تستعد جامعة كرة القدم بداية من الأسبوع القادم، لصرف الشطر الثالث من المنح المخصصة للأندية الوطنية في البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، وكذا أقسام الهواة، مع الحرص على عدم حدوث أي تأخير تفاديا لأي انعكاس سلبي، في ظل التزامها بمجموعة من المصاريف تجاه اللاعبين والموظفين والعاملين.
وجاء هذا الإجراء الذي أقدمت عليه الجامعة، مراعاة للفترة الاستثنائية التي يمر بها المغرب، على غرار باقي دول العالم، من جراء تفشي وباء كورونا، والذي فرض توقف كل الأنشطة، بما فيها الجانب الرياضي الذي عرف هو الآخر توقفا شاملا، منذ بداية شهر مارس الماضي، مما عرض الأندية لخسائر مالية كبيرة، جعلها تجد صعوبة في تغطية التزاماتها.
وبدون شك، فإن ما تعيشه الأندية المغربية من وضعية صعبة لا تختلف عما تعيشه باقي الأندية على غرار باقي البطولات بجل دول العالم، إلا أن الاجتهادات تختلف من دولة لأخرى، وبالتالي فإن الفرق المغربية مطالبة هي الأخرى بالاجتهاد في البحث عن موارد إضافية من جهة، وثانيا الدخول في مفاوضات خاصة مع اللاعبين، من أجل مناقشة إمكانية تقليص الرواتب، ولو بنسبة قليلة قصد المساهمة في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
لنأخذ مثلا من تفاصيل الاجتماع الطارئ الذي عقده مسؤولو إدارات الأندية الأوروبية، بداية هذا الأسبوع عبر “فيديو كونفرانس”، تم خلاله الحث على مسألة تخفيض أجور اللاعبين، وطرح “خطة طوارئ” تشمل دراسة التقليل من رواتب اللاعبين لمدة عام، كإجراء يمكن من خفض الخسائر المالية التي تعرضت لها الأندية.
كما تم خلال هذا الاجتماع إعادة صياغة ميزانيتها المالية هذا الموسم، بسبب الخسائر المالية التي لا يمكن تعويضها بسبب انقطاع الإيرادات التي يحصلون عليها من البث التلفزيوني والمتاحف والمتاجر والدعاية والإعلان والرعاية، ومكاتب بيع التذاكر والضيافة وتذاكر الشخصيات المهمة، وأكاديمياتها حول العالم.
كلها إجراءات استعجالية تبحثها حاليا إدارات الأندية بالقارة العجوز، قصد مواجهة تداعيات أزمة طارئة، تسائل أنديتنا الوطنية الغارقة في سبات عميق، منذ دخول الإجراءات الاحترازية حيز التطبيق.
فقد كان المفروض أن تناقش الأندية عبر عصبتها الاحترافية لكرة القدم، مختلف السيناريوهات المحتملة والمطروحة أمامها، ومناقشة كل الاحتمالات الممكنة، دون انتظار كالعادة المبادرات التي تأتي من طرف الجامعة المشرفة على الشأن الكروي على الصعيد الوطني.
فاذا كانت الأندية تطالب منذ مدة بالاستقلالية، فلتتفضل بممارسة صلاحياتها، حتى تظهر للرأي العام كفاءة مسيريها في ظل هذه الأزمة الطارئة.
محمد الروحلي