تألق يزيد من حسرة الرجاويين

حقق فريق الرجاء البيضاوي أول أمس الأحد فوزا كاسحا على حساب نادي أورلاندو بيراس الجنوب أفريقي، في إياب دور ربع نهاية كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
فبعد انتهاء الذهاب بنتيجة التعادل هدف لمثله، جاءت مباراة العودة قوية ومثيرة، تسيد الفريق المغربي أطوارها نتيجة وأداء، حيث بلغت الحصة أربعة أهداف دون رد، وهي حصة تظهر مدى الاستعداد للعودة مرة أخرى لمنصة التتويج بهذه المسابقة، والتي غاب عنها منذ سنة 2019، عندما توج بكأس الكاف والسوبر الإفريقي.
فكل من يتابع مسار الرجاء بكأس (الكاف) يتحسر صراحة للطريقة التي خرج بها من مسابقة عصبة أبطال إفريقيا، بعد خسارة غير مقبولة تماما أمام تونغيث السنغالي، هذا الفريق الذي حقق إنجازا واحدا فقط، بإقصائه لبطل المغرب، وتحقيق تأهيل تاريخي لدور المجموعات، إلا أنه لم يقو على المنافسة، ليحتل الصف الأخير بمجموعته، بدون تحقيق أي انتصار.
في نصف النهاية، سيلتقي مرة أخرى الرجاء نادي بيراميدز المصري، والذي سبق أن انتصر عليه ذهابا وإيابا، في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وهذا لا يعني أن المهمة ستكون سهلة، كما كان الشأن في المواجهة السابقة، إذ أن المباريات تختلف والمواجهات لا تتشابه أبدا، والطاقم التقني للفريق المصري، من المفروض أنه استفاد من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها لاعبوه من قبل، خاصة وأنه يضم بين صفوفه عناصر متمرسة، تتمتع بنوع من التكامل فيما بينها.
وعليه، فإن لاعبي الرجاء سيكونون على موعد مع مواجهة عربية صعبة في دور نصف النهاية، مواجهة حاسمة، ستقود مباشرة نحو الموعد الختامي الذي من المقرر أن يجرى بدولة بنين، مع العلم أن نصف النهاية الثانية تضم كل من شبيبة القبائل الجزائري و كوتون سبور الكاميروني.
حسب الأوساط الرجاوية، فإن تغييرا ايجابيا حدث على طريقة أداء فريقهم، منذ مجيء التونسي لسعد الشابي، إذ تحرر اللاعبون من القيود التكتيكية المبالغ فيها، مما سمح بعودة بعض الأسماء للتألق، بعد مدة طويلة من الغياب، أو الاختفاء القسري، كما هو الشأن للكونغولي فابريس نغوما الذي يشكل حاليا مع مواطنه بين مالانغو، قوة ضاربة بالخط الأمامي للرجاء.
عاد للتألق أيضا سفيان رحيمي بعد فترة فراغ لازمته منذ المشاركة الايجابية بكأس أفريقيا للمحليين بالكامرون، كما حدث تغيير إيجابي على قلب الدفاع، بوضع كامل الثقة في كل مروان الهدهودي وإلياس الحداد، ثنائي يقف وراءهما بكل شموخ وثقة بالنفس، الحارس أنس الزيتي الذي يدافع عن مرماه ببسالة، ولم تزده السنين إلا نضجا ورزانة.
إنه مسار الأبطال الذي يعبره حاليا الرجاء، مسار يتطلب مواصلة التعامل بكثير من الجدية والحذر، وعدم تكرار الأخطاء والهفوات التي ارتكبت في بعض المحطات، كما كان الشأن في الأدوار الأولى لتصفيات عصبة الأبطال.
واصلوا إذن بثبات، فالتتويج يلوح في الأفق، أما المستحقات المالية العالقة، فالأمر متروك للإدارة المحترمة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top