سألتني البارحة هبة الله ابنتي
لم أنت حزين أبتي؟
تعثر الجواب في لساني
وأجبتها
أخاف ابنتي
أن يغرقني زورق سعادتي
سألتني..أنت معي
ولا أراك تركب موج البحر
تبسمت لها
وقلت لها:
نامي ابنتي
فالزمان كفيل بتمزيق أشرعتي
حكيت لها حكاية البحار
الذي أحب حورية البحر
وأصبحت ديانته الموج
بعيدا عن الصخر والتراب
تحته الماء وفوقه مائة غراب
موج يسعده
موج يحزنه
موج آخر يخيفه
وموج فيه كثير من اللغو والجدال
سألتني ابنتي..وهل كان البحار يجيد
في البحر فنون القتال
أجبتها..
كانت حورية البحر
تستفيق ساعة الفجر
وتمشط شعرها على الرمال
وتأخذ الياقوت من المحار
تقدمه كل صباح هدية للبحار
سألها البحار
لماذا كل هذه الهدايا
أجابته:
في عشقك للبحر..لم يعد من طينتك
إلا البقايا
وأنا أملؤك بكل السجايا
بعد منتصف الليل
أقص لك أجمل الحكايا
وعن أسرار البحر
أخبرك بكل الخبايا
عليك حبيبي
العودة للصخر والتراب
واحمل معك كل الهدايا..
ولا تنس يا بحار الليالي
وراكب الموج
أنني مازلت أحتفظ لك بكل السجايا
عش كماء البحر..صادقا..
وابتعد عن سوء النوايا
أجابها:
ياحورية الفجر
معك عشقت ركوب الموج
بالمخاطر وبكل المزايا
ومعك وجدت السعادة
وقد أصبحت ياحبيبتي كل مناي
فلمن سأحمل الياقوت
وكل هذه الهدايا
وقد صنعت لك منه تاجا
كي تكون في عالم البحر
أميرة للحوريات
تمتلكين في روحي أرق المزايا
لن أغادر بحرك
وهذا الموج الذي يختزل في روحي أجمل الحكايا
في قلبك أحيا وفيه سأموت
وفيه سأبعث حيا
ياحورية الفجر
لحظتها العبي معي لعبة المرايا
مع الشمس
وعواصف البحر
غضب
وهدوء الموج
صدقيني ياحورية الفجر
لحظتها سأموت في حضرتك
ولن أكون من الضحايا.
حورية الفجر
الوسوم