يخوض الفريق الوطني مباراتين رسميتين، تدخلان ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وقد استدعى المدرب وليد الركراكي لائحة تضم 27 لاعبا…
ويتبين من خلال الأسماء التي دخلت المعسكر الإعدادي بمركز محمد السادس لكرة القدم، الحضور اللافت للمنتوج المحلي، وهذه نقطة مهمة، تؤكد أن إمكانية إنتاج عناصر مكونة داخليا، معطى جد ممكن، شريطة الإيمان بأن هناك مواهب وطاقات، لا ينقصها سوى الاهتمام والرعاية، والحرص على جودة التكوين…
هناك انتقادات تطال مسألة التكوين داخل كرة القدم الوطنية، ودعم الاهتمام بالفئات الصغرى، وتقصير ينتج عنه تسجيل خصاص فظيع، ينعكس على مستوى الحضور على الساحة الإفريقية والدولية، حيث الغياب المستمر بأهم التظاهرات.
إلا أن هذا الواقع المؤسف وغير المشجع، لا يمنع من بروز لاعبين تمكنوا من الوصول إلى عالم الاحتراف الأوروبي وأيضا الخليجي، والتألق على أعلى مستوى، وتحقيق نتائج متميزة…
ولعل النقطة الأبرز في هذا الاتجاه، هي حضور عدد لا يستهان به من اللاعبين الدوليين داخل اللائحة التي يتشكل منها الفريق الوطني المغربي حاليا.
11 لاعبا من أصل 27 لاعبا باللائحة، تكونوا داخليا، ليتوجوا مستواهم بالوصول إلى عالم الاحتراف، منهم من رحل في سن مبكرة، وآخرون انتقلوا لأندية خارجية، بعد تأكيد المكانة داخل الأندية الوطنية بفئة الكبار.
ويأتي في مقدمة اللاعبين الذين يدافعون حاليا عن القميص الوطني، الحارس المتألق ياسين بونو، وزميله المهدي بنعبيد، والمدافع الأنيق نايف اكرد، وأيضا أشرف داري، ويحيى عطية الله، وعبد الكبير عبقار ….
وتضم القائمة أيضا الرباعي، عز الدين أوناحي ويوسف النصيري وأيوب الكعبي وسفيان رحيمي… كلها أسماء نالت ثقة المدرب وليد الركراكي، بناء على معطيات تقنية مدروسة وواضحة، رجحت كفة المنتوج المحلي، ولو على حساب لاعبين قادمين من مراكز ومدارس تابعة لأندية أوروبية…
إذن هناك إمكانية تسجيل تطور أكثر بمجال التكوين، شريطة وضع مناهج وطرق تلغي العشوائية والإهمال، وتقطع الطريق نهائيا مع النظرة الدونية التي يتعامل بها أغلب رؤساء الأندية، والتي تجعل من الفئات الصغرى مجرد مجال شكلي، بعائدات مالية تشكل صندوقا أسود بعيد عن أعين المحاسبة والمراقبة…
وكل المعطيات المتوفرة حاليا، تؤكد أن الدولة تحرص على وضع أسس صحيحة لضمان تكوين عالي المستوى، وبناء منظومة صلبة متكاملة الأضلاع، وهذا من شأنه الدفع بالأمور نحو الاتجاه الإيجابي، وقطع الطريق نهائيا مع طرق وأساليب أصبحت متجاوزة بسنوات ضوئية…
>محمد الروحلي