خطة “تجذر” التي أطلقها حزب التقدم والاشتراكية عقب نقاشات داخلية عميقة وشجاعة قام بها مباشرة بعد انتخابات سابع أكتوبر الماضي، ويستمر في إقامة منتديات حوار حزبي بشأنها في مختلف الأقاليم والجهات، ويشارك فيها المناضلون والمناضلات في كل التنظيمات والهياكل المحلية والإقليمية والجهوية والقطاعية والموازية، هي ليست مجرد برنامج عمل عادي في ظرفية عادية، ولكنها إعادة بناء حقيقية وشمولية تنطلق من نقد ذاتي واضح للجهد المبذول، وتعتمد تشخيصا موضوعيا وجريئا، وتروم تمتين الأداة الحزبية وتقوية إشعاعها النضالي الميداني والتنظيمي والانتخابي.
لقد بقي حزب التقدم والاشتراكية دائما ممسكا بوضوح النظر، بما في ذلك لنفسه ولعمله، وفِي محطات تاريخية مختلفة كان يستطيع صياغة الفكرة والأطروحة ومعالم الطريق، ويفتح، بالتالي، الآفاق لمواصلة المشي قدما، وهذا بالذات هو سر تميزه عن أحزاب عربية ومغاربية أخرى تشبهه في المنشأ والمرجعية والمسار.
اليوم، خطة “تجذر”، التي كانت قد أقرتها اللجنة المركزية للحزب، تغتني بأفكار وتجارب مئات المناضلات والمناضلين من كل مناطق البلاد، وحتى لما ترتفع الأصوات في بعض اللقاءات الجهوية، أو لما تعلو حدة النقد المتبادل بين الرفاق، فكل ذلك يتيح تلمس رؤى ومخارج ودروب يمكن تجريب السير فوقها بغاية استنهاض الهمم والعزائم، وإضافة ممكنات أخرى لتوسيع دوائر الإشعاع والإقناع وسط شعبنا.
خطة “تجذر” تعطي الدليل على أن عقيدة التقدم والاشتراكية بقيت دائما مفتوحة ومنفتحة على الحوار الداخلي والتفاعل مع الوقائع والآراء والنَّاس، ولم تكن أبدا مقترنة بالانغلاق أو أحادية النظر، ولذلك استمر الحزب حيّا وواقفا ولم يمت، كما لم تقتله مختلف الضربات.
خطة “تجذر” تعتبر إمساكا واعيا بقناعة مترسخة تقوم على ضرورة وجود أحزاب ذات مصداقية، ولها الأصل والفكرة والأفق، وأيضا لها قدرة الارتباط بالناس.
خطة “تجذر”، ترتيبا على كل ما سبق، هي، مع ذلك، ليست أطروحة تنظيرية أو مجرد تنظيم ملتقيات تنظيمية أو محافل حوار بين الأعضاء، ولكنها هي الطريق لصياغة مرتكزات الانطلاقة المتجددة والاتفاق على محددات تضمن السير إلى الأمام، وبناء حزب يستجيب لتطلعات مناضلاته ومناضليه، ولاعتبارات وأسئلة وتحولات المرحلة الراهنة، ومن ثم العمل، من خلاله، لخدمة البلاد والنَّاس، ومن أجل… إحداث الأثر، وتحقيق الإضافة على أرض الواقع.
محتات الرقاص
خطة «تجذر»… العمل على الأرض في كل الأقاليم
الوسوم