تشاد تجدد التأكيد على مغربية الصحراء وتفتح قنصلية عامة لها بالداخلة

جددت جمهورية تشاد، أول أمس الأربعاء بالداخلة، التأكيد على “موقفها الثابت المؤيد للوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على كامل أراضيه، بما في ذلك منطقة الصحراء”.
وتم تجديد التأكيد على هذا الموقف في البيان المشترك الموقع بالداخلة، عقب اللقاء الذي جمع وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد عبد الرحمن غلام الله، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
وجدد البيان المشترك “التأكيد على دعم تشاد لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي قدمته المملكة سنة 2007، باعتباره الأساس الوحيد لحل موثوق به وواقعي لتسوية هذا النزاع الإقليمي”، و”إشادتها بجهود الأمم المتحدة كإطار حصري للتوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم للنزاع حول الصحراء”.
وجدد عبد الرحمن غلام الله، اليوم الأربعاء بالداخلة، التأكيد على “انخراط بلاده في المبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي”.
وأكد رئيس الدبلوماسية التشادية، في البيان المشترك الذي وقعه اليوم بالداخلة إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على “الاهتمام الذي يوليه قائدا البلدين لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين، خاصة في إطار المبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي”، معبرا عن رغبة بلاده في تفعيل هذه المبادرة.
وأوضح غلام الله أن هذه المبادرة “تتوافق تماما مع طموحات دول الساحل غير المطلة على البحر، وستساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان، ليس فقط بمنطقة الساحل، بل بمنطقة غرب إفريقيا برمتها”.
وبخصوص تفعيل هذه المبادرة الاستراتيجية، “أشاد الوزيران بالعمل الذي أنجزته فرق العمل الوطنية خلال الاجتماعات المنعقدة بالرباط يومي 5 و6 يونيو 2024”.
وفي هذا الإطار، أكد غلام الله أن “المشاريع التي قدمها أعضاء فريق العمل المغربي، تتماشى مع مخطط التنمية الوطني الجاري تنفيذه بتشاد”.
ومن جهة أخرى، أشاد وزير الشؤون الخارجية التشادي “بالمبادرة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار +مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية+، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون من خلال جعل الفضاء الإفريقي للأطلسي والساحل، إطارا جيو-استراتيجيا للتعاون الإفريقي البيني”.
وأكد غلام الله، خلال ندوة صحفية مشتركة مع السيد بوريطة عقب لقائهما، على أهمية هذه المبادرة الملكية التي تعكس ريادة المغرب وتضامنه الفاعل مع البلدان الإفريقية.
وأضاف أن الأمر يتعلق بـ”مبادرة للتنمية المشتركة والسلام”، معتبرا أن بلدان الساحل، التي تواجه اليوم آفة الإرهاب وصعوبات على مستوى نقل بضائعها، ستستفيد من هذا الانفتاح ومن ميناء الداخلة الأطلسي.
وأشار الوزير التشادي إلى أن هذه المبادرة، التي تجسد الرؤية الملكية من أجل تكامل إفريقي أكثر متانة، ستتيح أيضا تعزيز العلاقات التجارية وتحقيق تنمية أكثر فعالية بين بلدان الجنوب.
وقال بهذا الخصوص “يتعين علينا ضمان استفادة بلدان الساحل، مثل تشاد، من هذا المشروع الريادي الكبير الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاستفادة بذلك من ولوجها إلى المحيط الأطلسي”.
من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة  أن فتح قنصلية عامة لتشاد بالداخلة ينسجم مع المواقف الثابتة لنجامينا الداعمة للوحدة الترابية للمملكة.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحفية عقب المباحثات التي أجراها مع عبد الرحمن غلام الله بمناسبة افتتاح مقر القنصلية العامة لتشاد بمدينة الداخلة، إن قرار تشاد، التي سحبت اعترافها بالكيان المزعوم منذ سنة 2006، يأتي منسجما مع المواقف الثابتة لهذا البلد الذي كان دائما من المساندين للوحدة الترابية للمملكة.
وأضاف أنه تم التأكيد في البيان المشترك الموقع بين الجانبين على هذا الموقف الثابت لتشاد الداعم للوحدة الترابية وسيادة المغرب على كامل أراضيه بما في ذلك الصحراء المغربية، مسجلا أن هذا القرار يأتي في إطار التحول الهام الذي يعرفه، في السنوات الأخيرة، ملف الوحدة الترابية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتوالي الاعترافات بسيادة المغرب على صحرائه والدعم المتواصل لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كأساس وحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأشار الوزير إلى أن فتح هذه القنصلية يتزامن مع تخليد الذكرى الـ 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، لافتا إلى أن نحو 42 بالمائة من الدول الإفريقية، التي تمثل مختلف مناطق القارة لها قنصليات في الأقاليم الجنوبية.
وشدد بوريطة على أنه إذا كان فتح قنصلية لتشاد بالداخلة يأتي في إطار دعم سيادة المغرب على صحرائه، فإن الخطوة تشكل أيضا أداة لتعزيز التعاون ودعم العلاقات الثنائية.
وفي السياق ذاته، أبرز أن فتح هذه القنصلية يعتبر عنصرا مهما في إطار تفعيل مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بالنظر إلى أن تشاد، التي تعد فاعلا أساسيا في هذه المبادرة الملكية الاستراتيجية، عبرت منذ البداية على انخراطها التام في إطارها.
وقال إن “هذه القنصلية ستكون أداة بوسعها دعم هذه المبادرة، وبالتالي فإن زيارة الوزير مهمة ولديها أثر كبير، وستشكل نقطة تحول في علاقتنا الثنائية على كل المستويات”.
وبعدما أكد أن العلاقات بين البلدين مهمة وقائمة على روابط تاريخية وإنسانية وكانت دائما تستند إلى الثقة والتضامن والتعاون وتحظى باهتمام خاص من قيادة البلدين، أبرز السيد بوريطة أن هذه العلاقات تستند، في الوقت الراهن، على أسس قوية ورغبة أكيدة في ترجمتها إلى شراكة اقتصادية فاعلة.
وأشار إلى أنه خلال المباحثات الثنائية تم الاتفاق على تفعيل الإطار المؤسساتي من خلال عقد اللجنة المشتركة التي لم تنعقد منذ نحو عشر سنوات، كما تم الاتفاق على إحياء الحوار السياسي بين البلدين، مبرزا الدور الهام الذي تقوم به تشاد كقطب للاستقرار في منطقة تعيش اضطرابات متعددة، لا سيما في مكافحة الإرهاب.

وقال ناصر بوريطة، إن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وضع في خطاب العرش الأخير محددات موقف المغرب من قضية الشرق الأوسط والوضع في غزة.
وأوضح بوريطة أن جلالة الملك خصص جزءا مهما من خطاب العرش لهذه السنة للتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الاهتمام الخاص والمتابعة الشخصية لجلالة الملك لهذه التطورات، مشددا على أن جلالته يعتبر أن القضية الفلسطينية، هي في مرتبة القضية الوطنية.
وشدد على أن تخصيص جزء من خطاب العرش للتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يكتسي معنى ورمزية وإشارة قوية، حيث إن جلالة الملك وضع وذكر في خطاب العرش من جديد بمحددات الموقف المغربي من هذه التطورات.
ومن بين المحددات التي وردت في خطاب العرش، ذكر بوريطة بثلاث نقاط على الخصوص، ترتبط بالتطورات التي تعرفها المنطقة مؤخرا.
وأوضح أن أول هذه النقاط تتمثل في إعراب جلالة الملك عن دعم المغرب المبدئي “للمبادرات البناءة، التي تهدف إلى إيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني”.
وأشار بوريطة إلى أن المغرب يدعم كل المواقف والمبادرات الهادفة إلى وقف فعلي لإطلاق النار، مذكرا بأنه بتعليمات من جلالة الملك، عبر المغرب عن دعمه لمبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن والخطوات الثلاث التي كانت تقدمها هذه المبادرة، واليوم يتفاعل المغرب، كذلك، بشكل إيجابي مع نداء أو بيان الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر، والهادف إلى التعجيل بعقد لقاءات، والإسراع بإنهاء المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأكد أن المغرب يدعو كل الأطراف إلى التجاوب مع هذا النداء، ويعتبر بأنه لا حل بدون تفاوض لخفض التصعيد من أجل إخراج المنطقة من هذا المأزق.
ثانيا، ذكر بوريطة، أيضا، بأن جلالة الملك قال في خطاب العرش إن “اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين، من أي جهة كانوا”، مسجلا أن هذا الموقف يمثل إشارة إلى أن استهداف المدنيين أمر غير مقبول من أي جهة كانت، وهو كذلك إشارة على أن المغرب يرفض بشكل مطلق ما تقوم به بعض العناصر المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية من اقتحام لباحة المسجد الأقصى.
وأضاف أن جلالة الملك باعتباره رئيسا للجنة القدس، أدان هذه الاستفزازات التي لا تساعد على التهدئة وتمس مشاعر المسلمين، وتغذي الكراهية في المنطقة.
واعتبر أن استهداف المتطرفين للمستشفيات وآخرها استهداف مدرسة التابعين، “أمر غير مقبول” يندد به المغرب، ويعتبره “جريمة غير مقبولة” يجب التعامل معها كجريمة من قبل السلطات الإسرائيلية والمتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، التي تلجأ إلى مثل هذه الممارسات التي ترفضها التشريعات السماوية والقانون الدولي والقيم الإنسانية، وهذا، بطبيعة الحال غير مقبول ومرفوض.

Top