عشية انعقاد المؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية، احتضن مقر التقدميين المغاربة، بالرباط، اللقاء التشاوري الثاني بين الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والديوان السياسي لحزب الكتاب، تأكيدا على الرغبة في استمرار التحالف بين الحزبين، وتقوية التنسيق بينهما.
وقد تداول الجانبان، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن اللقاء، مجموعة من القضايا التي تهم الراهن السياسي ببلدنا، وفي مقدمتها تطورات القضية الوطنية الأولى، من خلال مواقف الحزبين الثابتة، والتأكيد على انخراطهما في التعبئة للدفاع عن سيادة المغرب ووحدته، ومواجهة مؤامرات خصومه.
كما تم في هذا اللقاء تدارس ومناقشة تطورات الأوضاع الوطنية لبلادنا في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وما تستدعيه من مبادرات إصلاحية منبثقة من البرنامج الحكومي الذي تلتف حوله كافة مكونات الأغلبية الحالية، والذي يتوخى تعزيز النموذج الديمقراطي الوطني، وتنمية القدرات الاقتصادية والإنتاجية المغربية، والسير قدما نحو مزيد من العدالة الاجتماعية والمجالية.
وجددت قيادة حزب المصباح وحزب الكتاب، وفق ذات البلاغ، التأكيد على تعزيز وتقوية التنسيق والتعاون بين الحزبين وبين مختلف مكونات الأغلبية، سعيا إلى إنجاح التجربة الحكومية المشتركة الحالية، في أفق المزيد من الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة كلفت باقتراح آليات التنسيق المنتظم بين الحزبين في القضايا المطروحة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، على أن العلاقة بين الحزبين توطدت من أجل العمل على تحقيق أهداف نبيلة وطموحة، وأيضا من أجل الارتقاء بالممارسة السياسية والعلاقات البينية بين الفرقاء السياسيين، ودعم ممارسة سياسية نزيهة، قريبة من المواطنين ومن همومهم وتطلعاتهم.
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الحزبين اتفقا منذ البداية على الاشتغال انطلاقا من نقط الالتقاء، وكانت الأولوية للاشتغال على توطيد المسلسل الديمقراطي، وإعطاء دفعات أكبر لممارسة ديمقراطية سليمة، سواء في الممارسة السياسية عموما، أو في فترات الانتخابات، أو داخل المؤسسات، مؤكدا على أن هذا اللقاء الذي يأتي عشية المؤتمر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية هو تأكيد على مواصل العمل المشترك قبل وبعد هذه المحطة التنظيمية، مثل ما كان الاتفاق عليه بين الحزبيين قبل الانتخابات التشريعية، حيث قررا أن يكونا معا داخل الحكومة أو خارجها.
كما جدد سعد الدين العثماني تأكيده على مواصلة العمل بين الحزبين من أجل ممارسة حزبية سليمة، تحمل مواصفات الممارسة الشريفة القريبة من المواطن، ولكن أيضا، يضيف المتحدث، أن تكون أحزاب مستقلة في قرارها السياسي، وفي مواقفها، وفي تحالفاتها.
ووصف الأمين العام للعدالة والتنمية، العمل داخل الأغلبية الحكومية التي يرأسها، بـ “المنسجم” مشيرا إلى أن هيئة رئاسة ائتلاف أحزاب الأغلبية الحكومية تجتمع بشكل منتظم كل شهرين، وأن الجميع حريص على تقوية الأغلبية والحفاظ على انسجامها، مؤكدا، في الوقت ذاته، وعيه بطبيعة الإشكالات التي تعرفها بلادنا، على المستوى السياسي، والمستوى الاقتصادي، والمستوى الاجتماعي، ووعيه بانتظارات الشعب، وحرص الحكومة على تلبية تلك الانتظارات.
من جانبه، أوضح محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن هناك استمرارية للفعل السياسي المشترك، وأن ما قام به الحزبان منذ سنوات، يعد تجربة فريدة ومتفردة، في العالمين العربي والإسلامي، حيث اجتمعت فيها، يضيف الأمين العام، إرادتان تنتميان إلى مدارس سياسية مختلفة، وذلك بهدف مشترك وهو البناء الديمقراطي وخدمة المصالح العليا للوطن، والسعي إلى تنمية اقتصادية حقيقية، ومزيد من العدالة الاجتماعية والعدالة المجالية.
وجدد الأمين العام لحزب الكتاب، تأكيده على مواصلة تجربة العمل المشترك بين الحزبين بنفس الإرادة التي انطلقت بها، وبنفس الحرص على المساهمة في إنجاحها، وقال في هذا الصدد “تعلمون أننا ننتمي إلى مدرسة سياسية علمتنا أنه عندما نشارك، لا يمكن أن نضع رجلا داخل منطق المشاركة في الحكومة، وأخرى داخل منطق المعارضة”، مشيرا إلى أن ما يوجد عليه الحزبان اليوم هو استمرارية يتعين توطيدها، وتوطيد العلاقة بين باقي مكونات الأغلبية الحكومية، في إطار الوضوح وفي إطار العمل المشترك والسعي لإنجاح المهام الديمقراطية والاجتماعية.
وأضاف بنعبد الله أنه كلما سنحت الفرصة، يعبر حزب التقدم والاشتراكية عن بعض المواقف، ليس من باب انتقاد الحكومة، ولكن من باب الحرص على نجاحها، والاستجابة إلى عدد من تطلعات المواطنين والمواطنات، مشيرا إلى أن هناك شعورا بالقلق إزاء ما يعتمر المشهد الوطني، وإزاء ما يشعر به الكثير من المواطنين في أوساط شعبية مختلفة، وفي المناطق والأقاليم التي تشعر بالحرمان وعدم الاستفادة من ثمار التنمية.
وأشار بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية عندما اختار شعار “نفس ديمقراطي جديد” اختاره لثلاث غايات، أجملها في كون الديمقراطية المغربية هي في حاجة إلى نفس جديد والرفع من الشأن السياسي والحزبي، والرفع من مصداقية العمل السياسي، بالإضافة إلى الحاجة إلى ضخ نفس جديد في النموذج الاقتصادي، وإطلاق تعبئة وسط عموم الشعب المغربي من جديد، ومباشرة مجموعة من الإصلاحات التي من شأنها أن تقوي الديمقراطية.
< محمد حجيوي