لم يمر على بداية الموسم الجديد من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، سوى دورتين فقط، لتندلع موجة من الاحتجاجات والبلاغات، وردود الفعل الغاضبة.
ويعود السبب لبداية الاحتقان بصفة مبكرة، إلى الأخطاء الفادحة المرتكبة من طرف مجموعة من الحكام، كان لها تأثير على نتائج بعض المباريات.
أخطاء ارتكبها حكام دفعت بهم اللجنة المركزية للتحكيم، في سعي لإحداث تغيير ضمن طاقم التحكيم، بمنح الفرصة لأسماء جديدة قصد كسب التجربة، وإحداث تغيير يبقى ضروريا وأساسيا، مع مراعاة ضرورة وضع تخطيط مدروس حتى لا يحدث هناك فراغ، أو قطيعة بين الأجيال.
ففي الدورتين معا، ارتكبت أخطاء فادحة أثرت على نتيجة بعض المباريات، ولعل أبرزها مباراة الرجاء البيضاوي ضد أولمبيك أسفي، ذهب ضحيتها الفريق المسفيوي، بعد حرمانه من فرص سانحة للتسجيل، أبرزها ضربة جزاء واضحة خلال الربع ساعة الأخيرة من المباراة.
كما كانت هناك أخطاء فادحة في مباراة نهضة بركان ضد حسنية أكادير، اضطر معها الفريق الأكاديري إلى إصدار بلاغ احتجاجي في الموضوع، وبالإضافة إلى لقائي البيضاء وبركان، كانت هناك أيضا أخطاء في مباريات أخرى، ما يفرض على الجهاز المسؤول إعادة النظر في مجموعة من الخيارات، وفي مقدمتها التدقيق في مسألة التعيينات، وعدم الزج بحكام جدد لقيادة مباريات حارقة.
ولم تكن أخطاء التحكيم وحدها من عكرت صفو بداية هذا الموسم، وجاءت أحداث الشغب لتزيد من تأزيم الوضعية، إلى درجة منع سلطات ولاية طنجة حضور الجمهور لديربي الشمال بين المغرب التطواني واتحاد طنجة.
كما ارتفعت مطالب أخرى، ذهبت إلى حد تأييد فكرة منع تنقل الجمهور مع الفرق الزائرة، في محاولة للحد من أحداث العنف المرافق للمباريات الرياضية.
وجاءت الأحداث التي اندلعت على هامش مجموعة من المباريات، سواء في الرباط والدار البيضاء، لتؤكد أن الشغب أصبح بالفعل واقعا مقلقا للغاية، واقع لا يمكن معالجته بالقرارات الظرفية وردود الفعل المناسباتية.
هناك إذن مشاكل التحكيم، وهناك أعمال الشغب، وهناك أيضا عدم الاستعداد الجيد لأغلب الأندية، وخصاص مالي فظيع يعصف بالجميع، وضغط البرمجة تحسبا لموسم كروي طويل، بسبب كثرة الالتزامات، أبرزها مشاركة الفريق الوطني بمونديال قطر … كلها حيثيات تخيم بظلالها على موسم كروي، يعرف بداية غير مشجعة تماما…
ومع ذلك لابد أن نبقى متفائلين بإمكانية معالجة كل هذه الاختلالات، وضمان موسم كروي في أحسن حالاته، وتأكيد قيمته كواحد من أبرز الدوريات على الصعيد القاري…
محمد الروحلي
