حتى لا تصبح كورونا وسيلة لأهداف معينة

أصدرت إدارة فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، صباح يوم الأحد، بلاغا مقتضبا تخبر فيه الرأي العام الوطني، أن لاعبي الفريق وكافة أطقمه التقنية والإدارية، غير مصابة بفيروس كورونا المستجد، بعد إخضاعهم لفحص جديد يوم الجمعة 14 غشت الجاري.
البلاغ الذي نشر بالموقع الرسمي للنادي، أكد أن كل مكونات الفريق الأول للرجاء، خضعت للاختبار للمرة الرابعة منذ استئناف التداريب الجماعية، وذلك في إطار التقيد بالبروتوكول الصحي المعتمد من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأن العدد الإجمالي للفحوصات الطبية بلغ 51 اختبارا، جاءت كلها سلبية…
وسبق لإدارة النادي الأخضر أن كشفت عن تسجيل أول حالة إصابة بـ”كوفيد 19″، تخص إدارية بالنادي، مما فرض إجراء فحص جديد لكل المخالطين، وإخضاعها لمرحلة العزل الصحي وإجراء فحص جديد.
نحن هنا أمام حالة من الحالات التي يمكن أن نعتبرها عادية، حيث تم التعامل معها بكثير من المسؤولية والصرامة والجدية المطلوبة، وسبق لنفس التعامل أن حدث بأندية أخرى كالدفاع الحسني الجديدى والجيش الملكي، والمغرب الفاسي والنادي القنيطري، شباب المحمدية، وغيرها من الفرق التي لم تدخل بمرحلة ارتباك، ولم تفسد برمجة البطولة، كما لم تطالب بتأجيل مبارياتها…
ما حدث أن هناك تعاملا مختلفا، ما بين الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية التي تعبر عن روح المسؤولية، والرغبة الأكيدة في إنهاء البطولة في ظروف عادية، والإيمان بأن المساعدة على ذلك، يعتبر واجبا تقتضيه ضرورة الوصول بالمنافسات إلى بر الأمان، وما بين نماذج قليلة من الأندية، تظهر حتى الآن عجزا عن مسايرة جولات البطولة بنفس السلاسة.
فقد أعلنت عصبة كرة القدم الاحترافية الأسبوع الماضي عن تأجيل أربع مباريات كانت مقررة برسم الدورة 22 من البطولة الاحترافية لأندية القسم الأول إلى موعد لاحق، وذلك بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوف لاعبي عدد من الفرق، والأمر يتعلق بمباراة فريقي أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة، وفريقي الجيش الملكي الوداد البيضاوي، ومباراة فريقي الرجاء البيضاوي وسريع وادي زم.
لن ندخل هنا في بعض القراءات أو التأويلات حول الأسباب الحقيقة وراء هذه التأجيلات المؤثرة، وهل الأمر يتعلق فعلا بوباء كورونا؟ أم بدوافع أو حسابات خاصة؟.
إلا أن الملاحظ هو أن أغلب الأندية التي سجلت بها إصابات بالوباء، حالت دون خوضها المباريات المبرمجة، تنتمي لمؤخرة الترتيب، بل مهددة بالنزول للقسم الثاني، والأكثر من ذلك سبق أن عبرت صراحة عن الرغبة في الإعلان عن موسم أبيض…
إنه لأمر غريب حقا. لكن دون الدخول في تأويلات يمكن أن تقود إلى ارتكاب ظلم في حق إدارات بعض الأندية، واحتراما لجمهورها وللحواضر والمدن التي تمثلها، المطلوب هو بذل مجهود أكثر من أجل مسايرة مباريات الدوري، وإظهار نوع من التضحية لتكملة موسم استثنائي، يقتضي تحمل تبعات استثنائية أيضا، وهذا يهم الجميع، وليس فريقا معينا، في وقت يبذل مجهود كبير من أجل مرافقة الأندية من طرف مصالح ومندوبيات وزارة الصحة بكل المدن على الصعيد الوطني، وإجراء فحوصات بصفة دورية وبالمجان، كما أن هناك دعما ماليا مستمرا ومجموعة من التسهيلات مقدمة من طرف الجامعة، على أمل إنهاء البطولة الوطنية يوم 13 شتنبر القادم في أحسن الظروف والأحوال.
غير هذا، فإن أي تصرف أو مبرر سيكون خارج السياق تماما، وأن التعامل لابد وأن يعبر عنه بروح من المسؤولية العالية، والانخراط الإيجابي، مع الحرص على ضرورة تطبيق صارم للبروتوكول الصحي، حفاظا على سلامة كل مكونات الأندية الوطنية.
والذي يجب أن يستحضره الجميع، أن قرار استئناف البطولة الوطنية هو خيار دولة، والتي رأت فيه مجموعة من الأبعاد والأسبقيات، وليس قرارا فرديا لا من طرف الجامعة أو رئيسها، كما يحاول الترويج له من طرف الجهات التي كانت تدفع منذ البداية إلى الإعلان عن موسم أبيض…

محمد الروحلي

Related posts

Top