يستعد الناخب الوطني هيرفي رونار لإعلان عن لائحة المنتخب المغربي لكرة القدم للمشاركة بكأس الأمم الأفريقية التي ستحضنها مصر الشهر القادم.
وحسب ما يتسرب من أخبار، فإن رونار وجه الدعوة لمجموعة كبيرة من اللاعبين، وصل عددهم حسب بعض المصادر إلى 50 لاعبا، اللائحة المسربة تعتبر أولية، وسيتم تقليصها في المرحلة الأولى إلى 30 لاعبا، وفي المرحلة الثانية سيعلن عن قائمة نهائية لا تتعدى 23 لاعبا مؤهلا للمشاركة بالعرس الإفريقي.
وكالعادة، فالتركيز سيكون على العناصر الممارسة بالدوريات الأوروبية، مع حضور لافت هذه المرة للملتحقين بالدورات الخليجية وما أكثرهم، مع تخصيص جزء للاعبي البطولة الوطنية، إلا أن الاعتماد على المنتوج المحلي لن يتعدى في الغالب الطابع الشكلي ليس إلا…
هذا الحضور الشكلي هو ما يعتبر لغزا محيرا لكل من يرى الأمور بموضوعية، فرغم التطور الملحوظ الذي بدأت تعرفه البطولة المحلية، والذي يترجم من خلال مجموعة من المعطيات الدالة والمهمة، من بينها تألق الأندية سنويا على مستوى المنافسات القارية، وفوز المنتخب المحلي بكأس أمم إفريقيا للمحليين، تصدير لاعبين بصفقات مرتفعة، فإن كل هذه المميزات لا تؤخذ بعين الاعتبار لحظة إعداد اللوائح.
فلا يعقل أن لاعبي أندية مثل الوداد والرجاء البيضاويين ونهضة بركان وحسنية أكادير لا تتوفر على لاعبين قادرين على لعب “الكان”، وهي تظاهرة قارية، وهؤلاء اللاعبون المتألقون على هذا المستوى، قدموا الدليل في أكثر من مناسبة على إمكانياتهم الكبيرة، وتعودهم على الأجواء الإفريقية.
والغريب أنه حتى عندما تتم الاستعانة بلاعب أو لاعبين من البطولة، فإما يبقى حبيس كرسي الاحتياط كما هو الحال بالنسبة للمدافع الوداد أمين العطوشي الذي حضر دورة الغابون 2017 كلاعب متفرج، أو مدافع الرجاء بدر بانون الذي تم الاستغناء عنه في آخر لحظة، رغم وجود اسمه ضمن اللائحة الرسمية لمونديال روسيا.
المؤكد أن المنتخب الأول واجه مهمة للتسويق والتحفيز والانتشار، وإغفال هذا الجانب يعتبر خطأ، خاصة وأن هناك لاعبين يستحقون الدفاع عن القميص الوطني ولا يتم توجيه الدعوة لهم، بينما تحضر بالمقابل بعض العناصر تقل مستوى، بل هناك من هو احتياطي بفرق من الصنف الثاني بأوروبا، ورغم ذلك لا يتردد رونار في الاعتماد عليها، مع سبق الإصرار والترصد …
الدفاع عن القميص واجب وليس امتياز، وعلى هذا الاساس يجب التعامل من كل من لديه القدرة على حمله وتمثيله احسن تمثيل، دون ميز أو تهميش.
محمد الروحلي