جهة سوس ماسة تحتضن النسخة الثانية للمعرض البيداغوجي للمدن الذكية

أعلن المشاركون ضمنهم جامعيون، مهندسون، خبراء ومقاولون، الجمعة الماضي، بغرفة التجارة والخدمات والصناعة لسوس ماسة، عن تنظيم النسخة الثانية للمعرض البيداغوجي للمدن الذكية، بجهة سوس ماسة، تحت شعار: ” المدينة الذكية في خدمة المواطن العربي الافريقي”، وذلك أيام 14، 15 و16 ماي المقبل.

وأكد هؤلاء في لقاء صحافي،أن المعرض سيشكل فرصة للخبراء، والشركات الناشئة والممولين والمقاولين وصناع القرار والباحثين المبتكرين، لمناقشة وتقديم إجابات ابتكارية للتحديات الحالية للتطور التكنولوجي للمدن المغربية، مستقبلا، على مختلف الجوانب المرتبطة على وجه الخصوص، بالحكامة والسياحة الذكية، والتنمية المستدامة وانتقال الطاقة والتحول الرقمي، وتسهيل التنقل الحضري، والطب عن بعد والحكامة في تسيير الشأن المحلي.

لطفي بناني: المعرض فضاء للتواصل بين الفاعلين السياسيين ومكاتب الدراسات والمصنعين والخبراء

اعتبرالمهندس لطفي بناني،مدير مكتب الدراسات الهندسية ” اينوفاتيل انجنييريينغ “، أن الهدف الأساسي من تنظيم المعرض، هو إنشاء جسور مابين الفاعلين السياسيين وعمداء المدن ورؤساء الجهات من جهة، ومكاتب الدراسات والمصنعين الذين  ابتكروا حلولا للمدن الذكية، من جهة أخرى .

وأشار المهندس بناني، أنه بالموازاة مع فعاليات المعرض، ستحتضن الجامعة الدولية لأكادير، عدة ندوات لمناقشة مجموعة من المواضيع، ضمنها، الحكامة ، السياحة الذكية، ، الاقتصاد في مجال الطاقة، الإضاءة في المدن وفي ضواحيها ، الرقمنة في الجماعات الترابية، وبرامج معلوماتية لصالح المواطنين، إضافة لموضوع البيئة الملائمة داخل المدن، وموضوع ترشيد الفرشة المائية في المدن والسلامة الطرقية.

وكشف لطفي، في ذات اللقاء الصحافي، الذي أدارته باقتدارالأستاذة خولة يعقوبي، أن المهندسين المغاربة يتوفرون مثلا اليوم على حلول في تصاميم البناء المقاومة للزلازل والسياحة الذكية.

وعن جديد هذه النسخة الثانية، قال إن الأمر يتعلق بتنظيم ورشة خاصة بالحكامة، باعتبار أن الحكامة عنصر أساسي في وضع سياسة المدينة، خاصة الذكية منها، مع تقديم الابتكارات والحلول اللازمة للمساهمة في الرفع من مؤشر مدينة أكادير للرقي بها إلى مصاف المدن المصنفة عالميا في ميدان المدن الذكية.

وأوضح بالمناسبة، أن المدينة الذكية هي مفهوم جديد يعتمد على مقاربة شمولية تتمثل في تكامل أنظمة المعلومات المختلفة وأنظمة المدينة المعقدة مثل النقل والصحة والطاقة والحكامة والأمن والبيئة وغيرها، وذلك من أجل بناء نظام بيئي للابتكار يستغل بطريقة ذكية الثراء المعلوماتي للبيانات التي تم إنشاؤها وجمعها لاقتراح حلول للمشاكل الجديدة للمدن الحديثة الكبيرة.

وعن إيجابيات المدن الذكية، أكد المهندس لطفي، أنها توفرمجموعة من الأدوات والنماذج لتحسين الموارد الطبيعية والمالية وتجعل من الممكن تعزيز استدامة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تحترم البيئة وتلبي احتياجات المواطنين.

وتوجه بالمناسبة، بالشكر لوالي جهة سوس ماسة على كل الخدمات التي قدمها للمنظمين وكذا مجلس جهة سوس ماسة والمجلس البلدي لأكادير وباقي الشركاء  والمحتضن الرسمي على مساعدتهم لإنجاح  هذا المعرض في نسخته الثانية.

وأكد المهندس لطفي، أنه بعد نجاح النسخة الأولى التي احتضنتها جهة الدار البيضاء- سطات، وجهة سوس ماسة هذه السنة، سيتواصل تنظيم باقي النسخ في باقي جهات المملكة، بتنظيم كل نسخة في كل سنة.

إلياس مجدولين: الجامعة ستسهر على توفير التكنولوجيا الضرورية ووضعها في خدمة الفاعلين الاقتصاديين والفاعلين في مجال التعليم العالي

ومن جهته، اعتبرالدكتور الياس مجدولين نائب الرئيس المكلف بالشؤون الأكاديمية والبحث العلمي بالجامعة الدولية لأكادير، أن مساهمة الجامعة في  المعرض تتمثل في توفير البنية التحتية الضرورية لاستضاف هذا الحدث في نسخة الثانية وتوفير الضمانات اللازمة لإنجاحه.

 وأضاف أن استضافة الجامعة للنسخة الثانية، سيكون مناسبة للإشتغال على ثلاثة محاور أساسية، الأول في نظره، يتجلى في البعد البيداغوجي، مؤكدا في هذا الصدد، ان كلمة البيداغوجي  لها بعد واسع،  ويتجاوز الورشات والندوات،  والبعد الثاني يتمثل في إدماج الطلبة الافارقة في هذا المعرض، بحيث أن 30 في المائة من المشاركين في المعرض، هم طلبة، من دول جنوب الصحراء، في حين، أن البعد الثالث يتجسد في نظره في أهمية  البحث العلمي والتجديد،  ودائما مايتم الربط فيما بينهما، لأن العلم التطبيقي يمكن  أن يخلق  فرص  لإنتاج حلول  جديدة  وكذلك خلق  مقاولات ناشئة.

وأكد أيضا في معرض مداخلته، أن المعرض فرصة للقاء الفاعلين الاقتصاديين في المجال المتعلق بالمدن الذكية مع المنظومة التعليمية، لأن هناك مجموعة من الأساتذة الباحثين إما طلبة في سلك الدكتوراة  أو طلبة مهندسين  الذين يستفيدون من مجموعة من التكوينات  و يقومون بمجموعة من الأبحاث في هذا المجال المتعلق بالمدن الذكية، سواء المتعلقة بالإنتقال الطاقي أو بالرقمنة أو الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المدن والتسيير العام وعلى الحكامة.

وأوضح أن هناك مجموعة من التيمات التي يتم الاشتغال عليها، والتي هي مدرجة في البرامج التكوينية بالجامعة، سواء بالنسبة للمهندسين أو الأطر، مؤكدا أن المعرض فرصة فريدة من نوعها، لأن الفاعلين الاقتصاديين الذين يشتغلون في التكنولوجيا الخاصة بالمدن الذكية، قليلا ما يلتقون  مع  باقي الفاعلين سواء في مجال التعليم العالي أو المسوولين على تدبير الشأن العام.

وأكد بالمناسبة، أن الجامعة ستسهر على توفير التكنولوجيا الضرورية ووضعها في خدمة الفاعلين الاقتصاديين والفاعلين في مجال التعليم العالي، معتبرا  أن لقاء هذه الأطراف فيما بينها سيساهم في تحول المغرب وتحقيق نقلة نوعية في مجال المدن الذكية التي تعتمد على التكنولوجيات الحديثة والطاقة الذكية والرقمنة والذكاء الاصطناعي.

وعن حضور البعد الافريقي في المعرض، قال الدكتورمجدولين، إنه حاضر عن طريق تمثيلية مجموعة من  البلدان الافريقية من خلال طلبتهم المتواجدين بمختلف الجامعات والمعاهد الدولية بأكادير، أي أزيد من 500  طالب من دول جنوب الصحراء الذين يتابعون دراستهم في الجامعة، مضيفا أنه عندما تقوم الجامعة بتكوين هولاء الطلبة،   فلأنهم  سيكونون  بمثابة سفراء المغرب مستقبلا في بلدانهم.

واعتبر أن مشاركتهم في هذا المعرض ستكون متميزة حيث سيبرزون مؤهلاتهم وكفاءاتهم وبالتالي خلق فرص و شراكات مع المؤسسات والشركات التي تشتغل في بلدانهم.

فوزي ادريس: تنظيم المعرض البيداغوجي بجهة سوس ماسة هو تشريف لها وقيمة مضافة لمدينة أكادير

أكد فوزي ادريس، رئيس الاتحاد العام للمقاولات الصغرى بجهة سوس ماسة، ومنسق المعرض، أن تنظيم النسخة الثانية للمعرض البيداغوجي للمدن الذكية بجهة سوس ماسة، هو تشريف لهذه الجهة، وقيمة مضافة لمدينة أكادير.

وأضاف أن المعرض سيكون جسرا تواصليا بين الجامعة و الشباب الحامل للمشاريع الابتكارية  و المسؤولين المكلفين بتدبير الشأن المحلي، وأن الجامعة ستواكب كل هذه المشاريع. وأضاف أنه بفضل المشروع الملكي المتعلق ببرنامج التنمية الحضرية 2020/2024. أصبحت أكادير ورشا مفتوحا على جميع المستويات، آملا أن يكون المعرض فرصة أخرى لجعل المدينة تنخرط في عالم المدن الذكية.

باتريك سيمون: المدينة الذكية هي التي ستجيب على كل هذه التحديات المطروحة

اعتبر الخبيرباتريك سيمون، المتخصص في السياحة الذكية، أن العالم يتغير بسرعة، بفضل التكنولوجيات الجديدة، قبل أن يعرج في حديثه عن مدينة اكادير التي تعرف بدورها دينامية ملحوظة في السنوات الأخيرة. وأوضح الخبير أن المدينة الذكية هي التي ستجيب على كل هذه التحديات المطروحة، مذكرا بأن الجانب البيداغوجي مهم في هذا المعرض لأنه ينطلق من الشباب ويهتم بالشباب وبالطلبة. كما ركز الخبير سيمون في مداخلته، على أهمية إدماج الشباب  في اتخاذ القرار وفي إشراكهم في هذا النوع من النقاش  لايجاد حلول  للمشاكل المطروحة، خصوصا منهم المبتكرين.

هذا، وقد تم اختيارالمملكة الأردنية الهاشمية، ضيف شرف النسخة الثانية لهذا المعرض، ممثلة  للمنتدى العربي للمدن الذكية، وهو منظمة غير حكومية، وسيخصص المعرض  بالمناسبة رواقا خاصا للمنتدى العربي للمدن الذكية من أجل عرض منشوراته والتعريف بعمله وأھدافه وأھداف منظمة المدن العربية، ومنشوراتها وكل مايتعلق بإنجازاتها داخل الوطن العربي.

وعلى هامش المعرض البيداغوجي، سيتم تنظيم مسابقة “الهاتاكون” التي أختير لها إسم ” التحدي الأفريقي للمدن الذكية”، بمدينة الابتكار التابعة لجامعة ابن زهر وتيكنوبارك مابين 5 و 12 ماي 2024، وهي المسابقة التي تنظم بمناسبة احتفال المغرب بأسبوع السياحة ، لإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة في مشاريع  تهم مجالات والماء والسلامة في المدن والطاقة والسياحة والبيئة المستدامة.

كما سيتم تدشين نموذج لمدينة أكاديمية ذكية مصغرة على مساحة 3000 متر مربع، في قلب الجامعة الدولية لأكادير، تتضمن جميع التكنولوجيات في ميدان المدن الذكية، وستأخذ طابع متحف مفتوح  أمام جميع الزوار، حيث  ستجسد  هذه المدينة الذكية مختلف الابتكارات المتعلقة مثلا بترشيد المياه أوتصاميم المباني المقاومة للزلازل، أوبرمجة المعلوميات، وحلول أخرى مجسدة واقعيا في هذه المدينة الذكية.

كما سيتم عرض نموذج أخر لمدينة مهنية ذكية مصغرة، يشارك فيها جميع المهنيين على مستوى جهة سوس ماسة، تتضمن جميع التكنولوجيات.

تجدر الإشارة، إلى أن هذه النسخة الثانية للمعرض البيداغوجي المنظم، يشرف على تنظيمها، مجلس جهة سوس ماسة، بشراكة مع مكتب الدراسات الهندسية ” اينوفاتيل انجنييريينغ”، والمجلس الجماعي لأكادير، والجامعة الدولية لأكاديروالمنتدى العربي للمدن الذكية، والفيدرالية المغربية للإستشارة والهندسة.

حسن عربي

Top