انتصار تاريخي على حساب منتخب بلجيكي لم تنفعه الحيل التكتيكية…

تواصلت بالديار القطرية المغامرة الجميلة لأسود أطلسية، تفوقت في إحراج الكبار.
فبعد تعادل إيجابي خلال المقابلة الأولى ضد الكروات وصيفة بطل النسخة الأخيرة (فرنسا)، جاءت المواجهة الثانية محفوفة بكل المخاطر الممكنة، أمام منتخب بلجيكا بكل ما يملك من شيطنة ومكر تكتيكي خادع، وترسانة من النجوم المتألقة بأبرز الأندية الأوروبية.
لم تختلف المواجهة عما كان متوقعا، احتراس وحيطة وحذر، من الطرفين إلى حدود الانغلاق، ما جعل الكرة تنحصر بوسط الميدان، وهنا كانت ضربة المعلم بالنسبة لـ «أسود الأطلس»، إذ تمت محاصرة فعاليات منتخب بلجيكي بقيادة المجرب كيفين دي بروين، توجت بربح أغلب النزالات.
ومع مرور الدقائق، بدأ أصدقاء العميد رومان سايس يكسبون الثقة، والتخلي عن تحفظ البداية، ورغم أن الهجمات كانت قليلة، لكنها اتسمت بالفعالية، وقبل نهاية الجولة الأولى بدقائق، سجل حكيم زياش هدف السبق؛ لكن تم رفضه من طرف الحكم بدعوى شرود، والحالة لا زالت تناقش حتى بعد نهاية المباراة. هل قرار الإلغاء كان صحيحا أم لا؟

في الجولة الثانية، وفي حدود الدقيقة (66) اضطر الناخب الوطني وليد الراكراكي لإدخال تغييرات، همت أساسا مجموعة المصابين، دخل يحيى عطية الله مكان أشرف حكيمي، وعبد الحميد الصابيري عوضا عن سليم أملاح، وهنا بدأ المد الهجومي الأطلسي، بممارسة ضغط قوي، وتركيز مكثف أربك إلى حد بعيد دفاع الشياطين، ليتبين أن الهدف قادم لا محالة.
وتماما، كما جاء الهدف المرفوض، ضربة خطأ مباشرة جانبية نفذها بكثير من الإتقان الصابيري، معلنا عن تسجيل الهدف الأول، هدف فجر فرحة عارمة وسط الملعب الخاص، بجمهور مغربي سخي، من حيث الحضور الوازن والتشجيع المحفز.
وعلى نفس الإيقاع تواصل إيقاع المباراة، ولتتواصل معه التغييرات، ومن جملة من دخل، هناك زكرياء أبوخلال اللاعب المتعدد الاختصاصات، والذي عرف كيف يستغل هدية سخية من زياش، تفوق في ترجمتها إلى الهدف الثاني، نزل كقطعة ثلج على كل عناصر المنتخب البلجيكي، هذا الأخير استعان بالدبابة البشرية روميلو لوكاكو الغائب عن المباراة الأولى ضد كندا، بسبب الإصابة، إلا أن دخوله لم يفد في شيء، وظل تائها وسط دفاع مغربي، تعزز خلال اللحظات الحاسمة بجواد الياميق.
هدفان لصفر في توقيتين مثاليين، حقق المغرب بواسطتهما فوزا مستحقا، يعد الثالث لـ «أسود الأطلس» بالمونديال، بعد الفوز على البرتغال (3-1) بمونديال مكسيكو 1986 وعلى حساب اسكتلندا (3-0) بمونديال فرنسا 1998.
وتتواصل فرحة كل مكونات الفريق الوطني، وبصفة خاصة الجمهور الرياضي الوطني العاشق الوفي للفريق الوطني في كل الظروف والأحوال.
برافو.. برافو .. وتحية تقدير وإعجاب لكل العناصر الوطنية فردا فردا، وفي المقدمة الربان وليد الركراكي الذي عرف يكف يقود السفينة بكل من الحكمة.
الموعد سيتجدد الخميس القادم حيث المواجهة القوية ضد منتخب كندا الذي ودع المسابقة رسميا بعد تلقي خسارة ثانية أمام كرواتيا (1-4)، بعدما خانته التجربة التي تسمح له بضمان التوازن المطلوب على مستوى الأداء…
موعدنا الخميس القادم على أمل مواصلة مسار التألق والإبهار ..

تصريحات

الركراكي: هذا الفوز مفتاح تأهلنا إلى الدور الثاني

قال الناخب الوطني وليد الركراكي إن الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الوطني المغربي أمام نظيره البلجيكي (2-0) برسم الجولة الثانية من المجموعة السادسة لكاس العالم قطر 2022، يشكل مفتاح التأهل إلى الدور الثاني.
وأضاف الركراكي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، أن الأداء الجيد الذي بصم عليه اللاعبون خلال المباراة مكن النخبة الوطنية من تحقيق نتيجة الفوز التي تشكل مفتاح العبور إلى الدور الموالي من المسابقة.
وأبرز أن اللاعبين قدموا مباراة كبيرة أمام أحد أفضل منتخبات العالم الذي يتوفر على نجوم يلعبون في بطولات عالمية ، داعيا اللاعبين إلى السير في على هذا النهج وتحقيق نتيجة إيجابية مماثلة في المباراة القادمة ضد منتخب كندا.
وشدد الركراكي على أن العناصر الوطنية مدعوة إلى تقديم نفس الأداء بعزيمة وإصرار وروح قتالية في المباراة المقبلة من أجل حسم التأهل إلى الدور الثاني من منافسات المونديال.
واستطرد قائلا إن «النخبة الوطنية خاضت مقابلة من مستوى عال، وحققت الفوز بفضل حرصها على تطبيق الخطة التكتيكية وتخلصها من الضغط خاصة في الشوط الثاني بعد شوط أول خاضته بصرامة وعزم قوي».
وسجل أن المنتخب الوطني حقق هذا الفوز الثمين على الرغم من الإكراهات في صفوف التركيبة البشرية، خاصة إصابة الحارس ياسين بونو وأشرف حكيمي ونصير مزراوي.
وبعد أن أعرب عن سعادته بتمكن الفريق الوطني من منح الشعب المغربي انتصاره الأول في المونديال منذ سنة 1998، اعتبر أن تركيبته البشرية حريصة على الدفاع ببسالة عن الألوان الوطنية، وتشريف الكرة المغربية في هذه التظاهرة.
وأثنى الناخب الوطني على الدعم الكبير للجماهير المغربية التي أبلت البلاء الحسن وساندت الفريق إلى آخر دقائق المباراة.

أشرف حكيمي: لعبنا بالروح والقلب

«أنا جد سعيد بعد الانتصار الذي حققه المنتخب المغربي أمام بلجيكا وأود أن أشكر كل اللاعبين على القتالية التي أبانوا عنها في ثاني مباريات مجموعتنا.. خضنا مواجهة جيدة ولعبنا بالروح والقلب من أجل إسعاد الجماهير المغربية التي ساندتنا من الملعب والتي تتابعنا في مختلف أرجاء العالم. أهدي هذا الفوز التاريخي إلى جلالة الملك محمد السادس. قمنا بالتحضير الجيد لهذه المباراة وطبقنا تعليمات المدرب من أجل الحصول على النقاط الثلاثة. سنفرح قليلا بهذا الانتصار، وسنقوم بعدها بالاستشفاء من أجل استرجاع لياقتنا البدنية، للاستعداد لمباراة كندا لحسم التأهل إلى الدور الموالي».

بونو: قدموا مباراة استثنائية

«أنا سعيد بعد هذا الفوز المهم الذي حققه المنتخب المغربي في ثاني مبارياته بكأس العالم. كنت في المستشفى المتواجد بداخل الملعب للقيام ببعض الفحوصات الأولية، الشيء الذي منعني من متابعة أولى دقائق المواجهة. الحمد الله أنا في صحة جيدة وأشكر المغاربة على رسائلهم. لقد رأيت هدفي كل من عبد الحميد الصابيري وزكرياء أبوخلال. اليوم يمكن القول إن اللاعبين قدموا مباراة استثنائية بروح قتالية وبعزم على إسعاد الجماهير المغربية. تنتظرنا مباراة ثالثة وأخيرة حاسمة أمام منتخب كندا. لاشيء غير الفوز من أجل تصدر المجموعة والتأهل للدور الثاني من المونديال».

أمرابط: نعد الجماهير بالتأهل

«تابعت الجماهير المغربية المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب الأول في ثاني مباريات مونديال قطر.. إنه فوز مهم وفي وقت جيد قبل آخر المواجهات أمام كندا التي غادرت رسميا المنافسات. الكل خاض مباراة اليوم بثقة عالية وبقتالية داخل أرضية الميدان. الهدف كان هو تحقيق الانتصار الذي غاب عن الأسود منذ مونديال 1998. نعد الجماهير المغربية بالفوز على كندا والتأهل للدور الموالي».

جبران: إنها لحظة تاريخية

 

«إنها لحظة تاريخية عندما تمكن المنتخب المغربي من التفوق على بلجيكا أداء ونتيجة.. أنا سعيد لتواجدي رفقة المجموعة بنهائيات كأس العالم بقطر.. تمكنا من تحقيق فوز طال انتظاره منذ مونديال 1998.. يجب علينا استكمال التحضيرات في التدريبات اليومية تحت إشراف الناخب الوطني وليد الركراكي، لخوض مواجهة كندا بنسق عال، وضمان مكان في الدور الموالي لثاني مرة في تاريخ كرة القدم المغربية.. هدف المجموعة هو إسعاد الشعب المغربي المتواجد داخل وخارج أرض الوطن».

النصيري: كانت المواجهة الأصعب

«خضنا واحدة من أصعب المباريات أمام المنتخب البلجيكي.. لا وجود لمباراة سهلة في كأس العالم، بحكم أن أفضل المنتخبات هي من تتأهل لهذه البطولة. أشكر الجماهير على دعمها الكبير. وأشكر اللاعبين على المستوى الذي قدموه في ثاني مبارياتنا في المونديال. نجحنا في الحفاظ على نظافة الشباك وهذه نقطة مهمة. لعبنا كرة جميلة وأظهرنا قدرتنا على المضي قدما ولعبنا بشكل متكامل طيلة 90 دقيقة.. لا فرق بيني وبين عبد الرزاق حمد الله، كلنا هنا من أجل المنتخب الوطني وكلنا من أجل تحقيق الانتصار وإسعاد الجماهير».

أملاح: شرفنا القميص الوطني

«لا يوجد إحساس أفضل من تحقيق الفوز في منافسة من حجم كأس العالم.. سعداء بهذا الانتصار والمغاربة سعداء كذلك، لأننا لم نحقق الانتصار في المونديال منذ سنوات. لم نتأهل بعد، سنخوض مواجهة كندا بقتالية للتأهل. أثبت اليوم أنني مغربي وأعطيت كل ما جهدي، ولم أواجه زملائي البلجيكيين، لأن زملائي هم من لعبوا معي بقميص المنتخب الوطني. نعلم أن الجمهور المغربي يتابعنا بشغف، لهذا نعطي كل ما في جعبتنا من أجلهم ومن أجل القميص الوطني، وأتمنى أن نجعلهم فخورين.. اليوم أثبتنا للبلجيكيين أننا نعرف كيف نلعب كرة القدم كذلك، وحققنا الفوز».

حمد الله: نمثل جميع العرب

«نحن لا نمثل المغرب فقط بل جميع العرب، وعلينا أن نلعب بنفس الجدية في مباراتنا القادمة حتى نفوز ونؤكد تأهلنا لثمن النهائي. جميع اللاعبين الموجودين في المنتخب المغربي يلعبون في أقوى وأكبر الدوريات ومستوياتهم الكبيرة تخول لهم التواجد بالمنتخب. لدينا كل المقومات للذهاب بعيدا في كأس العالم الحالية، وأشكر الجماهير العربية التي ساندتنا وأظهرت أن العرب يد واحدة..نفس ما حدث من دعم ومساندة من العرب، سيكون مع المنتخبين السعودي والتونسي، وأتمنى من جميع الجماهير مؤازرة المنتخبين حتى يتأهلا لثمن النهائي».

***

تفاعلات وتهان تنهال على الأسود من سياسيين وفنانين ورياضيين وإعلاميين

تفاعل عدد من نجوم عالمي الفن والرياضة العرب مع فوز المنتخب المغربي على بلجيكا بهدفين نظيفين أول أمس الأحد بالدوحة برسم بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وعبر هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن تهانيهم لـ «أسود الأطلس» بهذا الفوز الذي أسعد الملايين من الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.
وتغنى أحمد شوبير الإعلامي المصري والحارس الأسبق لمنتخب مصر بفوز المغرب على بلجيكا.
وكتب عبر حسابه على (فايسبوك) «عودة العرب في كأس العالم.. مبروك أبطال ونجوم المغرب، مباراة كبيرة وعظيمة جدا».
وتابع شوبير أن الأسود «صنعوا الفرجة وأدخلوا البهجة على الجمهور العربي»
وأشاد الفنان المصري محمد هنيدي بأداء منتخب المغرب أمام بلجيكا في الجولة الثانية من بطولة كاس العالم.
وكتب هنيدي في تغريدة على (تويتر) «مبروك أسود المغرب.. أداء قتالي رهيب ومستوى رائع .. الف مبروك للمغرب ولكل العرب .. شرفتونا يا رجالة».
واحتفل الإعلامي ونجم منتحب مصر خالد الغندور بفوز المغرب وغرد على حسابه على (تويتر) كاتبا «مبروك لمنتخب المغرب الشقيق فوز غالي ومستحق».
وهنأت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، وكتبت في تغريدة على (تويتر) «فعلا فعلها أبطال المغرب أداء يليق ببطولة كأس العالم قطر 2022».
وعلى ذات المنصة كتبت الفنانة إليسا «ما أحلاكم! العرب يستمرون بالمفاجآت الجميلة بالمونديال وهالمرة مع المغرب رافعين راسنا كلنا فيكم بأهم حدث عالمي».
نفس التهنئة تضمنتها تغريدة للفنان أحمد حلمي الذي كتب على حسابه على تويتر «ألف مبروك للمغرب ومليون مبروك لشعب المغرب على الفوز».
من جهته، هنأ الفنان كاظم الساهر المغرب بهذا الفوز وكتب «ألف مبروك فوز المنتخب المغربي على بلجيكا».
في سياق متصل، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن فوز المغرب «فخر عربي من المحيط إلى الخليج».
ووصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على (تويتر) انتصار «أسود الأطلس» بـ «التاريخي»، قائلا « إنها فرحة عربية .. فخر عربي من المحيط للخليج .. ألف مبرووووووك للمغرب».
وتزين أعلى برج في العالم «برج خليفة» في دبي، بعلم المغرب، كنوع من أنواع المساندة والمؤازرة لـ «أسود الأطلس» واحتفالا بفوزهم الكبير.
وشارك أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي تابع المباراة، المشجعين المغاربة احتفالاتهم بهذا الانتصار.
من جهة، بعث الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، رسالة تهنئة إلى المنتخب المغربي.
وقال أبو الغيط في تغريدة على (تويتر) «أهنئ المنتخب المغربي على هذا الفوز الغالي على بلجيكا. لقد أسعد أداء الفريق الجمهور العربي في كل مكان، ونتمنى كل التوفيق للفرق العربية في المباريات القادمة».
وهنأ حساب سفارة المملكة العربية السعودية في الرباط على (تويتر)، المنتخب المغربي على «فوزهم الرائع وأدائهم البطولة أمام منتخب بلجيكا».
كما احتفت العديد من الصحف والمواقع العربية بهذا الفوز، مؤكدة أن» أسود الأطلس» صنعوا الفرجة وأدخلوا البهجة على قلوب الجمهور العربي.
وعنون موقع (العربية.نت) مقاله حول المباراة بـ «منتخب المغرب يبدع ويحقق فوزا تاريخيا على بلجيكا».
أما موقع (سكاي نيوز)، فكتب تحت عنوان «فوز المغرب التاريخي على بلجيكا.. السر في دكة البدلاء».
وذكر موقع صحيفة «الأهرام» المصرية أن المنتخب المغربي ضرب بلجيكا بثنائية في مباراة كبيرة وخطف صدارة المجموعة السادسة.
من جهته، كتب موقع جريدة «الشرق الأوسط»، أن المغرب بهذا الفوز حقق مفاجأة كبيرة، عزز فرصه في التأهل لدور 16 بكأس العالم لكرة القدم لأول مرة منذ 1986.
من جانبها، احتفت الصحف القطرية الصادرة أمس الاثنين بفوز المنتخب الوطني على بلجيكا، مسلطة الضوء على أدائه البطولي في هذه المباراة.
وكتبت جريدة (الراية) عنوانا رئيسيا «المنتخب المغربي يتلاعب بنجوم بلجيكا ويقهرهم بثنائية تاريخية» وعنوانين فرعين «أسود الأطلسي ولعوا المجموعة الحديدية» و»الفوز الثمين يرفع رصيد الأشقاء إلى 4 نقاط ويضعهم على أبواب التأهل».
وتحت عنوان «الفرحة تعم أرجاء قطر لفوز المنتخب المغربي» أوردت جريدة «الشرق» تصريحات لأفراد من الجمهور المغربي والعربي أعربوا من خلالها عن فرحتهم بالفوز الذي حققه « أسود الأطلس» في المباراة ضد بلجيكا.

مبعوث بيان اليوم إلى الدوحة: محمد الروحلي

تصوير: احمد عقيل مكاو

Related posts

Top