جمال كريمي بنشقرون: فخورون بنجاح هذا الملتقى ونعتبره محطة إيجابية

على هامش اختتام أشغال ملتقى طنجة المتوسطي للشباب والديمقراطية، الذي نظمته الشبيبة الاشتراكية بطنجة بين الجمعة والأحد الماضيين، حاورت “بيان اليوم” جمال كريمي بنشقرون الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، وذلك للاطلاع عن كثب على أهم خلاصات هذا الملتقى الشبابي، وكذلك لاطلاع على أهم الخطوات التي ستعمل عليها مستقبلا الشبيبة الاشتراكية التي تخوض نشاطا كبيرا على مستوى الديبلوماسية الموازية والتي تهدف من خلالها إلى خلق نقاشات بين الشباب من مختلف الدول عبر عقدها للقاءات عديدة مع شبيبات حزبية أخرى من دول عربية وأخرى أوروبية.

> بداية، وبعد اختتام ملتقى طنجة المتوسطي للشباب والديمقراطية في نسخته الأولى كتجربة جديدة خاضتها الشبيبة الاشتراكية، ما تقييمكم لأيام هذا المحفل الشبابي؟

< أولا نحن في الشبيبة الاشتراكية فخورون بنجاح هذا الملتقى وبالنسبة للتقييم فلا يمكننا إلا أن نقيمه إيجابا ونعتبره محطة إيجابية لأن الشبيبة الاشتراكية، كمنظمة موازية لحزب التقدم والاشتراكية، لها دور وباع طويل في العمل الديبلوماسي الشبابي، واليوم، تكرس لذلك من داخل المغرب عبر هذا الملتقى، الذي انعقد بطنجة كمدينة لها رمزية ودلالات في عدد من الملفات التي نسجت خيوطها في هذه المدينة في إطار العلاقات الدولية منذ عهد بعيد، وشباب حزب التقدم والاشتراكية ومن خلال لقاءه مع شباب الضفتين، وأساسا من إسبانيا، يجعل من هذا الملتقى فضاء للحوار وفضاء للنقاش في مختلف القضايا التي يراها عالقة بين الدول. وهنا نسجل أن الشباب ومن خلال آلية الديبلوماسية الموازية يمكن أن يسهل ويبسط عمل الديبلوماسية الرسمية لحكومات هذه الدول.

> هناك عزوف كبير لانخراط الشباب في العمل الحزبي، ما هو دور الشبيبات الحزبية في تأطير الشباب خصوصا من خلال هذه الملتقيات؟

< صحيح نحن نعاني من هذا الإشكال السلبي، وحين تطرح هذا السؤال أستحضر المشاكل حتى من داخل مؤسساتنا الحزبية والشبابية، بحيث انتقل النضال إلى العالم الافتراضي والشبكات الاجتماعية التي أصبحت هي الأساس، في حين نلاحظ الغياب عن الميدان، وهذا أصبح باديا للجميع، كما أنه أمر مؤسف وسلبي.
 لكن يمكننا أن نربطه ببعض الأساليب التي تعيق مثل هذه المبادرات والأفكار البناءة، فالشباب اليوم غاب بفعل عنصرين أساسيين، الأول إرادي والثاني إشكال مرتبط بتغييب الشباب وذلك بإقصائه من مجموعة من السياسات والقطاعات التي من شأنها أن تعزز حضوره، خصوصا على المستوى السياسي، من قبيل التعليم والثقافة والرياضة، وهذه كلها قطاعات لا بد أن تعطاها الأهمية وتوفر لها الإمكانيات المادية واللوجستيكية حتى يتسنى لنا كشبيبات حزبية وكمنظمات وهيئات المجتمع المدني أن يسهل لدينا التواصل والالتقاء بالشباب.
والمغرب محظوظ بتوفره على كتلة شابة في الهرم الديمغرافي والتي تعتبر ثروة لامادية يحسد عليها من قبل العديد من دول العالم، اليوم هذه الثروة لا تستغل بالشكل الذي يعطي إيجابية في المسار التنموي، أساسا على المستوى السياسي، كما ذكرت سالفا.

> القضية الوطنية كانت حاضرة في قلب النقاشات الدائرة بين المشاركين في هذا الملتقى الشبابي، كيف يمكن قراءة هذا المعطى؟
< نعم، كانت حاضرة، لكن الملف الأساسي المتعلق بالوحدة الترابية يندرج ضمن الملفات الكبيرة التي طبعت هذا الملتقى، الأكيد أن هذا المعطى إيجابي بحيث أن حوار الدول مع بعضها البعض وإيجاد سبل معالجة القضايا أمر جيد طبعا. وخلال هذا الملتقى تحدثنا عن حقوق الإنسان وتحدثنا عن الإرهاب وعن الهجرة. والمغرب عندما ينظم مثل هذه الملتقيات عبر تنظيمات موازية وآلية ديبلوماسية موازية كذلك فهو يبعث رسائل لمن تغيب عنهم الحقائق الأساسية في ملف قضية الوحدة الترابية وينادي، من خلال مثل هذه اللقاءات ما بين الشعوب، أنه يمكن معالجة الاختلاف القائم بين الحكومات أو مختلف قيادات الدول، هذا الملف الذي عمر طويلا وهذا النزاع المفتعل كان بودنا أن يحضر معنا شباب من الجزائر وتونس ودول أخرى حتى يتسنى لنا أن نعمق النقاش أكثر فيه، وهذا طموحنا في الدورة الثانية والدورات المقبلة لأننا نريد من هذا الملتقى أن يشكل مناسبة وعرسا سنويا.

> هل ممكن أن نعتبر هذا الملتقى علبة لإنتاج الأفكار، خصوصا من خلال تنوع أنشطته والقضايا التي يخوض فيها؟

< بطبيعة الحال، وهذا ما عبر عنه البيان الختامي للملتقى الذي تضمن عددا من الأفكار والتوصيات التي تدفع في هذا الاتجاه وذلك في إطار الديبلوماسية الموازية، فالمغرب اليوم حقق مكتسبات كثيرة وطور آليات التعاون والانفتاح لمعالجة هذا الملف وملفات أخرى، فالطرف الأوروبي الآخر في حاجة إلى المغرب كجسر للتواصل بينه وبين دول إفريقيا ودول جنوب الصحراء، فاليوم قضية الإرهاب والهجرة نقطتين أساسيتين، يعطي فيها المغرب طابعا استراتيجيا وأمنيا كبيرا لهذه الدول، كما أنه ومن خلال هذا الملف يمكن أن نخطو خطوات مهمة في قضايا أخرى. ونتمنى فعلا أن يركز النقاش على الجانب التنموي من الدول النامية والدول السائرة في طريق النمو، وذلك كون الدول المتقدمة والنامية يتوجب عليها أن تقدم سبل الدعم والعون للدول الفقيرة والدول التي تعاني، وهذا هو المنطلق الأساس لإيجاد الحلول للملفات العالقة.

> كيف تفكرون مستقبلا في تطوير هذا الملتقى وإشراك دول أخرى وذلك بعد أن قررتم ترسيم هذا الملتقى بطنجة؟

< بالفعل سنعمل على ذلك، وأولى الخطوات هي أننا سننظم اجتماعات أولية ولقاءات تحضيرية قبلية في غضون السنة المقبلة قبل انعقاد الدورة الثانية، كما قمنا بذلك مع الطرف الإسباني في هذه الدورة، وبالتالي سنعمل على تنظيم أيام دراسية وبعض الندوات وتوقيع بعض الاتفاقيات التعاون بين الطلبة في الجامعات وأيضا توطيد العلاقات بين الشباب في مجال التطوع المدني، في البيئة والصحة والتعليم، حتى يمكن أن نقرب الهيئات الشبابية وهيئات المجتمع المدني، ثم في خطوة موالية سيمكننا ذلك من فتح الحوار من داخل المؤسسات الدستورية من قبيل البرلمان ومسؤولي الشأن الخارجي وفي حكومات الدول، وهذه من الخطوات التي يمكننا أن نصل بها إلى أفضل رؤية استراتيجية لهذا الملتقى حتى يمكن أن يكون في نهاية المطاف ذلك الملتقى الذي يعول عليه لتلطيف الأجواء وتسوية الخلافات وإيجاد الحلول المناسبة والمرضية لجميع الأطراف.

> حاوره: محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top