شكل تتويج كل من الحارس المتألق ياسين بونو والمهاجم الطموح يوسف النصيري مساء الجمعة الماضي، مع ناديهما أشبيلية الإسباني بلقب كأس الدوري الأوروبي، مفاجأة جميلة بالنسبة لكرة القدم المغربية.
وتأتي أهمية هذا التتويج بالنظر لقيمته، وقمية مساهمة اللاعبين المغاربة، خاصة الحارس ياسين بونو، الذي نال كل شهادات الاستحقاق من طرف وسائل الإعلام الدولية، هاته الأخيرة أشادت بالمستوى اللافت للدولي المغربي في جل مراحل المنافسات، إذ كان بحق نقطة قوة داخل تشكيلة المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي.
ويشكل تألق ياسين بونو، ضمانة كبيرة بالنسبة لحراسة مرمى الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، حيث أصبح يتوفر حاليا على حارسين كبيرين، من الصعب الاختيار بينهما، وتفضيل هذا أو ذاك، ومنحه الصفة الرسمية، الخطوة التي يمكن ان تشكل ظلما لهذا الاسم أو ذاك.
فتألق منير لمحمدي هذا الموسم مع فريقه ملقة الإسباني، واختياره كأفضل حارس بالدرجة الثانية، قوى رصيده، خاصة وأنه قدم على امتداد السنوات الأخيرة الكثير من القناعات، وشكل عنصر أمان لا غنى عنه، وحتى عندما كان يمر بفترات صعبة بمساره الاحترافي، وجلوسه لمدة غير قصيرة بكرسي الاحتياط، إلا أن ذلك لم يؤثر على مساره الدولي، وكان دائما بالموعد، بدفاعه المستميت على عرين الأسود بكثير من الثقة بالنفس ومنح الكثير من إشارات الاطمئنان.
ويمكن القول إنه لأول مرة منذ سنوات خلت، أصبح المنتخب المغربي الأول يتوفر على حارسين دوليين من نفس القيمة الكبيرة، إلى درجة أن المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، سيجد نفسه في أول مناسبة قادمة أمام “ورطة حقيقية” من أجل منح الصفة الرسمية لأحد الحارسين المتألقين.
وبالإضافة إلى الحارسين بونو ولمحمدي، هناك أيضا الكثير من الخيارات الممكنة أمام المدرب وحيد، ويأتي هذا بفضل التألق اللافت بالنسبة للكثير من نجوم الفريق الوطني، ويأتي في مقدمتهم الأسماء التي استطاعت أن تشعل سوق الانتقالات الصيفية بالقارة الأوروبية، كحكيم زياش، وأشرف حكيمي، وسفيان أمرابط، وزهير فضال، ونايف أكرد وغيرهم، كما أن هناك لاعبين آخرين، يمرون بمراحل جيدة بمسارهم الاحترافي كمروان سايس والمهدي بوربيعة ويوسف العربي وعادل تاعرابت، ويونس عبد الحميد، وأمين حارث واللائحة طويلة وطويلة جدا.
كل هذا يخدم مصلحة الفريق الوطني الذي سيجد نفسه الموسم القادم أمام استحقاقات كثيرة، ولعل أبرزها تصفيات مونديال قطر 2022، وما على المدرب إلا إيجاد التوليفة القادرة على الاستفادة من الخيارات الكثيرة، المطروحة أمامه وبمختلف الخطوط.
كما أن هناك لاعبين آخرين مرشحين جدد للانضمام للفريق الوطني يلعبون بدوريات أوروبية سواء بفرنسا أو إسبانيا أو هولندا أو بلجيكا، كما أن تألق بعض لاعبي البطولة المحلية، يوسع من مساحة الاختيار أمام المدرب المطالب ببذل كثير من الجهد من أجل بناء فريق وطني تنافسي قادر على التنافس قاريا والتألق دوليا.
محمد الروحلي