بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي عن الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الأديب إدريس الصغير.
إعداد: عبد العالي بركات
****
* ما هو أحدث إصداراتك؟
– أحدث إصدار لي رواية عنوانها ” الرجل الذي يحب براهمس “
صدرت عن: مطبعة / وراقة بلال، 100 محج سيدي سليمان – زقاق المدينة المنورة – حي الأمل، النرجس. فاس. الطبعة الأولى: 2020.
* كيف تعرفنا به وتقربنا من محتواه؟
– إبان فترة شبابي – وكبقية المجايلين لي، أعجبت بالكاتبة فرنسواز ساغان التي انتشرت روايتها: “صباح الخير أيها الحزن “انتشار النار في الهشيم، لتصبح كاتبتها من أبرز الوجوه الأدبية التي تتصدر الساحة الثقافية آنذاك. إلى أن عرضت قاعات السينما فيلم: “أحبوا براهمس الذي لقي إقبالا منقطع النظير، خصوصا لأنه هم ثلة من أهم الممثلين وأشهرهم آنذاك: أنطوني بركانس، إنغريد برجمان، إيف مونطان..
لهذا فالعنوان الذي اقترحته لهذا العمل الروائي الجديد ليس بريئا، ولا اعتباطيا. إنه يحيل إلى مرحلة هامة من تاريخ أوروبا، وكذلك من تاريخ المغرب. مرحلة عشتها بكل جوارحي ورسمت الجزء الأكبر من شخصيتي ونفسيتي ونمط تفكيري وطموحاتي وإحباطاتي.
كل هذا لا أريد أن أسرده على القراء بطريقة سرد الحكواتي أو راوي الحلقة. إني فقط أدعو القارئ الكريم أن يمنحني لحظات من وقته الثمين، لنكتب معا عملا إبداعيا، نحاول ما أمكن أن نجعله جيدا يستطيع أن يجلب المتعة لنا جميعا.
يهم الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمؤرخين… أن يسبروا غور المجتمعات والغوص في دواخل الإنسان: حاكما ومحكوما مناضلا أو مجرما… الفترة التي تجري فيها أحداث الرواية هي فترة النضال الأكبر، بعد فترة النضال الأصغر.
الكل مازال يتذكر قولة الملك محمد الخامس بعد عودته من المنفى “لقد عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ” وكذلك كان. لكل جهاده، أو نضاله.
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
* هل هذه الرواية هي امتداد لإصداراتك السابقة أم أنها تشكل قطيعة معها؟
– لست أدري إن كان سيمثل قطيعة مع إصداراتي السابقة، أم سيكون امتدادا لها. لكنني لا أقدم على طبع عمل إلا إذا اقتنعت به. لذلك فأنا راض عنه كل الرضى.
ومع ذلك فإنني أصبو لأن أكتب بشكل أجود من السابق، إنه الرهان الحقيقي لكل كاتب.
ليس الأمر سهلا ولا يسيرا. استسهال العملية الإبداعية، يؤدي حتما إلى الإسفاف.
طبعا الجودة والرداءة، مفهوما قيمة، ومع ذلك فهنالك حد أدنى.
أتمنى أن أكون عند حسن الظن، وأتمنى أن أخطو في كل عمل جديد خطوة نحو الأمام.
* ما مدى المتابعة النقدية لما تنشره من إصدارات؟
– مرتاح جدا لكل ما كتب عن هذا العمل، من طرف نقاد كبار متمرسين، باستخدامهم لمناهج علمية هي أحدث ما وصل إليه البحث العلمي لحد الآن في جامعاتنا وحياتنا الثقافية. هذا يسعدني ويشجعني على الاستمرار.
* هل تفضل أن يكون إصدارك القادم ورقيا أم رقميا؟
– أنا متحمس أكثر للورقي، لكنني لا أرفض الرقمي.