ألغت جامعة كرة القدم شروطا سبق أن وضعتها بخصوص التعاقد مع اللاعبين الأجانب، شروط قوبلت منذ البداية بكثير من التحفظ، إلى حد الانتقاد بطريقة غير معلنة من طرف الأندية الوطنية.
جاء هذا الإلغاء قبل انطلاق الموسم الحالي، بتوصية من اللجنة التقنية التابعة للجامعة، ومن بين هذه الشروط، هناك شرط التوفر على 10 مباريات دولية، والسماح بالتعاقد مع 5 أجانب، وإشراك 4 لاعبين دفعة واحدة في المباراة، والإبقاء على الخامس بالاحتياط.
والمستجد في هذا الإطار، السماح بالتعاقد مع الحراس الأجانب خلال مباريات البطولة الاحترافية، وهو القرار الذي جاء ليلغي قرار سابق، عمره عشرين سنة، سبق أن اتخذته الجامعة، ويقضي بعدم السماح بجلب حراس أجانب.
ضمت هذه اللجنة أطرا تقنية، مرتبطة بالمجال منذ سنوات خلت كفتحي جمال، رشيد الطاوسي، بالإضافة إلى حضور مسيرين، كحكيم دومو ونورالدين البيضي وعبدالمالك أبرون وحسن الفيلالي، والملاحظ في هذه التركيبة، تواجد المسيرين أكثر من الأطر التقنية التي يعود لها بالدرجة الرأي الاستشاري في كل ما يهم الجوانب التقنية والفنية.
هذه التركيبة التي يطغى عليها تأثير المسيرين، تعكس للأسف واقع الحال، يكرس النظرة الدونية التي يتم التعامل بها، مع أهل الاختصاص، وبالتالي، فإننا لا نفاجأ بغياب النقاش التقني على الصعيد الوطني.
فعندما تم وضع شرط 10 مباريات، لم يطرح الموضوع للنقاش على نطاق واسع، ونفس الغياب عاد ليطرح مرة أخرى بعد إلغائه، والأمر سيان في العديد من الجوانب التقنية والاختيارات الفنية، وهنا يطرح دور ودادية المدربين، الجهاز المفروض أن تتطور هياكله وتنظيمه.
مبدئيا، فإن الودادية التي يترأسها منذ سنوات، عبد الحق رزق الله (ماندوزا)، الذي هو في نفس الوقت رئيس فريق الرسينغ البيضاوي (الراك)، والمسؤول الأول والأخير عن إدارته التقنية، من المفروض أن ترقى بوظيفتها، وتسمع صوتها عاليا، وعدم الاكتفاء كما هو حاصل الآن، بدور اجتماعي، ولعب دور الوسيط، والتدخل لحل الخلافات بطريقة ودية.
دور ودادية المدربين، لا يمثل إلا جانبا من الجوانب المرتبطة بالمجال التقني، فهناك متدخلون آخرون، وعليه، فإن النقاش لابد وأن يتحول إلى قضية وطنية، بروح من المسؤولية والتفكير في المصلحة العامة، وإلغاء النظرة الضيقة، وعدم اتخاذ المواقف، والقرارات بناء على حسابات خاصة.
محمد الروحلي