بنعبد الله يؤكد الحاجة لمصالحة حقيقية بين المواطنين والمؤسسات

في برنامج “لقاء مع الصحافة” …

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن وثيقة النموذج التنموي الجديدة تمثل تأسيسا لمرحلة جديدة، محورها التنمية والنهوض بالأوضاع الاجتماعية للمواطنات والمواطنين والنهوض بالاقتصاد الوطني وفق رؤية 2035 التي جاءت بها الوثيقة.
وأردف بنعبد الله الذي كان يتحدث، أول أمس الأربعاءـ في برنامج “لقاء مع الصحافة” الذي تبثه الإذاعة الوطنية، أن الوثيقة الجديدة تبقى غير ملزمة للأحزاب، مشيرا إلى أن لكل حزب تصوره وتوجهه، بين الفكر اليساري واليميني والمحافظ، وأن لكل أولوياته التي يراها مناسبة.
وأوضح بنعبد الله أن وثيقة النموذج التنموي تضع بالأساس التوجهات الكبرى التي يجب الاشتغال عليها، ويبقى التقدير متروكا لكل حزب، حسب توجهاته وأفكاره والقضايا التي تحظى عنده بالأولوية، وإلا فإن جميع الأحزاب ستصبح متشابهة في برامجها ومشاريعها، وفق تعبيره.
في هذا الصدد، توقف بنعبد الله عند البرنامج الانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية، حيث كشف أن الحزب منصب منذ أربعة أشهر على إعداد برنامجه، ولم يكن ينتظر وثيقة النموذج التنموي، مشيرا إلى أنه سيعزز بها مشروعه الذي يشتغل عليه.
كما كشف المتحدث أن ما جاءت به هذه الوثيقة الجديدة يتماشى مع ما اقترحه الحزب في مذكرته ووثائقه التي أنتجها، ومن ضمنها مذكرة وجهت للجنة التي أشرفت على إعداد الوثيقة، خصوصا في ما يتعلق بالحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية ودور الدولة المحوري في الاقتصاد.
إلى ذلك، قال بنعبد الله إن النموذج التنموي الجديد يحتاج إلى إعادة فتح الآفاق وتوفير المناخ السياسي المناسب وتبديد أزمة الثقة التي يشهدها الفضاء السياسي، والتي قال إنها ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عقود من الزمن والتي تسببت فيها مجموعة من الترسبات القديمة والممارسات التي كانت تتم كالتلاعب بالانتخابات وغيرها من الممارسات التي كانت سائدة في العقود السابقة.
وشدد بنعبد الله على أن هناك حاجة إلى مصالحة حقيقية بين المواطنات والمواطنين ومؤسسات الدولة، والأحزاب، إذ لا بد أن يثق المواطنات والمواطنين في مؤسسات بلدهم ويساهموا في النقاش العمومي.
إلى ذلك، وفي رده على سؤال حول ما إذا كان النموذج التنموي الجديد يحتاج إلى نخب سياسية جديدة، قال زعيم حزب “الكتاب” إن النخب السياسية لا تنبع من إرادة فوقية حتى تكون لديها مصداقية.
وأوضح بنعبد الله أنه لا يمكن فرض نخب بشكل فوقي، كما لا يمكن إسقاط أحزاب جديدة بهذا الشكل، مبرزا أن تجديد النخب يتطلب من هؤلاء الذين ينادون به ومن الشباب أن يقتحموا المجال السياسي أولا ويشاركوا فيه وأن يعملوا ويتدافعوا بشكل ديمقراطي للوصول إلى قيادة الأحزاب، كما تحدث الأمور في جميع الأحزاب السياسية في العالم ومنذ عقود من الزمن، أو تختار هذه النخب الجديدة تأسيس أحزاب جديدة وتقتحم الفضاء السياسي وتناضل على الميدان، في كل جهة ومدينة وإقليم وقرية.
وجدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية التأكيد على أن كل التجارب السابقة التي فرض فيها حزب من فوق كان مصيرها الفشل، داعيا إلى ترك الأحزاب السياسية تتنفس بذاتها وبشكل مستقل، وأن تسير الأمور في تجاه ترميم للفضاء السياسي، واستعادة الثقة بين مختلف الفاعلين والمجتمع.

Related posts

Top