حديث الأطباء

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

< إعداد: عبد الصمد ادنيدن

الدكتور مصطفى مودن.. صيام مرضى الضغط الدموي

لقد أصبح ارتفاع الضغط الدموي من الأمراض المنتشرة بكثرة بين الأسر المغربية ويعتبر الضغط الدموي في حد ذاته من الأمراض التي لها تأثير سلبي على جسم الإنسان، فتؤدي في أغلب الحالات إلى أمراض وازنة للقلب والشرايين، وقد تؤدي إلى القصور الكلوي أو اعتلال شبكة العين أو جلطات دموية سواء على مستوى الرأس أو القلب. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم من أولى أسباب الوفاة عالميا.
إن الإصابة بارتفاع الضغط الدموي يؤدي إلى مضاعفات عديدة منها أمراض القلب، والجلطات الدماغية والقصور الكلوي وأمراض الشرايين، وكل هذه الأمراض تكلف السياسة الصحية مبالغ باهظة لعلاجها.
ولتفادي هذه الأمراض يجب الحفاظ على ضغط دموي لا يتعدى 139 مم زئبق كضغط دم انقباضي وأن لا يتعدى ضغط الدم الانبساطي 89 مم زئبق، ولن يتم ذلك إلا بالاتباع المنتظم للأدوية المخصصة لذلك والمراقبة المستمرة للضغط الدموي على مدى اليوم. وشهر رمضان كما هو معروف تتغير فيه طريقة استعمال الأدوية عند الصائم، فبالنسبة للمصاب بداء الضغط الدموي هناك قواعد يجب احترامها إذا اراد الصيام :
فيجوز الصيام للمريض إذا كان ضغطه مستقر أي في حدود 139/80 مم زئبقي.
أما بالنسبة لأصحاب الضغط غير المستقر أو الذي لا يستجيب للدواء يستحسن استشارة الطبيب الذي يعيد تقويم حالة المريض والخروج بخلاصة الإذن بالصيام أو منعه. أما المرضى الذين زيادة على ارتفاع الضغط الدموي يعانون من مضاعفات كالقصور الكلوي أو قصور حاد في شرايين القلب التاجية يستحسن أن لا يصوموا خصوصا وأن الجسم محتاج إلى ترويته بالماء طول اليوم.
كما يجب التقليل من الملح في الطعام وأكل الخضر والفواكه والتقليل من أكل اللحوم الحمراء.
أما الأدوية يجب أن تأخذ عند الإفطار خصوصا أن أغلبها أدوية طويلة المفعول تعمل على مدى 24 ساعة حيث يستمر مفعولها بالجسم طيلة مدة الصيام.
وفي كل الأحوال يجب على المريض استشارة طبيب العائلة أسابيع قبل رمضان حتى يتمكن من تقويم حالته لمعرفة إمكانية الصوم من عدمه أو تغيير نوع أو وقت بعض الأدوية تماشيا مع شهر الصيام.

الوسوم ,

Related posts

Top