تضامن لا ينضب معينه في قرية تيلمسين

على بعد حوالي 60 كيلومترا عن ورزازات، غير بعيد عن وسط الجماعة القروية خزامة، تعود وتيرة الحياة الطبيعية تدريجيا إلى تيلمسين، الدوار الجبلي الذي لم يسلم من تداعيات زلزال الحوز.

ففي هذه القرية الصغيرة، ذات الـ 700 نسمة، والتي تتيح لزائرها مشاهدة المنظر الخلاب لمنطقة تازناخت، لا تخطئ العين زخم التضامن المبهر والصمود الذي يبعث على الطمأنينة في مواجهة هول الصدمة الناجمة عن الكارثة.

بالقرب من تيلمسين وبوسطها، ن صبت عشرات الخيام المجهزة بالأفرشة والأغطية من طرف السلطات المحلية وعناصر القوات المسلحة الملكية، وذلك من أجل إيواء كافة الأسر التي تضررت منازلها، فضلا عن توزيع أزيد من 700 سلة غذائية وبطانيات على المتضررين.

في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء تقول حورية “أنا حزينة لرؤية الأضرار التي لحقت بالسكان والدوار، لكنني فخورة وسعيدة، برؤية كل هذه الجهود التضامنية والصمود في وجه الم صاب. لقد منحنا دعم السلطات والسكان والمتطوعين القوة والطمأنينة”.

وعلى غرار جيرانها، أعربت هذه الناجية من الزلزال في تيلمسين عن امتنانها “للجهود الدؤوبة” التي بذلها مختلف المتدخلين منذ الساعات الأولى للزلزال بهدف إنقاذ وإغاثة أكبر عدد ممكن من الأرواح.

وأشاد إبراهيم، أحد سكان الدوار الذي فقد منزله جراء الزلزال، بـ”المساعدات المتواصلة” التي تقدمها السلطات من أجل توفير المأوى والمساعدات الغذائية والدعم الضروري لساكنة قريته، رغم صعوبة الوصول إلى هذه المنطقة الجبلية.

وقال خالد، وهو ناشط جمعوي شاب من تيلمسين قام بتعبئة عشرة شباب من دواره لمساعدة السلطات في تفريغ وتوزيع المساعدات المخصصة لضحايا الكارثة، “لقد أصابتنا الهزة بالهلع جميعا، ولكن حان الوقت للنهوض ودعم الفئات الأكثر هشاشة، ودعم السلطات لتجاوز الفاجعة”.

من جانبه، أبرز رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة إقليم ورزازات، محمد المنصوري، أنه “تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تمت تعبئة كافة الجهات المعنية لدعم ورعاية الأشخاص الذين أصبحوا بدون مأوى بعد الزلزال، لا سيما في مجال السكن والغذاء”.

وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عملية توزيع السلال الغذائية والخيام والأغطية انطلقت، يوم الاثنين، بإقليم ورزازات، واستهدفت 84 دوارا تتوزع على تسع جماعات، مضيفا أن توزيع المساعدات يتم تحت إشراف أعوان السلطة، مدعومين بعناصر من القوات المسلحة الملكية.

وفور وقوع الزلزال نهاية الأسبوع الماضي، هب ت السلطات المحلية والأطقم الطبية والتمريضية ومواطنو إقليم ورزازات لتقديم المساعدة والإغاثة للضحايا.

ومنذ الساعات الأولى لفجر السبت، توافد المواطنون من كافة الأعمار بأعداد كبيرة على المركز الجهوي لتحاقن الدم بورزازات للتبرع بالدم تضامنا مع ضحايا الزلزال. وقد تم بالفعل جمع المئات من أكياس الدم.

تصوير: أحمد عقيل مكاو

 

Top