حكماء ولاعبو الرجاء يؤجلون رحيل جمال السلامي

في سابقة، وقفت فعاليات في نادي الرجاء تطلب من المدرب جمال السلامي العدول عن قرار المغادرة الذي اتخذه وأعلنه عند خروج فئة من الجمهور في وقفة احتجاجية ترجمت من خلالها هذه الفئة، قلقها عقب الهزيمة في الديربي.
عند نهاية المباراة التي فاز فيها الرجاء على ضيفه بيراميدز المصري بهدفين دون رد، كان المشهد مؤثرا. فقد التحق الرؤساء الخمس السابقون، الحاج عبد السلام حنات، وعبد القادر الرتناني، وعبد الله فرداوس، وعبد الحميد الصويري ومحمد بودريقة بالمدرب جمال السلامي في مبادرة ترمي ثنيه عن الرحيل.
وبلغنا أن المدرب قدم، باحترام وأدب، توضيحاته، وبرر قراره ولم يرفض الاستمرار، وبين أنه سيعلن قراره النهائي بعد فترة راحة وتفكير خلال اليومين القادمين.
وعند دخول السلامي مستودع الملابس، التف حوله اللاعبون يعلنون تشبثهم به في محاولة لإقناعه باستئناف المسار، وفي الحدث رسائل و دلالات.
وكان جمال السلامي قد أعلن في مكالمة استعداده للانفصال إذا فرضت مصلحة الرجاء ذلك، مضيفا أنه مستعد للتخلي عن مهمته دون أي مشكل، ولن يلجأ لما يسيء للنادي، لكن ما حدث بعد ذلك من طرف البعض من تهديد ووعيد، جعل الرجل يرضخ، ويكشف رغبته في الابتعاد، مساهمة منه في تهدئة الأجواء.
وكان نادي الرجاء قد تعاقد مع السلامي خلفا للفرنسي باتريس كارتيرون في 11 نونبر 2019 الذي أرغمته النتائج السلبية على مغادرة الفريق.
تابعنا النتائج المسجلة تحت إشراف جمال السلامي خلال 17 شهرا، «511 يوما». فاز الفريق بلقب البطولة الوطنية بعد غياب استمر منذ سنة 2013 . وبلغ نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، كما بلغ الفريق نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
لكن يبدو أن الهزيمة في الديربي بعثرت الأوراق، وأججت الغضب، وأخرجت بعض الجمهور للاحتجاج في الشارع، للمطالبة بالتغيير في التسيير والتدريب.
فهل بلغت الحصيلة درجة من التردي تبرر هذه الهزة العنيفة؟
الرجاء في منعرج وسط ديون متراكمة تناهز الـ 20 مليار سنتيم والمكتب المسير يواجه ثقل الدين الموروث ومتطلبات التكاليف الآنية، والوضع يحول دون تقوية الفريق بما يحتاج من اللاعبين، وفي المقابل اجتهد السلامي في منح الفرصة لمجموعة من أبناء المدرسة.
يوجد الفريق حاليا في وسط الطريق أمامه التزامات الدوري الاحترافي، وكأس العرش، وكأس الكاف، ونهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، فهل التغيير يخدم مصلحته؟ وهل الرجاء تتوفر على الإمكانيات المالية لتغطية تكلفة الانفصال عن المدرب والتعاقد مع بديل؟
الأسئلة عديدة، والمكتب المديري للنادي مطالب بإيجاد الحل بتنسيق مع مختلف المكونات، وتغليب مصلحة النادي التي تبقى فوق كل اعتبار.

> محمد أبو سهل

Related posts

Top