حماس تعين يحيى السنوار رئيسا  للحركة خلفا لإسماعيل هنية

عينت حركة حماس قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار، أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران في هجوم زاد المخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط
واتهم كل  من إيران وحماس وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية في طهران في 31 يوليو، وتوعدوا بالانتقام لمقتله.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “إن حزبه وإيران ملزمان بالرد على إسرائيل أيا تكن العواقب”، بعد اغتيال الدولة العبرية القيادي في الحزب فؤاد شكر بضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تأبين شكر، قال نصرالله “إن إيران بعد مقتل هنية في طهران تجد نفسها ملزمة بالرد والعدو ينتظر بتهيب كبير وضياع وإن حزب الله كذلك يرى نفسه ملزما  بالرد بعد مقتل شكر”. ولم تعلق إسرائيل على مقتل هنية في طهران.
وأضاف “ردنا آت، قويا مؤثرا فاعلا… وحدنا أو في إطار رد جامع لكامل المحور. هذه معركة كبيرة ودم غال وعزيز واستهداف خطير لا يمكن أيا تكن العواقب أن تمر عليها المقاومة هكذا”. ويقصد بذلك “محور المقاومة” الذي تقوده إيران.
وتزامنا  مع بدء الحفل التأبيني وقبل كلمة نصرالله، خرق الطيران الإسرائيلي عصر يوم الثلاثاء جدار الصوت على علو منخفض في سماء بيروت مرتين، ما أثار حالة من الهلع في العاصمة اللبنانية.
وتعليقا على تعيين السنوار، صرح مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس أن هذه الخطوة تنطوي على “رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة”.
في المقابل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى “تصفية سريعة” للسنوار.
وكتب كاتس على منصة اكس “أن تعيين الإرهابي يحيى السنوار على رأس حماس خلفا لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة الحقيرة من الخارطة”.
ويتهم الجيش والسلطات الإسرائيلية السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبعد بضع دقائق، تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إطلاق صلية من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل.
ورحب جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، بتعيين السنوار، معتبرا هذه الخطوة “ردا منطقيا ومتوقعا على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية”.
بدوره، هنأ حزب الله السنوار على تعيينه، معتبرا أن هذه الخطوة ترسل “رسالة قوية للعدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها بأن حركة حماس موحدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى، عازمة على المضي ومعها سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات”.
وفي الولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “إن السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي في ما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني”.
ولم تعلق إسرائيل على مقتل هنية في طهران، لكنها تعهدت القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ 2007.
أما بالنسبة لاغتيال شكر فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “هاجم بشكل دقيق.. القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس”، في  إشارة إلى ضربة صاروخية على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 فتى وفتاة.
ونسبت إسرائيل قصف البلدة الدرزية إلى حزب الله الذي نفى “أي علاقة” له به.
ومنذ أسبوع تقريبا، وإسرائيل في حالة تأهب في انتظار الرد الذي وعدت به إيران وحلفاؤها. ولكن، رأى دبلوماسي أوروبي في تل أبيب أن عدم تغيير التوجيهات التي أصدرها الجيش للمدنيين في شمال إسرائيل يعني، من الناحية النظرية، أن الهجوم ليس وشيكا.
ومنعا لاشتعال المنطقة، تعمل الأطراف الدولية على التهدئة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “نحن منخرطون في دبلوماسية مكثفة ليل نهار لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد … لا بد أن نكسر هذه الحلقة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وتكثفت الاتصالات الدبلوماسية عشية اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بطلب من “فلسطين وإيران” لإعلان “موقف إسلامي موحد”، حسبما أفاد مسؤول في المنظمة.
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تناولت “جهود احتواء التصعيد  بما في ذلك الوقف الفوري لإطلاق النار واتفاق للإفراج عن الرهائن”، وفق البيت الأبيض.
كذلك أجرى بايدن محادثات هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقطر ومصر منخرطتان في جهود ترمي للتوصل إلى تهدئة في غزة
وفي زيارة إلى القاهرة، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بوحبيب لدى لقائه نظيره المصري بدرعبد العاطي “إن اتساع رقعة الحرب أصبح جديا، مشددا على ضرورة وقف الحرب في غزة.
ومنذ الثامن من أكتوبر، وهو اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، يتبادل حزب الله إطلاق النار بشكل يومي تقريبا  مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وفي هذا السياق، دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة لبنان وأوقفت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت.
وأسفرت ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان عن مقتل ستة مقاتلين من حزب الله، وفق مصدر أمني لبناني، نعاهم الحزب لاحقا . وقتل خمسة منهم في ضربة استهدفت منزلا في بلدة ميفدون.
وتبنى الحزب استهداف مواقع عسكرية عدة، بينها ثكنة كيلع “بعشرات صواريخ الكاتيوشا” ردا  على “الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي” في ميفدون. وأعلن قبلها، استهداف ثكنة شراغا شمال مدينة عكا “بسرب من المسيرات الانقضاضية” ردا على مقتل أحد عناصره.
وأصيب سبعة أميركيين بقصف صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في العراق، وفق ما أعلن مسؤول أميركي، في هجوم نسبه البنتاغون إلى قوات موالية لإيران.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الغارات الكثيفة منذ ما يقرب من عشرة أشهر، فيما يتضور سكانه جوعا وعطشا.
وقتل شخص بنيران مسيرة إسرائيلية بحسب مسعفين في مستشفى في دير البلح في وسط قطاع غزة.
ودعا المستشار الإقليمي في دير البلح للمجلس النروجي للاجئين حسن مراجع الثلاثاء إلى “عمل جماعي عالمي أقوى لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون عوائق وتوفير الحماية للناس”..

أ.ف.ب

Top