تصريح سعادة العصري سعيد الظاهري بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحد

تأتي احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة هذه السنة بالذكرى الرابعة والأربعين لقيام الدولة بالتزامن مع ذكرى يوم الشهيد وفاءً وعرفاناً لذكرى الشهداء الذين لبوا نداء الواجب وبذلوا أرواحهم رخيصة فداءً للوطن.
منذ قيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 والإمارات تٌحقق قصصا متوالية من النجاحات في كل الميادين والقطاعات بفضل المبادئ التي رسخها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وبفضل الرؤية الحكيمة لوارث سره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، حتى أضحت الإمارات نموذجا للرخاء الاقتصادي والاجتماعي وواحة للأمن والاستقرار ومركزا للتطور والابتكار.
لقد بنت الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة نموذجا مميزا يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتسوية المنازعات بالطرق السلمية و تعزيز السلام والاستقرار والأمن إقليميا ودوليا وبناء أسس الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات والأديان ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.
وقامت السياسة الخارجية الإماراتية على التعاون الإنساني الدولي وتعزيز قيم التضامن العربي والإسلامي، ومن هذا المنطلق سارعت الإمارات في إطار التحالف العربي إلى نجدة أبناء الشعب اليمني الشقيق لإعادة الشرعية وقدمت الإمارات الغالي والنفيس في سبيل أمن واستقرار اليمن الشقيق، ولهذا قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة أن اليمن الشقيق جزء من منظومة خليجية وعربية لا ينفصل عنهما واي تفريط به سينقلب على امن الوطن. وقد ساهمت المملكة المغربية الشقيقة بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله في دعم التحالف العربي تعزيزا للأمن العربي ولرفع التحديات التي تواجه المنطقة.
لقد عرفت الإمارات تحولات ديمقراطية وسياسية رائدة في السنة الجارية من خلال تعزيز حقوق الإنسان وإجراء انتخابات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي التي تٌوجت باختيار الدكتورة أمل القبيسي رئيسة للمجلس كأول امرأة تترأس برلمانا عربيا، وهذا تأكيد على المستوى العالي لتمكين المرأة في الدولة.
وحقق الاقتصاد الإماراتي طفرة نوعية وتضاعف الناتج الوطني الإجمالي 236 مرة بفضل الرؤية الاقتصادية المتطورة للقيادة وانطلاقا من الموقع الاستراتيجي للدولة وعلاقاتها وشراكاتها مع دول العالم، حيث أصبحت الإمارات مقرا عالميا وإقليميا لأكثر من 25 بالمائة من الشركات الـ 500 الكبرى في العالم ومقصدا استثماريا أساسيا لرؤوس الأموال الأجنبية، وبلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي للدولة لعام 2014 4.6 في المائة بـ1154.9 مليار درهم إماراتي.
وتتطلع الإمارات لتحتل المراكز الأولى عالميا على مؤشر الابتكار العالمي بعد إعلانها هذه السنة عاما للابتكار للنهوض بالطاقات الوطنية الإماراتية من أجل تحقيق المزيد من النبوغ والابتكار ليس فحسب على الصعيد الإقليمي بل على الصعيد الدولي.
وشهدت هذه السنة حراكا اقتصاديا وتنمويا بين الإمارات والمغرب بفضل توجيهات القيادة العليا بالبلدين الشقيقين، وتواصل تدفق الاستثمارات الإماراتية، وتبوأت الإمارات المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات في بورصة الدار البيضاء بـ55 مليار درهم مغربي، وقدمت الإمارات منحة للمغرب بـ1.25 مليار دولار في إطار المنحة الخليجية التي تبلغ 5 مليار دولار على مدى خمس سنوات.
وساهم صندوق أبوظبي للتنمية بفعالية في دعم مسيرة التنمية في المملكة المغربية منذ عام 1976، ومول على مدار 40 عاما 64 مشروعا تنمويا في قطاعات البنيات التحتية والنقل والموانئ والطاقة المتجددة بحوالي 2 مليار دولار.
وبهذه المناسبة الغالية لا يسعني إلا أن أعبر عن أحر وأجمل التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام.
كما نٌشيد عاليا بالشراكة الإستراتيجية المتينة بين الإمارات والمغرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من المجالات الحيوية، ونٌشيد أيضا بالتعاون الإماراتي المغربي في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لكل التحديات الأمنية التي تواجه البلدين الشقيقين.
وقبل الختام نتوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى ليحفظ الإمارات قيادة وشعبا ولينزل شآبيب الرحمة والغفران على شهدائنا الأبرار الذين قضوا في ساحات الشرف دفاعا عن الشرعية ليسطروا أسمى معاني الوفاء والإخلاص للوطن.

Related posts

Top