حزب التقدم والاشتراكية يعزز صداقته بالحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الشيوعية واليسارية الإفريقية

شارك حزب التقدم والاشتراكية في الدورة الخامسة للوفد الاستطلاعي لقادة الشباب الإفريقي بوفد مكون من الرفيقين سعيد البقالي وعبد العالي البوجيدي، وذلك خلال الفترة الممتدة من 24 ماي إلى 5 يونيو الجاري بالصين، إلى جانب وفود من أحزاب يسارية في كل من مصر والسودان وتونس.
ويعتبر قادة الحزب الشيوعي الصيني، حسب ما تصريح عبد العالي البوجيدي لبيان اليوم، أن هذا اللقاء الدراسي الخاص بالوفد الاستطلاعي للقادة الشباب الإفريقي فرصة للتعريف بتصورات الحزب ومقررات ومخرجات مؤتمره الوطني التاسع عشر، بالإضافة إلى تعزيز الصداقة بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الشيوعية واليسارية الإفريقية.
وأفاد نائب المدير العام لدائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمة له أمام الوفد الاستطلاعي، وفق عبد العالي البوجيدي، أن الحزب الشيوعي الصيني له أفكار جديدة يريد أن يتقاسمها مع الأحزاب الصديقة في كل ربوع الكرة الأرضية، ومن بين هذه الأفكار التي ساقها المتحدث، والتي تعد من مخرجات المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب، ضرورة العمل على تطوير النظام الاشتراكي خلال العصر الجديد، وإيجاد مخرج للمفارقة المتمثلة في حاجة الشعب لحياة أفضل مع وجود تنمية غير كافية، بالإضافة إلى ضرورة الفرز في كل المخططات الاستراتيجية بين أربع مجالات متداخلة وهي السياسة والاقتصاد والثقافة والبعد الإيكولوجية.
وأضاف نائب المدير العام، التأكيد على ضرورة إبراز النظام الاشتراكي باعتباره حضارة عالمية حققت ما لم تحققه الرأسمالية التي جعلت الحياة غير آمنة وغير متوازنة، واعتبار مصير الدولة عنصرا يدخل في إطار المصير المشترك للبشرية جمعاء.
وبحسب نائب المدير العام لدائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، فإن هناك مجوعة من المؤشرات الواقعية التي تبرز نجاح سياسة الإصلاح والانفتاح مستدلا على ذلك بمدينة shenzhen “شنجن” التي انتقلت خلال الأربعين سنة من قرية فقيرة صغيرة بجنوب الصين، لا يتعدى سكانها 20 ألف نسمة إلى مدينة عصرية يسكنها أزيد من 20 مليون نسمة، حيث توجد بها أحدث الشركات التكنولوجية الصينية والعالمية، وباتت تساهم بحوالي 2.24 تريليون دولار في الناتج الوطني.
يشار إلى أن هذه المدينة التي تقع جنوب الصين على حدود هونغ كونغ، تحتوي على أزيد من 1900 مختبر وهي مشهورة بصناعة الروبوتات والطائرات بدون طيار، والانسان الذكي، كما أنها مدينة تتميز بخاصية أيكولوجية قل نظيرها في العالم، حيث تتوفر على أزيد من 1000 حديقة عمومية كما تستخدم حافلات للنقل العمومي تعمل بالطاقة الكهربائية.
ويفضل السكان بهذه المدينة التي يطلق عليها البعض اسم نيويورك الصين، التنقل للعمل بالدرجات الهوائية والدرجات الكهربائية مما يجعلها مدينة نظيفة وأنيقة وهادئة ليلا ونهارا، حيث تتزين شوارعها بغطاء نباتي وعدد كبير من أنواع الورود.
إلى جانب ذلك، حرص مسؤولو المدينة على أن تكون لها جاذبية سياحية وثقافية من خلال إقامة مجموعة من المعالم السياحية والثقافية الجاذبة للسياح المحليون والأجانب كحديقة خريطة الصين التي تجسد الحضارة الصينة بواسطة مجسمات لمختلف المواقع الصينية المشهورة.
كما تضم المدينة المتحف المشهور باسم “متحف نافذة العالم” الذي يضم كل عجائب الدنيا والأثار التاريخية والمشاهد الطبيعية حيث يوجد قسم لإفريقيا وآخر لآسيا وأمريكا وأوروبا، ويمتد هذا المنتزه/المتحف، على مساحة 48 هكتاراً، وهو يعد من أجمل وأروع معالم المدينة ويحتوي على أكثر من 130 نسخة من أشهر المعالم السياحيّة في العالم، مثل: برج إيفيل الفرنسي، وساعة بيج بن البريطانية، وبرج بيزا المائل الإيطالي، وعلى مجموعة من المطاعم التي تقدم أكلات مختلفة من الدول حول العالم والتي تتيح الفرصة للزائر لتذوّق أكلات مختلفة من دول العالم، بالإضافة إلى ذلك يحتوي هذا المنتزه على العديد من الفعاليات الأخرى مثل: التمتع بمشاهدة شلالات نياجرا، وعروض الرقص الإفريقية، والعديد من العروض الشعبية الأخرى.
كما توجد بالمدينة حديقة سفاري شنجن، الحديقة الكبيرة والمفتوحة التي تحتوي على عدد كبير من الحيوانات التي تعيش حرة دون أقفاص على قسم للحيوانات النباتية، وآخر للحيوانات المفترسة، وآخر لممارسة رياضة المشي، وركوب الدراجات، والتخييم، وتحتوي الحديقة على عدد من الحيوانات النادرة والمهدّدة بالانقراض.
إن مدينة shenzhen هي نموذج واقعي على المستوى التنموي، فقد تحولت خلال الأربعين سنة من مدينة فقيرة إلى غنية وساحرة بفضل سياسة الإصلاح والانفتاح التي قادها دنغ شياوبينغ بعد وفاة ماو تسي تنغ سنة 1976، وتقوم هذه السياسة على الجمع بين التخطيط الاقتصادي والإرادة السياسية والمحافظة على الهوية الثقافية الصينية مع ضرورة مراعاة البعد الأيكولوجي إلى أن أصبحت مدينة جذب للاستثمارات الخارجية والداخلية، ومركز جذب للسكن والإقامة بالنظر إلى الخدمات ذات الجودة العالية التي توفرها في مجال الصحة والتعليم والسكن والنقل.
وتتميز المدينة بوجود نموج فريد للشباب المتطوع الذي يلتئم في إطار منظمة “بشترن” وهي منظمة للشباب المتطوع تأسست عام 1980 تقدم خدمات مجانية للسكان في مجالات التعليم والنظافة والصحة والمساعدة الاجتماعية والإنسانية للسكان من الطلبة والنساء والأطفال، وفي غضون أربعين سنة أصبحت المدينة تتوفر على مليون وثلاثمائة متطوع ينشطون في 11 ألف منظمة تطوعية.
وتشتغل هذه المنظمات في الاحياء والشوارع، كما انتقلت هذه المنظمات للأعمال التطوعية خارج الصين، كما الحال في الطوغو حيث يذهب المتطوعون الصينيون لتعليم الرياضة وتعليم اللغة الصينية للشعب الطوغولي.
كما أن هذه المنظمات التطوعية تساهم وتشارك في بناء الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد وتقدم مقترحات تشريعية للحكومة من أجل تطوير الخدمات الاجتماعية في مجال حماية الشباب وحماية حقوقهم، وتوطيد خدمة الضمان الاجتماعي للشباب والأطفال.

> محمد حجيوي

Related posts

Top