انتصار جبر الخواطر…

مكن الفوز العريض للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، على حساب منتخب كونغولي فاقد للبوصلة، من تكريس زعامته للمجموعة الخامسة، بتسع نقط من ثلاثة انتصارات متتالية…

بلغت الحصة ستة أهداف لصفر، وكان من الممكن أن تكون أكثر، لولا ضياع فرص في المتناول، سجل منها أيوب الكعبي “هاتريك”، وهو الهداف الذي غيب في أكبر المناسبات، لأسباب لا تتعلق بالقيمة الفنية أو المردودية التقنية، المهم أنه في كل مرة يتم الاعتماد عليه، يؤكد أهمية تواجده كأساسي، ضمن مفكرة المدرب وليد الركراكي…

ولعل أبرز نقطة استرعت الانتباه قبل انطلاق هذه المباراة؛ الاعتماد على حكيم زياش كأساسي، والأكثر من ذلك حاملا لشارة العمادة…

والجديد ليس دخوله كرسمي، وتقليده بشارة العمادة فقط، فهذه مسألة مسلم بها، ولا يمكن أبدا أن تناقش، لكن النقاش يكمن في تداعيات ما حدث من تمرد غير مسبوق، خلال مباراة الجمعة الماضية ضد منتخب زامبيا، حينما رفض قرار التبديل خلال العشرين دقيقة الأخيرة، وما نتج عن ذلك من ردود فعل غاضبة من طرف الجمهور الرياضي، ومعه مختلف المتتبعين…

والغريب أن “العفو” الذي صدر على عجل لصالح زياش، لم يشمل صديقه المتمرد يوسف النصيري، الذي بقي  جالسا بكرسي الاحتياط يراقب الكعبي وهو يتألق كهداف حقيقي…

يمكن تقبل هذا “التسامح” من ناحية الحفاظ على تماسك المجموعة، وتجاوز الحالات الطارئة، والأكيد أن إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لعبت كالعادة دورا أساسيا في إنهاء هذا الخلاف، تماما كما حدث مع هيرفي رونار وبعده وحيد خاليلوزيتش، والآن مع الركراكي، ومن غريب الصدف أن زياش دائما هو الطرف الأساسي، في حالة الخصام…

وانطلاقا من الحفاظ على مصلحة المنتخب، يمكن تجاوز مثل الحالات غير العادية، والتي لا يمكن أن تحدث إلا في بعض المنتخبات التي أسست لعلاقة خاصة بين المدرب ولاعبيه، علاقة تغيب عنها المهنية؛ ويغلب عنها منطق العاطفة وإرضاء الخواطر والمجاملات…

المهم أن الفريق الوطني في الصدارة، بمجموعة يصطلح عليها بمجموعة “الموت”، والموت هنا لا يتعلق بمعنى التسمية المتعارف عليها، من حيث القوة والشراسة، ولكن تعني في هذه الحالة، أن باقي المنتخبات هذه المجموعة، تعد ميتة تقنيا، وليست لها القدرة على المنافسة لكسب ورقة التأهيل للمونديال القادم..

بعد هذه المرحلة التي تعد ناجحة، لابد من إعادة النظر في تركيبة الفريق الوطني، فهناك لاعبون دخلوا منذ مدة مرحلة العد العكسي، وهناك آخرون يلعبون بالأقدمية المكتسبة، وهناك من تعود ممارسة “الفشوش”، وما على الآخرين إلا تقبل مزاجية غارقة في الأنانية وحب الذات…

لكن الأساسي أن هناك أسماء واعدة تنتظر فقط الفرصة لحمل القميص الوطني، ومن المصلحة أن يفهم المدرب أن لكل بداية نهاية…

محمد الروحلي

Top