهب في موقعة النهاية، سيتم التركيز على مباراة غد الخميس، ضد منتخب مصري، لا تنقصه الشجاعة والرغبة في كسب إحدى الميداليات.
مباراة المغرب ضد مصر، تكرار لنهاية كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة بالرباط، والأكيد أن المهمة لن تكن سهلة، ولا في المتناول، في مواجهة ستطغى عليها بطبيعة الحال الندية والإثارة والرغبة القوية في كسب ميدالية نحاسية، تتوج المسار وتنصف المجهود الذي بذل منذ ثلاث أسابيع.
ويمكن القول إن التكافؤ في مباراة الترتيب سيكون سيد الموقف، أولا لتقارب المستوى، ولمعرفة كل طرف إمكانيات الطرف الآخر.
وقبل مباراة الترتيب في مسابقة كرة القدم وموعدها غدا الخميس على ارضية ملعب “لبوجوار” بنانت، ستتركز الأنظار على حلبة “سانت دوني” بباريس، حيث الموعد الكبير الذي ننتظره قبل افتتاح هذه الدورة الأولمبية، وكلنا أمل وترقب ولهفة، من أجل الحصول على الميدالية الذهبية الثامنة في تاريخ مشاركات الرياضة المغربية عموما، والثانية على التوالي لابن مدينة فاس…
وسيكون سفيان البقالي في مواجهة خصوم أقوياء استعدوا بما فيه الكافية لهذا الموعد الهام، كما اختبروا كل الخطط والتكتيكات الممكنة، والسيناريوهات التي يمكن أن تمكنهم من هزم بطل عالمي وأولمبي، فرض سيطرة مطلقة على مسافة كانت محفظة بالكامل للكينيين…
وبالرغم من التخوف السائد من تأثير الإصابة التي عانى منها البقالي، خلال الأشهر الأخيرة، والتي غيبته اضطراريا عن الحلبات بمختلف الملتقيات الدولية، إلا أنه منحنا جرعة أمل كبيرة، وثقة أكبر في نصف النهاية، حيث دخل متقدما في السلسلة الأولى…
والأكيد أن الأنظار ستتركز في النهاية وبصفة خاصة على مواجهة نارية بين بطلين كبيرين كسفيان البقالي والإثيوبي لاميتشا جيرما حامل الرقم القياسي العالمي.
صراع لن يكن سهلا بالنسبة للطرفين، حتى وإن كان الامتياز لصالح العداء المغربي، بفضل الامتياز الذي يتمتع به من حيث الحصيلة والتفوق في السنوات الأربع الأخيرة، بذهبيتين عالميتين، وتتويج ذهبي بأولمبياد طوكيو، أما جيريما، فهو محطم الرقم القياسي العالمي العام الماضي، كما أنه اكتفى بالمركز الثاني وراء البقالي خلال الألعاب اليابانية…