توافد كبير للجالية المغربية على أرض الوطن بمناسبة عيد الأضحى

يشهد ميناء طنجة المتوسطة، خلال الأيام الجارية، توافدا كبيرا من أفراد الجالية المغربية الراغبين في قضاء عيد الأضحى المبارك بأرض الوطن إلى جانب عائلاتهم وذويهم، وذلك بعد أيام فقط من انطلاق عملية استقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج “مرحبا 2024″، بشكل رسمي، بحر الأسبوع الماضي، تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد السادس.

وعاينت بيان اليوم، خلال رحلة بحرية ذهابا وإيابا بين مينائي طنجة المتوسط والخزيرات، أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، توافد كبير للمغاربة المقيمين بالخارج، في ظل ظروف جد انسيابية، ساهمت فيها التعبئة الشاملة، لوجستيا وبشريا، التي بدأت مع انطلاق عملية “مرحبا 2024″، لمرافقة ومساعدة مغاربة العالم، سواء خلال مرحلة قدومهم إلى المغرب أو مرحلة عودتهم إلى ديار الإقامة ببلدان المهجر.

وعبر عدد من أفراد الجالية، الذين التقتهم بيان اليوم على مستوى مناطق العبور، وداخل سفينة بلاريا، عن سعادتهم بتجديد الصلة مع الوطن وعائلاتهم وأحبابهم، خاصة في هذا السياق الذي يجمع العطلة الصيفية ومناسبة عيد الأضحى.

“أنا جد سعيدة بزيارتي للمغرب، خاصة أنني لم أقم بزيارته لقرابة سنتين بسبب ظروف خاصة، أنا متشوقة جدا للوصول إلى بيتي بمدينة خريبكة، لألتقي عائلتي وكل الأحباب”، هكذا عبرت فاطمة المقيمة بفرنسا، لبيان اليوم عن فرحتها بعودتها إلى الوطن.

من جهته قال إبراهيم، من مدينة مشرع بلقصيري، إنه لا يتردد في استغلال أي فرصة لاصطحاب أسرته الصغيرة إلى الوطن، حتى يكبر حب الوطن في أبنائهم ويستمر فيهم الشعور بالانتماء إليه ولثقافته الغنية والجميلة”.

وعن ظروف التنقل، أكد سعيد على أن المغادرة والعبور وأيضا الدخول لأرض الوطن، كل شيء مر بشكل جيد جدا، مؤكدا على أنه لم يكن هناك تأخيرات أو أي شيء من هذا القبيل، منوها بفاعلية السلطات المغربية والإسبانية لإنجاح العملية، كما أشاد المتحدث ذاته بجودة الخدمات التي تقدمها شركة النقل البحري الإسبانية بالياريا 15، خاصة تقديم الطعام الحلال وتوفير فضاء للصلاة وفضاءات للترفيه.

هذا وقد وضعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمختلف نقط الاستقبال، داخل المغرب وخارجه بكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، حسب بلاغ سابق للمؤسسة، مجموعة من التدابير لمواكبة ومساعدة أفراد الجالية أثناء مرحلتي الوصول والعودة من وإلى المغرب، وذلك بموازاة مع باقي الترتيبات والتدابير المتخذة من قبل الأطراف المتدخلة في تنفيذ العملية.

وأكد المسؤول عن القطب الطبي والإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، عمر موسى عبد الله، في تصريح صحافي سابق بالمناسبة، أن عملية مرحبا 2024، انطلق لاستقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج في أفضل الظروف، مبرزا أن “مؤسسة محمد الخامس للتضامن ترى أن هذا العام سيكون استثنائيا بفضل التعبئة الشاملة والكاملة والقوية منذ بداية العملية”.

وأشار إلى أنه لضمان مرور العملية في ظروف جيدة حرصت المؤسسة عل تعبئة 1400 من أطر ومساعدات اجتماعيات وأطر طبية وشبه طبية منذ بداية عملية “مرحبا 2024”.

إلى جانب الخدمات بمناطق العبور، ذكر المسؤول بأن المؤسسة وضعت رقما أخضرا مجانيا رهن إشارة مغاربة العالم، إلى جانب تعبئة المكتب المركزي للتنسيق، والذي يجمع ممثلين عن كل المؤسسات الحكومية والمصالح الإدارية، من أجل الاستجابة بصورة عاجلة وتسوية كل المشاكل التي قد تعترض مغاربة العالم والبحث عن حلول لها.

وذكر بأن عملية مرحبا خلال العام الماضي شهدت استقبال ما يفوق 3 ملايين و126 ألف مغربي من مختلف أنحاء العالم، متوقعا أن يكون “التوافد استثنائيا” هذه السنة أيضا.

يذكر أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تقوم بتنفيذ وتنسيق هذه العملية، تشكل الواجهة الأساسية للتواصل مع أفراد الجالية، حيث قامت بفتح أربعة وعشرين (24) فضاء للاستقبال “مرحبا”، تقدم من خلالها خدمات المساعدة الاجتماعية والرعاية الطبية.

كما يتم تعزيز الخدمات الإنسانية بتوفير مداومة يسهر عليها مكتب التنسيق المركزي المتواجد بمدينة الرباط، والذي يعمل تحت إشراف المؤسسة، حيث يقوم هذا المكتب بالمساعدة الهاتفية، كما يتتبع السير اليومي للعملية ويتأكد من معالجة جميع الطلبات بشكل صحيح.

أسطول بحري يستجيب لحاجيات الجالية

في سياق متصل، توفر شركة النقل البحري الإسبانية بالياريا 15 رحلة يومية مع المملكة المغربية خلال عملية مرحبا، إذ زادت الشركة التي رافقت الشركة إحدى رحلاتها، عرضها من المقاعد بنسبة 15% مع خدمات ملائمة للمسافرين المغاربة، مثل خدمة الهاتف باللغة العربية والطعام الحلال وغرفة للصلاة.

وبدأت شركة النقل البحري الإسبانية بالياريا، أمس الأربعاء، برامجها الخاصة للنقل البحري هذا الأسبوع لتلبية الطلب المرتفع من الركاب خلال عملية مرحبا التي تستمر من 13 يونيو إلى 15 شتنبر.

وخططت الشركة لـ 15 رحلة يومية إلى المملكة المغربية وزيادة بنسبة 15٪ في المقاعد مقارنة بالعام الماضي على خطوطها بين الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، وبين موتريل وطنجة المتوسط، وبين ألميريا والناظور.

وتقدم بالياريا 12 رحلة يومية إلى طنجة المتوسط من الجزيرة الخضراء بواسطة عبارتين وسفينة عالية السرعة تبحر 24 ساعة في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، لديها خط يربط مدينة طنجة بموتريل برحلة يومية. من ناحية أخرى، في تحافظ شركة النقل البحري على رحلتين يوميا إلى الناظور من ميناء ألميريا.

ولخدمة حركة المرور من أوروبا المتجهة إلى المملكة المغربية، تمتلك شركة بالياريا ست سفن مزودة بخدمات تتكيف مع الركاب. ومن هذا المنطلق، فإن مساعدي الركاب يتحدثون العربية والفرنسية، والسفن التي تغطي المسارات تقدم الطعام الحلال، وبها غرف مخصصة للصلاة ومناطق لترفيه الأطفال.

نقاط البيع على الطريق البري

قامت بالياريا بتوسيع فريق الخدمة الهاتفية من خلال ضم المزيد من المشغلين الناطقين باللغة العربية للرد على الاستفسارات الهاتفية. كما تمتلك الشركة شبكة تجارية تضم 21 نقطة بيع على طول الطرق البرية في المغرب وإسبانيا، حيث يمكن للمسافرين، بالإضافة إلى شراء تذاكرهم، الاستفادة من مزايا العضوية في نادي بالياريا.

عززت بالياريا فرق عمليات الموانئ ومكاتب التذاكر وأطقمها بما يقرب من 200 شخص لتقديم خدمة أفضل.

مليون مسافر عام

قامت شركة النقل البحري الإسبانية بالياريا بنقل 950 ألف مسافر على خطوطها الواصلة مع المملكة المغربية في السنة المالية 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 28% مقارنة بعام 2019، وهو العام السابق لفرض القيود على التنقل. كل هذا يُترجم إلى ما يقرب من 20% من إجمالي الركاب الذين يسافرون على الخطوط الدولية توجهوا نحو المملكة المغربية.

فيما يتعلق بالبضائع، قامت شركة بالياريا في عام 2023 بزيادة نقل البضائع بنسبة 33٪ مقارنة بالعام السابق ووصلت إلى 150.000 شاحنة.

الاستدامة

بالياريا هي شركة شحن رائدة في مجال الاستدامة بفضل التزامها بالتنقل الصديق للبيئة من أجل التقدم في عملية إزالة الكربون. يتم تطبيق هذا الالتزام أيضا في المملكة المغربية، حيث تقدم أربع خدمات يومية بواسطة واحدة من أكثر السفن كفاءة بيئيًا في أسطولها: العبارةنابوليس. يتعلق الأمر بسفينة تعمل بمحركات مزدوجة؛ وهي تقنية متعددة الاستخدامات تسمح بالإبحار بأنواع مختلفة من الوقود، مثل الغاز الطبيعي حاليًا أو المصادر المتجددة الخالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فى المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن الشركة هي رائدة في استخدام الغاز الطبيعي، حيث إنه على الرغم من اعتباره طاقة انتقالية إلا أنه يسمح لها بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30%. وأكسيد النيتروز بنسبة 85% والكبريت وانبعاثات الجسيمات الملوثة بنسبة 100%. علاوة على ذلك، في عام 2023، ضمت بالياريا أيضًا عبارتان ذات الدفع الكهربائي وأصبحت أول شركة بحرية إسبانية تحصل على شهادة Green Marine Europe، وهو ختم يجعلها شركة بحرية رائدة من حيث الاستدامة.

خدمة الاتصال “مرحبا”

من جهة أخرى، يشار إلى أن خدمة الاتصال “مرحبا” متوفرة 7 أيام في الأسبوع و24 ساعة في اليوم طيلة مدة العملية. وذلك عبر الرقمين 5666 20 537 212 00 و 6666 20 537 212 00 للتواصل مباشرة من خارج أرض الوطن، وللتواصل مباشرة من المغرب على الرقم الأخضر المجاني 23 23 000 080 و93 907 08086.

كما يمكن الاتصال على أرقام الهواتف التالية: إيطاليا (جنوة) 89 94 1212 35 39 00، وفرنسا (مرسيليا) 093 716 780 33 00، وفرنسا (سيت) 161 299 617 33 00، وإسبانيا (موتريل) 433 669 631 34 00، وإسبانيا (ألميريا) 290 508 632 34 00، وإسبانيا (الجزيرة الخضراء) 700 540 632 43 00.

 

 ***************

المدير العام لشركة بالياريا، جورج بسول: عملية مرحبا تمثل لنا لحظة مهمة للغاية وتقع على عاتقنا مسؤولية دعم تنمية ضفتي البحر الأبيض المتوسط

 

قال المدير العام لشركة بالياريا، جورج بسول، عملية مرحبا لحظة خاصة للغاية لزبنائهم من المسافرين المغاربة، مضيفا: “نريد تلبية لتوقعاتهم من خلال جدول زمني مكثف وأسطول تنافسي وأفضل خدمة من حيث الموثوقية والراحة”.

وأبرز بسول في حوار خاص مع جريدة بيان اليوم، أن بالياريا شركة إسبانية مغربية، تمثل الجسر بين البلدين، بين الثقافتين، معتبرا أن مهمتهم الرئيسية هي تسهيل تبادل الأشخاص والسلع والثقافة والاقتصاد بين هذين البلدين، ولذلك تقع على عاتقهم مسؤولية دعم تنمية ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

وأكد بسول على أن عملية مرحبا تمثل لهم لحظة مهمة للغاية في نشاطهم التجاري والعملياتي، مشيرا إلى أنه في العام الماضي قاموا بنقل ما يقرب من مليون شخص خلال عملية مرحبا، وأنهم يتوقعون نقل الكثير من الأشخاص مرة أخرى هذا العام، لأن هذه هي رسالتهم. وهذا نص الحوار:

كيف تستعدون لبدء عملية نقل الجالية المغربية؟ وما هي طموحاتكم؟

نحن متحمسون للغاية لبدء عملية مرحبا الجديدة، لأنها لحظة خاصة للغاية لمسافرينا المغاربة ونريد تلبية لتوقعاتهم من خلال جدول زمني مكثف وأسطول تنافسي وأفضل خدمة من حيث الموثوقية والراحة.

الطموح هو أن نكون مرة أخرى شركة النقل البحري التي تنقل أكبر عدد من المغاربة خلال عملية مرحبا، كما حدث العام الماضي. ففي سنة 2023، قامت شركة النقل البحري بزيادة عدد الركاب بنسبة 30% خلال عملية مرحبا التي تتركز فيها 60% من رحلات العام بأكمله مع المملكة المغربية.

وكما تعلمون، نحن شركة بحرية إسبانية تعمل مع المغرب منذ أكثر من 20 عاما، وهو جزء من قلوبنا؛ جزء كبير من فريقنا مغربي، لذلك نعتبر أنفسنا شركة إسبانية مغربية، ونحن جسر بين البلدين، بين الثقافتين، لأن مهمتنا الرئيسية هي تسهيل تبادل الأشخاص والسلع والثقافة والاقتصاد بين هذين البلدين، ولذلك تقع على عاتقنا مسؤولية دعم تنمية ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

أي أهمية لعملية مرحبا ضمن نشاطكم التجاري؟

بالنسبة لنا، تمثل عملية مرحبا لحظة مهمة للغاية في نشاطنا التجاري والعملياتي. في العام الماضي قمنا بنقل ما يقرب من مليون شخص خلال عملية مرحبا، وهو عدد كبير من الأشخاص. ونتوقع أن ننقل الكثير من الأشخاص مرة أخرى هذا العام، لأن هذه هي رسالتنا.

للقيام بذلك، يجب علينا إعداد القوارب جيدا، وإعداد الطواقم جيدا، وإعداد الطعام جيدا، وإعداد غرف الصلاة جيدا، وإعداد الغرف جيدا للأطفال، والتحضير جيد، وأيضا رقمنة التذاكر والمبيعات حتى يتمكن كل هؤلاء الأشخاص الذين يريدون العودة إلى بلادهم من قضاء وقت ممتع خلال العبور، لأن الكثير منهم يأتون من أوروبا إلى المغرب، ويقضون أسبوعين أو شهرا أو أكثر في المنزل، وبالتالي يجب أن تكون فترة العبور هذه أيضا ممتعة.

لا يتعلق الأمر فقط بواجب العبور؛ نراها في كل مرة نشارك فيها على متن القارب، تتغير نظرات الأشخاص ووجوههم من وقت وجودهم على الرصيف إلى وقت صعودهم على متن القارب. عندما يصعدون على متن القارب، يشعرون أخيرا وكأنهم في منزلهم تقريبا، ولذا فإننا نعتبر أن القارب هو بالفعل جزء من الوجهة في الواقع.

قلت إنكم بالفعل شركة إسبانية مغربية، كيف تساهمون في تعزيز التعاون بين البلدين؟

نحن نكسب لقمة عيشنا من النقل البحري بين البلدين، ولكننا لا نكسب رزقنا منه فحسب، بل إن مسؤوليتنا هي تعزيزه، لأننا على قناعة تامة بأنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتحركون، زادت معرفة بعضهم البعض، كلما تبادلوا ثقافتهم، كلما تبادلوا معرفتهم. وتنمية كلا البلدين تتطلب المزيد من التواصل.

ما هي استراتيجيتكم لتحقيق الاستدامة؟

نقوم أولا بتنفيذ تحديث كبير لأسطولنا بسفن جديدة، إذ نقوم كل عام بإخراج سفينة أو سفينتين جديدتين، وهي استثمارات مهمة للغاية، ولكن علاوة على ذلك، قطعنا التزاما مهما للغاية تجاه الغاز الطبيعي، والذي نعرف أنه وقود انتقالي، ولكنه يولد انبعاثات أقل بنسبة 30٪ من الوقود التقليدي، وهو مساهمتنا في الاستدامة.

وبالتالي فإن الطرق السريعة البحرية هي طريق للاستكشاف والتطوير، لأننا نعتقد أن النقل البحري لا يمكن استخدامه لعبور البحر فحسب، بل أيضا لمرافقة الشاحنات بشكل جيد داخل القارة الأوروبية، مع خطوط يمكنها المغادرة من طنجة إلى فرنسا أو إلى بلدان أخرى حيث ينتهي بهم الأمر.

وبما أن القارب أيضا أقل تلويثا من الشاحنة، إذا صعدت الشاحنات على متن القارب كما هي الحال في القطار، فسنكون جميعا أقل تلويثا كمجتمع.

بعد سنوات، سيكون للبلدين (المغرب وإسبانيا) إضافة إلى البرتغال حدث هام ومشترك وهو كأس العالم 2030، كيف تستعدون للمساهمة في إنجاح هذه التظاهرة؟

في الواقع، سيكون كأس العالم لكرة القدم حدثا عالميا حيث سيأتي الناس من جميع أنحاء العالم لزيارتنا في إسبانيا والمغرب والبرتغال، وبالنسبة لنا، واجبنا تحقيق التواصل بين القارتين، وسيكون لنا دور في ذلك.

ندعم كل هؤلاء الأشخاص الذين سيزوروننا، بالإضافة إلى مواطنينا الذين سيأتون لمشاهدة المباريات. ونأمل أن تكون لدينا قوارب في حالة جيدة، وخدمات في حالة جيدة، حتى تفخر إسبانيا والمغرب بما سنقدمه لجميع هؤلاء الأشخاص الذين سيأتون من البرازيل وأستراليا والولايات المتحدة والصين، وما إلى ذلك لمشاهدة فرقهم تلعب.

عبد الصمد ادنيدن

Top