قال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة إن حزب التقدم والاشتراكية يراهن ويعول على كفاءته وأطره ومناضليه الذين يقطنون خارج التراب الوطني بمختلف بقاع العالم من أجل تحقيق نتائج تاريخية خلال الاستحقاقات التي سيعرفها المغرب 7 أكتوبر القادم، مضيفا أن حزب التقدم والاشتراكية كان ولايزال من المدافعين عن حق مغاربة العالم في التصويت.
ودعا محمد نبيل بنعبد الله مغاربة العالم، في كلمته التي ألقاها، أول أمس الخميس بالرباط، بمناسبة انعقاد المنتدى السنوي الثاني حول الهجرة الذي تنظمه اللجنة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج “اللجنة المركزية” حول موضوع “مغاربة العالم.. بين المقاربة المؤسساتية والسياسات العمومية”
وذلك في إطار البناء التشاركي للبرنامج الانتخابي للحزب “من أجل مغرب التقدم والعدالة الاجتماعية”، إلى ضرورة المشاركةالسياسية لهؤلاء المغاربة، من خلال التصويت وتكثيف التواجد بالمناطق التي ينتمون إيها من أجل تكريس قيم الديمقراطية، والوقوف في وجه المتحكمين وأعداء الديمقراطية الذي يطمحون إلى تمييع الحياة السياسية وتكريس منطق التحكم.
ومن جهة أخرى أكد بنعبد الله، خلال اللقاء الذي أداره مصطفى البرايمي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس اللجنة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، أن حزب التقدم والاشتراكية كقوة سياسية، كان سباقا للاهتمام بوضعية مغاربة العالم من خلال إدماجهم وإشراكهم في النقاش السياسي عبر خلق جسور للتواصل بينهم وبين الحزب، إضافة إلى النضال من أجل مشاركتهم في الحياة السياسية سواء من خلال حقهم في التصويت أو الترشيح.
إلا أن بنعبد الله سجل مجموعة من الصعوبات التي تعرقل مشاركة الجالية المغربية المقيمة في الخارج في الانتخابات من موقعهم وذلك لصعوبة تنظيم البلد المستقبل لهذه الانتخابات، خصوصا مع مجموعة من التحديات التي باتت تواجه دول أوروبا والعالم بما فيها المغرب، والتي يأتي على رأسها تحدي الإرهاب الذي أصبح يهدد أمن العالم، حيث يتم أسبوعيا بالمغرب تفكيك جماعات إرهابية وخلايا متطرفة، فيما تعرف مجموعة من البلدان تفجيرات إرهابية بشكل مستمر، مشيرا إلى ضرورة الحضور للمشاركة في أرض الوطن، تحقيقا وحماية للمكتسبات الديمقراطية بالمغرب.
وأكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية من جهته سيواصل خوض معركة مشاركة أعضاء الجالية المغربية المقيمة في الخارج في الترشح بدوائرهم الأصلية في الانتخابات، كما أكد على أن الحزب سيعمل على إدراج مغاربة العالم ضمن لوائحه الانتخابية خلال الانتخابات المزمع تنظيمها 7 أكتوبر القادم، مشددا على مدى أهمية دعمهم من أجل تعزيز موقع الحزب، ضمن المشهد السياسي الوطني.
وتوقف الأمين العام لحزب الكتاب في حديثه عن وضعية المهاجرين المغاربة ببلدان الاستقبال، مشيرا إلى أنه ورغم الصعوبات إلا أن هناك تحسن لاسيما على مستوى الاندماج في المنظومة المجتمعية، كما أشار كذلك إلى توسع القاعدة الجماهيرية للحزب بمجموعة من البلدان حيث التحقت مجموعة من الكفاءات والأطر بالحزب، خصوصا في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا واسبانيا، حيث أشاد بهذه الحركية التي باتت تعرفها فيدرالية مغاربة العالم، لا سيما بألمانيا التي أصبح حزب التقدم والاشتراكية يتمتع بدعم كبير من المغاربة المقيمين هناك، مشيدا بالدور الذي يقدمه هؤلاء المغاربة من خلال تنظيمهم لأنشطة هناك وندوات إضافة إلى التعبئة التي يقومون بها لصالح حزب التقدم والاشتراكية.
ومن جانب آخر توقف لطفي لمريني الكاتب العام لوزارة الثقافة، على مسألة الهوية، إذ أشار إلى أنه يوجد أزيد من 5 ملايين مغربي مهاجر، فيما التحويلات نحو المغرب بملايين أورو، إضافة إلى ارتفاع نسبة الطلاق، والفشل الدراسي ( ببلجيكا وهولندا)، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الهوية الثقافية للبلد الأصل والهوية الثقافية للبلد المستقبل، مشيرا إلى أن مجموعة من الأحداث المتسارعة التي بدأت تعرفها دول أروبا أدت إلى تضييق الخناق على المهاجرين المغاربة على وجه الخصوص مقارنة بجنسيات أخرى، ونفس الأمر يقول المتحدث بالدول التي لازالت فيها مرحلة بناء الهوية جارية مثل كندا والولايات المتحدة، حيث تدهورت أوضاع مغاربة العالم هناك كثيرا بعد هجمات 11 شتنبر عام 2001.
بدوره قدم البروفيسور محمد فراني عرضا حول الهوية والتعبير عند المغاربة في البلد المضيف حيث أكد على أنه رغم الاختلاف ورغم الصعوبات ومجموعة من التحديات يظل مغاربة العالم مفتخرين بمغربيتهم، رغم إشكالات اللغة وربما شيئا ما الثقافة إلا أن الوطنية لا زالت راسخة عند مغاربة العالم، مشيرا إلى أن إشكال الاندماج في بعض الدول الأوروبية نتج عن فهم خاطئ للدين الإسلامي، الأمر الذي يولد عقبات تحول دون اندماج هؤلاء المغاربة، إضافة إلى الجنسيات العربية الأخرى في البلدان المضيفة وبخاصة بعد هجمات 11 شتنبر والهجمات الإرهابية التي عرفتها مجموعة من الدول في أنحاء العالم. إذ يمكن تفسير هذه الصعوبات والعقبات بسبب عدم وجود فهم صحيح للإسلام كدين وسطي يحث على التعايش والتسامح وقبول الآخر كما ينادي بها النموذج المغربي.
محمد توفيق أمزيان