اليوم العالمي للمعلمين ..

يشكل اليوم العالمي للمعلمين، الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل سنة، مناسبة للتأكيد على قيمة المعلم بوصفها أولوية قصوى في كافة استراتيجيات التنمية والتعليم.
ويرفع هذه اليوم، الذي يتزامن هذه السنة مع الذكرى العشرين لصدور توصية 1997 الخاصة بأوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي، شعار “تعزيز حرية التدريس وتمكين المعلمين” في وقت يحرم منه آلاف الأطفال عبر العالم من حقهم في التعليم، بموازاة تزايد حوادث انتهاك حقوق المعلمين وتردي أوضاعهم المهنية.

وغالبا ما يتم التغاضي عن هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي، خلال النقاشات المعنية بأوضاع المعلم. فعلى غرار المعلمين بمراحل التعليم قبل الابتدائي والابتدائي والثانوي، يعد التعليم العالي مهنة تتطلب معرفة ومهارات متخصصة وكفاءة تربوية.
ويأتي اختيار شعار هذه السنة على غرار سنة 2015، الذي تلا اعتماد الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة في شتنبر 2015، وذلك من أجل تأكيد قيمة تمكين المعلمين مجددا بوصفها أولوية قصوى في كافة الاستراتيجيات الاجتماعية والتنموية.
وينظم اليوم العالمي للمعلمين سنويا منذ سنة 1994، للاحتفاء بذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لسنة 1966 بشأن أوضاع المدرسين، التي احتفلت العام الماضي بالذكرى الخمسين لتوقيعها.
وتشكل هذه التوصية الإطار المرجعي الرئيس للنظر والعمل على تعزيز حقوق المعلمين ومسؤولياتهم على الصعيد العالمي.
ويشارك في الاحتفالات الخاصة بهذا اليوم سنويا عدد من الحكومات والمنظمات ثنائية ومتعددة الأطراف والمنظمات غير الحكومية والقطاعات الخاصة والمعلمين والخبراء في مجال التعليم. فبعد اعتماد الهدف التنموي الرابع المعني بالتعليم، وإقرار المرصد 4-ج الخاص بدور المعلمين الرئيسي في تحقيق أهداف التنمية لسنة 2030، حان الوقت للاحتفاء بالإنجازات والنظر في طرق مواجهة التحديات المتبقية، مثل النقص الكبير في عدد المعل مين، وتوطيد مكانة مهنة التعليم.
ووفقا لمعهد اليونسكو للإحصاء، فإن العالم بحاجة إلى 69 مليون معلم إذا ما أريد تعميم التعليم الابتدائي والثانوي بحلول سنة 2030.
وإحياء للذكرى العشرين لصدور توصية سنة 1997، سيتم تنظيم مؤتمر دولي بمقر اليونسكو في باريس، بحضور عدد من المعلمين والمدربين وصناع القرار، بالإضافة إلى الباحثين وغيرهم من الأطراف المعنية، وذلك للاحتفاء بالتعليم والحرية الأكاديمي ة وما نحتاجه من أجل ضمان جودة التعليم العالي ومستقبل مستدام للمهنة.
وسيتمحور المؤتمر حول مجموعة من الأهداف تتمثل أساسا في الاحتفاء بالمعلمين وتسليط الضوء على مساهماتهم في المجتمع وتنشئة الأجيال، من مرحلة التعليم قبل الابتدائي حتى التعليم العالي، وكذا مناقشة مسألة جودة التعليم العالي، وذلك في ضوء بلوغ الهدف التنموي الرابع المتعلق بضمان التعليم الجيد والشامل للجميع، ثم عرض ومناقشة التقدم المحرز والتحديات المستمر ة في مجال التعليم العالي، مثل الاستقلال المهني والحرية الأكاديمية والتطور المهني لهيئات التدريس في التعليم العالي.

Related posts

Top