بايدن وبوتين يشيدان بقمة جنيف

أشاد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين بقمة بناءة جمعتهما في جنيف، وأعربا عن الرغبة في تهدئة التوتر في وقت ظلت الإعلانات الملموسة خجولة.
وقال الرئيس الروسي في ختام اللقاء إنه “لم يكن هناك أي عداوة (…) لقد كان نقاشا صريحا ومباشرا”، فيما تحدث نظيره الأميركي خلال مؤتمره الصحافي عن لغة “إيجابية”.
وفي قطيعة واضحة مع أسلوب سلفه الجمهوري دونالد ترامب، أكد بايدن أنه حذر بوضوح سيد الكرملين النافذ، لا سيما بشأن الهجمات الإلكترونية.
وأعلن أنه سلم نظيره قائمة من 16 “بنية تحتية حيوية” (الطاقة، وإمدادات المياه، وغيرها) التي “لا يمكن المساس بها”.
وقال “أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديموقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديموقراطية وسنرد”.
ولدى سؤاله مع انتهاء مؤتمره الصحافي حول الأسباب التي تدفعه إلى الاعتقاد بأن بوتين سيغير سلوكه، قال إنه لم يلمح أبدا إلى أمر كهذا.
وفي مؤشر يتيم إلى التهدئة بين الطرفين، أعلن بوتين الاتفاق مع نظيره الأميركي على إعادة سفيريهما بعدما جرى استدعائهما في وقت سابق من العام. ولفت بوتين أيضا إلى إمكانية التوصل إلى “تسويات” من أجل تبادل سجناء.
كما اتفق الزعيمان على إجراء حوار حول “الأمن الالكتروني”، أحد الملفات الخلافية الرئيسة بين البلدين.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي عقب القمة إن بايدن “شخص متوازن ومحنك، يمكنك أن تلاحظ ذلك على الفور”.
بدوره، أعرب بايدن عن ثقته في أن نظيره الروسي لا يريد حربا باردة جديدة. وقال “أعتقد أن آخر شيء يريده الآن هو حرب باردة”.
وفي ملف آخر، اعتبر بايدن أن نظيره الروسي أجرى مقارنات “سخيفة” حول حقوق الإنسان. فردا على تصريحات أدلى بها بوتين حول اقتحام مبنى الكابيتول في يناير، قال بايدن إن نظيره الروسي أجرى مقارنة خاطئة بين هجوم “مجرمين” على مبنى الكابيتول وبين التظاهرات السلمية في روسيا لأناس حرموا من حرية التعبير.
وعلق بن رودس، المستشار السابق لباراك أوباما للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر: “بوتين، دون أدنى شك، لا يزال بوتين بعد هذه القمة”.
وفي ما يتعلق بمعارض الكرملين المسجون اليكسي نافالني، اكتفى بوتين بالقول إن “هذا الشخص كان يعلم أنه ينتهك القانون في روسيا”.
وكان الرئيس الأميركي حذر خلال الأسبوع بأن وفاة نافالني في السجن “لن تؤدي إلا لتدهور العلاقات مع العالم. ومعي”.
وكان جو بايدن قد اقترح في بداية المباحثات على نظيره الروسي علاقات “يمكن التنبؤ بها” أكثر بين الولايات المتحدة وروسيا، معتقدا أن “قوتين عظميين” يجب أن تديرا خلافاتهما بطريقة “عقلانية”.
وانتهت القمة الأولى بين الرجلين أبكر قليلا مما كان متوقعا، عند الساعة 17,05 بتوقيت جنيف (15,05 بتوقيت غرينتش).
وعكس وصف بايدن لروسيا بأنها “قوة عظمى” تباينا مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي وصفها بأنها “قوة إقليمية”.
وعول الرئيس الروسي على خبرته الطويلة، إذ إنه عاصر أربعة رؤساء أميركيين آخرين منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 1999.
ويتفق خبراء على أنه قد حقق مبتغاه إذ أن عقد القمة دليل على أهمية روسيا على الساحة العالمية.
ورأى عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام إن تصريحات الرئيس الأميركي “مثيرة للقلق”. وكتب على تويتر “أعتقد أن الرئيس بايدن أساء تقدير مع من يتعامل”.

Related posts

Top