بنسعيد: المغرب لن يدخر جهدا لإنجاح تظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية.

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، أول أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب لن يدخر جهدا لإنجاح تظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية.
وجاء تأكيد بنسعيد، خلال ندوة صحفية عقدها بمعية رئيسة المجلس الجماعي للرباط أسماء اغلالو والكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات الإفريقية المتحدة جون بيير إلونغ مباسي للإعلان عن إعطاء انطلاقة برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس إلى غاية ماي 2023. وأبرز الوزير أن التحدي اليوم هو تمثيل الثقافة الإفريقية كاملة أحسن تمثيل خلال هذه السنة التي ستشهد احتفالات غنية ومتنوعة بمدينة الرباط.
وأضاف أنه سيتم العمل على إنجاح هذا الحدث الهام لأنه يمثل نافذة القارة الإفريقية أمام العالم، معتبرا أن هذه التظاهرة الثقافية “مفخرة لساكنة الرباط وللمغاربة قاطبة”. كما سيتم الحرص، يؤكد الوزير، على التنزيل الفعلي لبرنامج هذه الاحتفالات ليكون المغرب نموذجا يحتذى في مجال الاحتفاء بالموروث الثقافي في إفريقيا والعالم.
وأكد بنسعيد، أن الرعاية الملكية السامية لهذا الحدث الثقافي، تعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس بالشأن الثقافي، مذكرا بما جاء في الخطاب الملكي السامي الموجه للقمة السادسة للاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي حيث أكد جلالته أن “التعليم والثقافة والتكوين المهني والتنقل والهجرة كلها قضايا تشكل مجتمعة أوليات عملنا في المغرب وفي إفريقيا” .
وأضاف الوزير أن جلالة الملك أبى إلا أن يطلق سنة 2014 على الرباط اسم مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية، وهي المدينة التي تزخر بمنشآت وبنيات تحتية ثقافية بفضل الرؤية الملكية الحكيمة والمشاريع الملكية الرامية إلى تحقيق التنمية الحضرية والثقافية والسياحية لعاصمة المملكة.
وأبرز أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية يشمل مجالات الآدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السرك، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.
وستنظم هذه الأنشطة بجميع الفضاءات التاريخية والساحات العمومية وكافة أحياء مدينة الرباط بمشاركة فعاليات ثقافية تمثل المجتمع المدني ومشاركة هامة لمختلف المؤسسات العمومية الوطنية، المعنية بالشأن الثقافي.
وتم بالمناسبة، تقديم “فيديو كليب” تم إنجازه بمناسبة الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية. وكانت لجنة عواصم الثقافة الإفريقية، قد أعلنت رسميا، في فبراير 2020 عن اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية برسم 2022-2023.
من جهتها، أكدت غلالو أن جلالة الملك محمـد السادس ما فَتِئَ على إعطاء توجيهاته السامية لإيلاء الثقافة حيزا هاما في المشاريع التنموية التي تعرفها جميع جهات المملكة، كما أن مجموعة من المشاريع الثقافية التي رأت النور بالعاصمة الرباط ستساهم لا محالة في إشعاعها الثقافي، الأمر الذي يجسد الإرادة الملكية في جعل العاصمة الرباط قطبا حضاريا وثقافيا عالميا، من أجل إبراز الموروث الثقافي المغربي الغني، وإسهاماته المتميزة في محيطه العربي والإفريقي والإسلامي، و جعله محطة عالمية لتعزيز قيم التعايش والحوار بين الثقافات.
وذكرت العمدة بأن منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية أقرت “الرباط العاصمة الإفريقية للثقافة لسنة 2022” وقدمت هذه المنظمة مشروع اتفاقية إطار بين مختلف الأطراف المعنية، والتي تحدد شروط التعاون بين الشركاء، من أجل تنظيم وتنفيذ برنامج الأنشطة والفعاليات التي سيتم تنزيلها في إطار احتفالية الرباط العاصمة الإفريقية للثقافة.
وأضافت غلالو بأنه نظرا لأهمية هذه المناسبة ودلالاتها الوطنية والإفريقية، تم إدراج مشروع الاتفاقية ضمن دورة استثنائية لمجلس جماعة الرباط بتاريخ 15 دجنبر 2021، واتخذت توصية الاشتغال على الإعداد للاحتفال بهذه المناسبة بتنسيق مع وزارة الشباب، والثقافة والتواصل عبر اتفاقية شراكة تحدد التزامات كل الأطراف.
كما شكرت عمدة مدينة الرباط محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، ورئيس لجنة القيادة للرباط العاصمة الإفريقية للثقافة لسنة 2022، على العمل الجبار الذي يقوم به، وعلى كل التسهيلات التي وفرها لجميع الشركاء من أجل إنجاح هذه الاحتفاليات.
وشددت غلالو بأنه خلال القمة التاسعة للمدن والحكومات المتحدة الإفريقية (أفريسيتي) والتي تشرفت بحضور أشغالها بكيسومو الكينية خلال الشهر الماضي، تم التأكيد خلال التوصية السادسة للقمة على ضرورة اعتماد الثقافة باعتبارها الركيزة الرابعة للتنمية المستدامة من خلال تعزيز الهوية الثقافية للمجالات الترابية وجعلها رافعة للتنمية الاقتصادية.
كما أشارت أن مهمتها داخل هاته القمة الإفريقية حظيت بنجاح منقطع النظير، وتوصلت بتهانئ من العديد من الإخوة الأفارقة الذين أعجبوا بالجناح المغربي وبالرواق المخصص للرباط العاصمة الإفريقية للثقافة، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين جماعة الرباط وبعض المدن بالدول الإفريقية.
كما أخبرت العمدة الحاضرين خلال الندوة الصحفية أنه سيتم اليوم التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بین مجلس جماعة الرباط ووزارة الشباب والثقافة والتواصل حول إحداث وتجهيز وتدبير مرافق ثقافية جماعية بجميع المقاطعات المتواجدة بجماعة الرباط، ويتعلق الأمر بسينما النهضة، والمعهد الثقافي أكدال، ومسرح المنصور، والمعهد الموسيقي، وقاعة المهدي بن بركة.
وبخصوص المعرض الدولي للكتاب، نوهت غلالو بالعمل الجبار الذي يقوم به الوزير المهدي بنسعيد، الذي بصم على عهد جديد للصناعة الثقافية ببلادنا، واستقبال الرباط العاصمة الثقافية للمملكة للمعرض الدولي هو تجسيد للإرادة الملكية السامية.
كما أكدت أن المعرض الدولي للكتاب لهذه السنة نحتفل به من الرباط، لكنه في الحقيقة يمثل احتفالا لجميع المدن المغربية وبدون استثناء، وذلك باعتباره معرضا وطنيا ودوليا.

Related posts

Top