اليوم الوطني للسينما يمر بشكل عابر

 مر اليوم الوطني للسينما الذي يصادف العشرين من الشهر الجاري والذي تقرر الاحتفال به منذ أكثر من عشر سنوات، مر هذا اليوم بشكل عابر.

 لم يصدر بلاغ من الجهة الوصية على هذا القطاع للتحسيس بحلول اليوم الوطني للسينما وبقيمته الرمزية. لم يتم برمجة لقاءات وندوات وعروض سينمائية خاصة بالاحتفال بهذا اليوم بالذات.

 هل الأمر يتعلق بمجرد سهو؟ هل انشغل المعنيون والمسؤولون عن القطاع السينمائي ببلادنا بما هو أهم من الاحتفال بيوم وطني للسينما؟ هل تم التخلي بكل بساطة عن هذا الاحتفال؟

أسئلة كثيرة تتناسل على إثر إغفال الاحتفال باليوم الوطني للسينما، مع أن هناك مركزا سينمائيا مغربيا قائما بذاته، له ميزانيته القارة وله موظفوه الذين لا شغل لهم غير الفن السابع.

 وقبل ذلك هناك وزارة تهتم بقطاعي الثقافة والاتصال، ويمكن أن نضيف إليها وزارات أخرى تتقاطع معها: وزارة التربية الوطنية، وزارة السياحة والصناعة، وزارة التعليم العالي والبحث والابتكار، إلى غير ذلك،  بإمكانها أن تحتفل بالسينما المغربية وتنهض بها.

 مع العلم أن السينما لم تعد مجرد أفلام تعرض في القاعات ويشاهدها سينيفيليون، بل صارت صناعة قائمة بذاتها، لها إسهام بدورها في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد.

 طبعا، لا يجب أن نغفل القيمة الموضوعية والإبداعية والجمالية للفيلم السينمائي؛ التي تظل الركيزة الأساسية لكل مشروع سينمائي، بدونها لن تكون هناك جدوى من خروج هذا المشروع إلى الوجود.

  السينما المغربية تطورت من حيث الجوانب التقنية: التصوير، الصوت، المونطاج.. واستطاعت أن تواكب آليات الاشتغال الحديثة، إذ صار الإخراج السينمائي أيسر مما كان عليه من قبل.

  لكن وما أصعب ما وراء لكن، لم يتخلص أغلب المخرجين السينمائيين المغاربة من احتكار بعض التخصصات الأساسية في نجاح أي فيلم سينمائي، وأقصد بصفة خاصة القصة والسيناريو.

  أغلب سينمائيينا يفضلون كتابة قصص أفلامهم ويعجزون عن الانفتاح على الإنتاجات الأدبية التي تلقي بها المطابع كل وقت وحين.

 وبالتالي فإن تلك الأفلام عادة ما تفتقر إلى عنصر التخييل والحبكة السينمائية الراقية.

 الآليات التقنية مهما كانت درجة تطورها، لا يمكن لها وحدها أن تصنع فيلما سينمائيا جيدا. لا بد من وجود قصة يؤلفها أديب حقيقي، لا بد من وجود سيناريو يكتبه مبدع متخصص.

 هناك روايات وقصص تصلح لأن تنقل إلى الشاشة الكبرى، بالنظر إلى احتوائها على مادة سينمائية تستحق المتابعة، لكنها ظلت موضوعة على الرفوف بعيدا عن أيدي المخرجين السينمائيين المغاربة.

 اليوم الوطني للسينما الذي حلت ذكرى الاحتفال به يوم الأربعاء الماضي، كان يمكن أن يكون مناسبة للوقوف على النقائص التي تشكو منها السينما المغربية، غير أنه مر بشكل عابر، بدون مجرد الإشارة إليه.   

عبد العالي بركات

Related posts

Top