برزت من جديد أرضية مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء إلى واجهة الأحداث على الصعيد الوطني، بعد الحالة التي كان عليها العشب خلال مباراة الرجاء البيضاوي ضد تونغيث السينغالي، برسم الدور الأول لعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم.
واتضح من خلال مجريات المباراة، أن الحالة السيئة التي كانت عليها أرضية الملعب، ساهمت في الخروج المبكر للرجاء من هذه المسابقة الأولى على الصعيد القاري، رغم أن الفريق المغربي لعب السنة الماضية دور نصف النهاية، وخرج خاسرا أمام الزمالك المصري.
عوامل أخرى ساهمت في حدوث هذا الإقصاء المر، فبالإضافة إلى وضعية الملعب، تضافرت أخرى مجتمعة، لتشكل حاجزا أمام مواصلة المشوار، بنفس إصرار الموسم الماضي، إلا أن سوء تدبير أطوار المباراة من الناحية التقنية، وعدم تغيير طريقة اللعب، والغياب المؤثر للمهاجم الأوسط الكونغولي مالانغو.
أضف إلى ذلك تغاضي الحكم الجزائري عن ضربة جزاء مشروعة، وإخفاق أغلب اللاعبين خلال مرحلة التنفيذ الضربات الترجيحية الحاسمة… كلها أسباب ومسببات، حكمت على الرجاء بالإقصاء.
ومباشرة بعد اندلاع ردود فعل غاضبة من طرف الجمهور الرياضي، ومعه مختلف الفعاليات المرتبطة بالمجال الرياضي، منددة بالوضعية السيئة التي كان عليها الملعب، خرج كالعادة المسؤول الأول عن مؤسسة التنشيط الرياضي والثقافي بولاية الدار البيضاء، والمتعاقد مع الجهة المسؤولة عن جانب الصيانة، محاولا تبرير الحالة السيئة التي فاجأت كل المتتبعين، رغم التكلفة العالية التي تطلبتها عملية الإصلاح، وتعدد مناسبات الإغلاق المتكرر كل سنة.
حسب الجواهري، فإن النسبة العالية للأمطار التي تهاطلت بوسط مدينة الدار البيضاء، هي السبب الرئيسي وراء تجمع المياه فوق العشب، مما حول رقعة الملعب إلى برك مائية، غير صالحة تماما لممارسة كرة القدم.
وكان بإمكان إدارة الرجاء التقدم باعتراض نحو الحكم الجزائري، يقضي بضرورة توقف أطوار المباراة، نظرا لاستحالة تدحرج الكرة بطريقة عادية، وهو شرط أساسي لإجراء مباراة في كرة القدم، إلا أن هذا التدخل لم يحدث، ليواصل الحكم قيادته لمباراة في ظل شروط غير مناسبة.
وعليه، فكل العوامل السلبية والحيثيات غير المناسبة، ساهمت مجتمعة في حدوث هذا الإقصاء القاسي، والذي لم تستسغه فئات واسعة من الجمهور الرجاوي، كانت تمنى النفس بإمكانية تألق فريقها في نسخة 2021.
البديل الآن، هو كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إلى جانب نهضة بركان البطل، والاتحاد البيضاوي الفريق الذي يواصل المغامرة بكثير من الإصرار والعزم الأكيد.
ثلاثي مغربي يدخل غمار دور المجموعات، والمؤمل هو أن لا تحكم القرعة مرة أخرى بتواجد ثلاثة أندية مغربية في نفس المجموعة، كما حدث سنة 2019، حيث سبق أن التقت كل من الرجاء البيضاوي، ونهضة بركان وحسنية أكادير بالمجموعة الأولى، إلى جانب فريق اوثوهو الكونغولي.
إذن، حالة أرضية الملعب كانت سيئة، لكنها لم تكن وحدها مسؤولة عن الإقصاء القاسي للرجاء المغربي.
>محمد الروحلي